علماء يلجأون لـ”الشجرة الأشد عزلة في العالم”.. يأملون في أن تساعدهم على كشف أسرار تغير المناخ

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/06 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/06 الساعة 12:31 بتوقيت غرينتش
الشجرة صنفت الأبعد في العالم

تعتبر شجرة سيتكا، وهي من نوع التنوب، "الشجرة الأكثر عزلة في العالم"، وتقع في جزيرة كامبل النيوزيلندية غير المأهولة، لكنها حظيت بصحبة ممتازة في الآونة الأخيرة من فريق من الباحثين النيوزيلنديين الذين يرون أنها ستساعدهم في الكشف عن أسرار تغير المناخ.

صحيفة The Guardian البريطانية  قالت، الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول 2022، إن شجرة التنوب التي يبلغ ارتفاعها تسعة أمتار تحمل لقب موسوعة غينيس لـ "أبعد شجرة" على هذا الكوكب. وهي الشجرة الوحيدة على الجزيرة، على بعد 700 كيلومتر جنوب نيوزيلندا في المحيط الجنوبي. 

كما صُنفت أيضاً بأنها من الأنواع الغازية وسيسعد بعض العلماء باختفائها. لكن خبيرة علوم الكربون المشع في معهد GNS Science، الدكتورة جوسلين تورنبول، ترى في هذه الشجرة أداة قيمة لفهم ما يحدث مع امتصاص ثاني أكسيد الكربون في المحيط الجنوبي.

ما الذي يريده العلماء من الشجرة؟

تقول جوسلين: "من ثاني أكسيد الكربون الذي ننتجه من حرق الوقود الأحفوري ويرتفع إلى الغلاف الجوي، يبقى نصفه فقط هناك والنصف الآخر يذهب إلى اليابسة والمحيط".

أضافت: "اتضح أن المحيط الجنوبي -أحد هذه الأحواض التي تتلقى الكربون- قد استوعب حوالي 10% من جميع الانبعاثات التي أنتجناها على مدار الـ 150 عاماً الماضية".

بينما تعمل جوسلين مع فريق من العلماء لمعرفة طبيعة هذه الظاهرة، وهم يطرحون سؤالين رئيسيين: إذا "امتلأت" أحواض الكربون، فهل سيؤدي ذلك إلى تسارع هائل في ظاهرة الاحتباس الحراري؟ أو لو علمنا طبيعتها، فهل يمكن مساعدة هذه الأحواض على امتصاص المزيد من الكربون وتقليل الاحتباس الحراري؟

مع العلم أن الدراسات السابقة التي تبحث في امتصاص المحيط الجنوبي للكربون أسفرت عن نتائج متضاربة. والنظرية الحالية هي أن الامتصاص يتزايد، وجوسلين تريد أن تفهم ما الذي يحركه.

كيف ستشرح تغير المناخ؟

يعتبر أخذ عينات من الغلاف الجوي أفضل طريقة لقياس تركيزات ثاني أكسيد الكربون، ولكن تصاحبها بعض القيود. وتقول جوسلين: "لا يمكنك جمع الهواء الذي كان موجوداً قبل 30 عاماً، لأنه لم يعد موجوداً".

كما تابعت: "لذلك توصلنا إلى فكرة استخدام حلقات الأشجار. فالنباتات، حين تنمو، تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء عن طريق عملية التمثيل الضوئي وتستخدمه لتنمية هياكلها ويتركز الكربون القادم من الهواء في حلقات الأشجار في النهاية".

هذه الطريقة مفيدة حين تتوفر الأشجار القوية بكثرة، لكنها نادرة في المحيط الجنوبي. وهنا تأتي شجرة التنوب سيتكا، الشجرة الواقعة في أقصى الجنوب والتي قد تمد الفريق بمعلومات جديدة. تقول جوسلين: "تنمو أسرع بكثير من أي شيء آخر في تلك المنطقة والحلقات كبيرة ويسهل فصلها والحصول على معلومات منها".

وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية، فقد تمكنت جوسلين من استخراج عينة أساسية بحجم 5 مم من الشجرة باستخدام مثقاب يدوي عام 2016، لكن النتائج لم تُنشر بعد.

تحميل المزيد