على عكس ما كنت تتوقع تماماً، من الممكن أن تنعكس عليك آثار عطلتك الجميلة والممتعة بشكل سلبي، فتكون سبب دخولك في حالة اكتئاب، وعدم رغبتك في القيام بأي نشاط جديد، وتسمى هذه الحالة، اكتئاب ما بعد السفر، أو اكتئاب ما بعد العطلة.
في الأغلب يصيب هذا النوع من الاكتئاب الموظفين وطلبة المدارس، بعد انتهاء عطلتهم الصيفية، إذ يجدون صعوبة في التأقلم مع روتين الحياة الجديد، بعد تعودهم على الذهاب إلى البحر، أو السهر، أو قضاء غالبية وقتهم في التجول رفقة أصدقائهم.
الانتقال من مرحلة الراحة إلى روتين العمل سبب الاكتئاب
من بين مسببات الاكتئاب ما بعد السفر، تحول روتين حياة الشخص من حالة الراحة إلى العودة إلى العمل، وتغيير الجدول الزمني بشكل سريع، مع ضرورة إجراء عدة تعديلات على الأنشطة والبرامج اليومية، لتكون ملائمة للروتين الجديد.
كل هذه التغيرات تسبب نوعاً من التوتر لذلك الشخص، الذي أنهى عطلته حديثاً، الشيء الذي ينتج عنه الشعور بالرغبة في البقاء بالسرير أكثر فترة ممكنة، ورفض مواجهة العالم الخارجي، والرغبة في العودة مرة أخرى للعطلة والسفر مجدداً لوجهة جديدة.
كما أن هناك أعراضاً أخرى من الممكن أن تستمر مع الشخص لمدة طويلة، قد تصل أحياناً لشهر كامل، من بينها الأرق، وفقدان الشهية، وقلة الصبر، وقلة التواصل مع الناس.
ومن أجل حماية نفسك من هذا النوع من الاكتئاب، أو التغلب عليه في حال قد أصابك بالفعل، إليك بعض الخطوات التي يجب عليك اتباعها.
عطلة ما بعد السفر قبل العودة إلى العمل
يفضل عدم الشروع في العمل، أو الدراسة مباشرة بعد نهاية رحلتك، عن طريق الاستفادة من بضعة أيام في المنزل، والتعود على روتين حياة جديد، بعيداً عن أجواء السفر.
إذ تتيح لك عطلة ما بعد السفر هذه فرصة لتفريغ حقائبك، ولقاء أصدقائك، وإعادة ترتيب برنامجك اليومي بشكل صحيح، الشيء الذي سيجعلك تعود بشكل تدريجي إلى حياتك العادية التي كنت معتاداً عليها أساساً قبل العطلة.
فالعودة إلى العمل بعد يوم أو يومين فقط من انتهاء الرحلة، يشكل نوعاً من عدم التحفيز، وفقدان الرغبة في إتمام المهام المهنية.
أنشطة جديدة لتفادي الحنين للسفر
لتفادي الدخول في حالة الاكتئاب، يمكن القيام بعدة أنشطة بعد العودة من السفر، التي تدخل في خانة الترفيه، لأن انتهاء العطلة لا يعني بالضرورة العودة إلى روتين حياة ممل.
ومن بين الأنشطة التي يمكن الانخراط فيها، نذكر ممارسة الرياضة، سواء في القاعات الرياضة، أو الفضاءات المفتوحة، أو تنظيم رحلات رفقة الأصدقاء خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو حتى تجريب مجموعة من المطاعم والمطابخ العالمية الجديدة.
يمكن كذلك تعلم أشياء جديدة والمشاركة في دورات للرقص أو الطبخ وغيرها من الدورات الترفيهية، من أجل مواجهة الشعور بالحنين إلى الرحلة السابقة.
مشاركة تفاصيل الرحلة
من الطبيعي الشعور برغبة في مشاركة تفاصيل رحلتك رفقة أصدقائك، أو أفراد عائلتك، وهذا التصرف غالباً ما يساعدك على التخلص من حالة الاكتئاب التي من الممكن الوقوع فيها بعد انتهاء الرحلة.
لذلك من الجيد التقاط عدة صور أو مقاطع فيديو لأهم لحظات الرحلة، وإعادة مشاهدتها رفقة المقربين، أو مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يشعرك بأنك ما زلت تعيش تفاصيل الرحلة، والاستمتاع بها عن طريق استعادة الذكريات.
التحفيز على العمل بالتخطيط لرحلة جديدة
تدخل مرحلة التخطيط لرحلة جديدة من بين مراحل مواجهة اكتئاب ما بعد السفر، إذ إن هذا التصرف يجعلك تفكر في أن لحظات المتعة لم تنتهِ بعد، لكنها فترة مؤجَّلة فقط لا غير.
كما أن التخطيط لسفر جديد أو القيام بتجارب مختلفة يكون سبباً في تحفيزك من أجل العطاء في العمل بشكل أكبر، بهدف مكافأة نفسك خلال العطلة المقبلة.
وبهذا يصبح العمل في نظرك مصدر دخل سيمكنك من تحقيق أهدافك ومخططاتك الجديدة، وليس مصدر تعب وإرهاق.
أنشطة بسيطة لكنها مفيدة
هناك أنشطة أخرى بسيطة لكنها تصنع الفارق، وتجعلك قادراً على محاربة هذا النوع من الاكتئاب، من بينها زراعة النباتات، والتشطيب على بعض الأنشطة السابقة التي كانت تدخل في روتين حياتك، وتعويضها بأخرى أكثر فائدة، وعدم مقارنة نفسك بأشخاص آخرين بدأوا رحلتهم بعد عودتك منها.