أظهرت دراسة حديثة أن قاعدة الحضور والانصراف في العمل يبدو أنها لن تختفي قريباً، رغم بدء المزيد من الشركات في قبول ترتيبات العمل عن بُعد.
إذ كشف بحث منتدى المستقبل Future Forum التابع لشركة Slack Technologies أن 80% من العاملين في المكاتب يريدون مرونةً أكبر في موقع العمل.
وأجرت الشركة استطلاعاً لآراء 10,000 من موظفي المكاتب في الولايات المتحدة، وأستراليا، وفرنسا، وألمانيا، واليابان، والمملكة المتحدة، أظهر أن 94% من العاملين في المكاتب يريدون مرونةً أكبر في أوقات عملهم، وفقاً لوكالة Bloomberg الأمريكية.
ولا تزال ترتيبات العمل غير المتزامن نادرة الوجود بين الشركات، باستثناء بعض الشركات الناشئة وشركات التقنية.
ويُقصد بالعمل غير المتزامن إمكانية قيام الموظف بإتمام مهام العمل بناءً على جدوله الشخصي، دون إلزامه بالتواجد على الإنترنت مع زملاء العمل في الوقت نفسه.
مرونة العمل عن بُعد
ويُتيح العمل عن بُعد مرونةً أكبر من المكتب على صعيد جداول العمل، لكن الكثير من الناس لا يزالون يشعرون بضغوط إضاءة "النقطة الخضراء" في برنامج العمل لإثبات اتصالهم بالإنترنت ومزاولتهم لعملهم.
إلى ذلك، أوضحت شيلا سوبرامانيان، الشريكة المؤسسة في منتدى المستقبل، أن غالبية الضغط تأتي من القادة والمديرين الذين يتمسكون بقواعد المهنية التي عفا عليها الزمن.
وأردفت شيلا: "نحتاج لإجراء محادثةٍ أوسع حول القواعد المهنية وتعريف الموظف الجيد. لا نزال في بداية هذه التجربة، وفي مستهل إعادة تقييمنا لدور العمل في حياتنا. ولا يزال الطريق طويلاً أمامنا".
كما ذكرت شيلا أن المسؤولين التنفيذيين يشعرون بالقلق عادةً عندما تتحدث إليهم عن مرونة الجداول. لكن مرونة جداول العمل لا تعني العمل طوال اليوم أو عدم التقاء الموظفين بصفةٍ شخصية مطلقاً؛ بل يريد الكثير من الناس وضع حدودٍ واضحة في ما يتعلق بالتوقيت المتوقع للرد على الرسائل.
وأضافت: "تستطيع المنظمات خلق المرونة داخل إطار عملها، ويمكنها تحديد التوقعات وتوضيح المقاصد".
نظام "ساعات العمل الأساسية"
واقترح منتدى المستقبل تبنّي نظام "ساعات العمل الأساسية"، التي يتعيّن على جميع زملاء العمل الاتصال بالإنترنت خلالها على مدار فترةٍ زمنية محددة، بالإضافة إلى وضع ترتيبات على مستوى الفريق، حتى يطلع الجميع على كيفية تنفيذ المهام المطلوبة، فضلاً عن استخدام الأدوات الرقمية التي تساعد في متابعة التقدم بطريقةٍ شفافة.
ووضعت شركة Crunchbase، المتخصصة في بيانات الشركات الخاصة، سياسة ساعات العمل الأساسية عندما بدأت العمل عن بُعد في العام الماضي. وحددت الشركة فترة الـ1 ظهراً وحتى الـ6 مساءً بتوقيت نيويورك لعقد الاجتماعات والعمل المتزامن، لأن الشركة تعيّن موظفين من مختلف المناطق الزمنية.
إذ أوضحت كيلي شيب، رئيسة الموارد البشرية في الشركة، أن الأشخاص الذين اعتادوا الجداول التقليدية سيستغرقون بعض الوقت في التكيّف مع حقيقة أنهم قد لا يحصلون على ردودٍ فورية خارج ساعات العمل الأساسية.
فيما أفاد منتدى المستقبل بأن الموظفين الذين يتمتعون بمرونة جداول كاملة يُنتجون عملاً أكثر بنحو 30% من أولئك الذين لا يستطيعون تعديل جداولهم. بينما ارتبطت مرونة مكان العمل بزيادة قدرها 4% فقط في الإنتاجية.
إلى ذلك، قال الموظفون الذين يتمتعون بمرونة الجداول إنهم يستطيعون التركيز بصورةٍ أفضل، كما تحسنت درجة التوازن بين عملهم وحياتهم.
أما من يفتقرون إلى مرونة الجداول، فيميلون للبحث عن وظيفة جديدة خلال العام المقبل بمقدارٍ يتجاوز الضعف مقارنةً بأقرانهم الذين يتمتعون بمرونة جداول بسيطة.