لدى قطط الماو المصرية تاريخٌ طويل وقديم جداً، وما يميّزها أنها تُشبه النمر إلى حدٍّ كبير. وقد اكتُشف هذا القط المصري عن طريق النقوش والرسومات الموجودة على جدران المعابد الفرعونية، ما يُشير إلى مكانته وأهميته بالنسبة إلى القدماء المصريين.
و"الماو" هو اسم القط باللغة المصرية القديمة، ولذلك يُطلق على سلالة القطط الفرعونية. ويُقال إن المصريين القدماء عبدوا "الماو"، مثل الآلهة، ووضعوا القوانين لحمايتها، كما أنهم حنّطوها مع الملوك والحكام بعد موتهم.
يُرجع البعض أصل هذه القطط إلى 1400 سنة قبل الميلاد، وللقط فرو مرقّط بعلاماتٍ خاصة تتوزع عشوائياً، وتميّزه علامة حرف M الموجودة على جبهته؛ لا يوجد من الماو سوى 3 ألوان: الفضي، والدخاني، والبرونزي.
لكن، هل صحيح أن أصله قد لا يكون مصرياً؟ وما حكاية الأميرة الروسية التي أنقذت سلالة الماو؟ إليك 6 حقائق سريعة عن هذه الفصيلة من القطط:
قطط الماو قد لا تكون مصرية!
وفقاً لكتاب Middle Egyptian، فإن كلمة "ماو" مشتقة من اللغة المصرية الوسطى "مجو"، والتي تعني قطة.
ورغم تسميتها بـ"القطط المصرية"، فليس من المؤكد أن القطط الحديثة من تلك الفصيلة قد نشأت في مصر، حتى لو كانت تشترك مع السنوريات المرقّطة المصوّرة على جدران القصور والمعابد الفرعونية فيما هو أكثر من المظهر.
وفي الواقع، تُشير إحدى الدراسات التي صدرت عام 2013، وتمّ فيها تحليل الحمض النووي إلى أن هذه القطط قد تكون من أوروبا، وهي تشبه من الناحية الوراثية بعض القطط، مثل قطط أنغورا التركية.
باختصار، لا أحد يعرف يقيناً أصولها، رغم أن القطط المرقطة موجودة في مصر الحديثة.
أميرة روسية أنقذت سلالة الماو
كان هواة القطط يربّون فصيلة الماو في أوروبا، إلى أن اندلعت الحرب العالمية الثانية، فتضاءل الاهتمام بها حتى اختفى تقريباً؛ قبل أن تُعيد أميرة روسية إحياءها.
في خمسينيات القرن الماضي، كانت الأميرة ناتالي تروبيتسكايا تعيش منفية في إيطاليا، حين حصلت على قطٍّ من فصيلة الماو، قيل إنه مستورد من الشرق الأوسط.
وقعت تروبيتسكايا في حبّ هذه القطط المرقطة؛ وحين هاجرت إلى مدينة نيويورك عام 1956، أحضرت معها 3 قططٍ منها استخدمتها لتأسيس مأوى، أنتج العديد من أسلاف الماو المنتشرة اليوم في أمريكا.
وبعد أن وصل الماو إلى الولايات المتحدة، حافظ هواة القطط على هذه السلالة النادرة عن طريق تهجينها مع القطط الأخرى، واستوردوا مزيداً منها من مصر والهند. وعام 1977، منحت رابطة هواة القطط CFA، التي تُعد أكبر مرجع في العالم للقطط الأصيلة، قطط الماو حق المنافسة في مسابقاتها.
يقول عشاق القطط إن الماو المصرية واحدة من سلالتين فقط تحملان رقطاً طبيعية. (الأخرى تسمى قطط دلمون البحرينية، وهي قطط نادرة تنحدر من البحرين). وفراؤها القصير المميز مرقّط بنقط داكنة، أحياناً تكون صغيرة أو كبيرة أو مستديرة أو مستطيلة أو غير منتظمة الشكل.
أما عن العلامات الأخرى، فتتميز بخطوط مثيرة تبدأ من الزوايا الخارجية للعينين، وتمتد على طول الخدّ، وتنحني صعوداً نحو الأذنين. وتحمل جباهها أيضاً خطوطاً تشبه حرف M، وذيولها ذات أطراف داكنة.
وهذه القطط الرشيقة متوسطة الحجم يُسمح بدخولها المسابقات بـ3 ألوان هي الفضي والبرونزي والدخاني. وقد تحمل أيضاً اللون الأسود، والأزرق الفضي، ولكن لا يُسمح لها بالمنافسة في المسابقات بصفتها قطة ماو.
وزيادة على فرائها، فأكثر ما تتميز به هذه القطط عيونها الواسعة، وهي ذات لون أخضر فاتح، وتُرسم على وجهها تعابير قلق.
هذه القطط سريعة جداً
لا تدخل في سباق مع هذه القطة، لأنك ستخسر بالتأكيد؛ إذ يُقال إن هذه القطط أسرع قطط أليفة، ومن المعروف أن سرعتها تصل إلى 48 كلم في الساعة، وتساعدها قائمتاها الخلفيتان الطويلتان على هذه الحركة السريعة.
وتمتلك هذه الفصيلة أيضاً ثنية جلدية طويلة تحت بطنها، وتمتد من جانبيها إلى ركبتي قائمتيها الخلفيتين (تشبه بطن الفهد نوعاً ما). وهذه الصفة تساعد القائمتين الخلفيتين للماو على التمدّد إلى الخلف، وهذا يسمح لها بالركض والقفز بسهولة.
خجولة.. لكنها ودودة
قطط الماو ودودة ولطيفة مع أصحابها الأصليين، لكنها لا تعتاد الأشخاص الآخرين أو الحيوانات الأليفة الأخرى بسرعة. وهي قطط متملّكة أيضاً، بمعنى أنه ما لم تخالط بها حيواناً آخر في صغرها، فقد تضطرّ إلى الاكتفاء بها وحدها في المنزل.
فترات حملها أطول من القطط الأخرى
من المعروف أن القطط العادية تلد بعد 65 أو 67 يوماً من الحمل، لكن حمل قطط الماو يستمرّ 73 يوماً في المتوسط.