على ارتفاع كبير بأحد التلال في ولاية أندرا براديش، الواقعة في جنوب شرقي الهند، يوجد معبد "تيروباتي بالاجي" المخصص لعبادة الإله فينكاتشا، أحد أشهر المعابد الهندوسية في الهند، حيث تبلغ ثروته من التبرعات والممتلكات نحو 30 مليار دولار، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
يقول بارسا فينكاتيشوار راو جونيور، واحدٌ من الملايين الذين يسافرون كل عام إلى معبد "تيروباتي بالاجي"، إن المتطوعين بالمعبد يُفرغون آخر كل يوم جرةً طولها متران من التبرعات والقرابين، فيخرج منها أساور ذهبية وخواتم وقلائد، وحزم نقود، وعملات معدنية يستعصي حسابها بالنظر، بل "يستغرق إحصاؤها من 3 إلى 4 أيام".
لطالما تعذَّر حساب الثروات الهائلة التي تكمن في داخل المعبد، ففضلاً عن امتداده الواسع وحجمه الهائل، فإنه يجمع تبرعات من نحو 50 ألف زائر إلى 100 ألف زائر يُقبلون على زيارته كل يوم.
حين كُشف لأول مرة عن ثروات معبد تيروباتي بالاجي، أشارت الحسابات إلى أن ثرواته تبلغ أكثر من 10 أطنان من الذهب، و2.5 طن من الجواهر، وودائع بنكية بقيمة نحو 20 مليار دولار أمريكي، و960 عقاراً في جميع أنحاء الهند.
حسب الصحيفة البريطانية، تُقدر القيمة الإجمالية لهذه الممتلكات بنحو 30 مليار دولار، ما يعني أن ثروة المعبد تساوي قيمة الأصول التي تحتكم عليها بعض البنوك والشركات الهندية الكبرى، مثل "نستلة الهند" أو شركة "فحم الهند" الحكومية.
إنشاء معبد "تيروباتي بالاجي"
بُني المعبد في سنة 300 ميلادية أو نحو ذلك، ويشرف على إدارته صندوق ثروات أقامته بريطانيا عام 1933. ويرى كثير من الهندوس أن عليهم زيارته مرة واحدة على الأقل في العمر، للوفاء بما تقتضيه الحياة الروحية المُرضية.
فيما قال راو إنه يسافر إلى المعبد بانتظام منذ أن اصطحبه والداه إلى هناك أول مرة بعد مدة وجيزة من ولادته، مشيراً إلى أن المعبد "يجتذب المصلين من كل ركن من أركان البلاد. ولا يأتي الناس إليه مرة واحدة، بل يأتون مراراً، وفي كل مناسبة خاصة لهم. إنه أمر لا يستقيم مع المنطق العقلاني، لكنه يلبي حاجة روحية لدى الهندوس".
يُعرف المعبد أيضاً باسم "معبد الأثرياء" بأنه يحظى بشعبية لدى كبار رجال الصناعة ورجال الأعمال، ويتوجه الممثلون إليه للتبرك قبل إصدار أفلامهم الجديدة وطلباً للنجاح.
بلغ معبد تيروباتي من الشهرة والمكانة بين النخبة وعلية القوم أن خصصت إدارة المعبد في وقتٍ ما ترتيبات منفصلة للمصلين الأثرياء، ووسائل لإدخالهم إليه دون الاضطرار إلى الوقوف في طوابير الانتظار الطويلة، إلا أن هذه الترتيبات أوقفت منذ 3 سنوات.