في واقعة غريبة، غط طياران إثيوبيان في نوم عميق فوق السحاب خلال رحلة جوية، كادت تتسبب في كارثة مفجعة، بحسب شبكة CNN الأمريكية، السبت، 20 أغسطس/آب 2022.
إذ أفاد تقرير لموقع Aviation Herald الإخباري للطيران التجاري بأن طيارين غلبهما النعاس وفاتهُما الهبوط خلال رحلة من السودان إلى إثيوبيا يوم الإثنين، 15 أغسطس/آب.
التقرير أشار إلى أن الحادث وقع في طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من طراز بوينغ 737-800 كانت متجهة إلى أديس أبابا من الخرطوم "حين نام الطياران" و"استمرت الطائرة في التحليق بعد تجاوزها نقطة الهبوط".
وتشير المعلومات، التي حصل عليها الموقع، إلى أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 37 ألف قدم (11 ألف متر تقريباً) بالطيار الآلي، حين أخفقت في الهبوط في وجهتها، مطار أديس أبابا الدولي، يوم 15 أغسطس/آب.
ولم تتمكن مراقبة الملاحة الجوية من الوصول إلى طاقم الطائرة رغم محاولتها الاتصال به عدة مرات. لكن إنذاراً انطلق حين تجاوزت الطائرة المدرج واستمرت في طريقها.
وبعدها، بدأت الطائرة تهبط بسلام بعد حوالي 25 دقيقة.
كما تُظهر بيانات البث التلقائي المعتمد على المراقبة (ADS-B) الطائرة وهي تتجاوز المدرج، قبل أن تبدأ في الاستعداد للهبوط على ممر آخر.
وجاء في بيان صادر عن الخطوط الجوية الإثيوبية، يوم الجمعة، 19 أغسطس/آب: "تلقينا تقريراً يشير إلى أن الرحلة الإثيوبية رقم ET343 القادمة من الخرطوم والمتجهة إلى أديس أبابا فقدت الاتصال مؤقتاً مع مراقبة الملاحة الجوية في أديس أبابا، في 15 أغسطس/آب عام 2022".
وأضاف البيان: "وهبطت الطائرة بسلام في وقت لاحق بعد استعادة الاتصال. واستُبعد طاقم الطائرة المعنية من العمل لحين انتهاء التحقيقات".
البيان أوضح: "ستُتخذ جميع الإجراءات التصحيحية المناسبة بناء على نتيجة التحقيق. والسلامة ستظل دائماً وأبداً أولويتنا الأولى".
"تهديد خطير"
من جانبه، أعرب محلل الطيران، أليكس ماتشيراس، عن صدمته من هذا "الحادث المقلق"، الذي يرى أنه قد يكون نتيجة لظاهرة الإرهاق الشديد الذي يعانيه الطيارون.
وكتب على تويتر، يوم الخميس، 18 أغسطس/آب: "إرهاق الطيارين الشديد ليس بالأمر الجديد، ولا يزال يشكل أحد أخطر التهديدات للسلامة الجوية على مستوى العالم".
يأتي التقرير بعد أشهر قليلة من إرسال الطيارين في شركتي ساوث ويست ودلتا للطيران خطاباً لمديري الشركتين ينوهون فيه إلى أن إرهاق الطيارين آخذ في الازدياد، ويطالبونهما بالتعامل مع الإرهاق والأخطاء الناتجة عنه باعتبارهما خطراً على السلامة.
إذ قال اتحاد طياري شركة ساوث ويست في خطابه الذي يعود تاريخه إلى أبريل/نيسان الماضي: "الإرهاق الحاد والتراكمي أصبح التهديد الأول لسلامة شركة ساوث ويست للطيران".
ووفقاً للخطاب، فالطلب المتزايد على السفر الجوي بعد أن بدأت مرحلة التعافي من جائحة كوفيد-19، وفوضى الإلغاء الناجمة عن سوء الأحوال الجوية من بين أسباب زيادة إرهاق الطيارين.