اعتذرت شركة Airbnb لخدمات التأجير والسكن علناً بعد أن سمحت لمالك عقار بإدراج "كابينة عبيد تعود إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر" للإيجار في غرينفيل بولاية ميسيسيبي، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، 3 أغسطس/آب 2022.
ويأتي الاعتذار، عقب انتشار فيديو على نطاق واسع على تيك توك، انتقد فيه محامي الحقوق المدنية في نيو أورليانز، وينتون ييتس، إدراج الكابينة قائلاً: "إنَّ تاريخ العبودية في هذا البلد يُنكَر باستمرار، والآن يُسخَر منه بتحويله إلى بقعة إجازة فاخرة".
ووصف عرض الإيجار، الذي حذفته شركة Airbnb، "كابينة العبيد التي تعود إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر من مزرعة بانثر بيرن الموجودة إلى الجنوب من بلمونت". في وقت من الأوقات، كان أكثر من 80 مُستعبَداً يعيشون في هذه الملكية.
وقال ييتس، وهو من أصول إفريقية: "ربما تفكر… أنَّ هذا سوف يعطي نظرة ثاقبة حول كيفية عيش المستعبدين، وظروفهم المعيشية. لا، إطلاقاً".
وبحلول يوم الأربعاء، 3 أغسطس/آب، حصد الفيديو الخاص بييتس أكثر من 2.6 مليون مشاهدة.
وتابع ييتس: "لإظهار لقطات من عرض تأجير الكابينة، التي تضم سريراً مغطى بأربعة أعمدة، وحمامات مضاءة بنور الشمس وبلاط، وخزائن خشبية كبيرة ومناشف مطوية".
وسأل ييتس: "كيف يقبل شخص ما تأجير هذا للمبيت والإفطار، وهو مكان أُبقِي فيه البشر المُستعبدون".
وحصل الموقع المُؤجَّر على تصنيف 4.97 نجمة، و68 تقييماً، كان العديد منها إيجابياً.
فيما كتبت مستخدمة تُدعَى كاتي في تقييمها: "لا يُنسَ.. أوصي بشدة بمشاهدة غروب الشمس".
بينما كتبت مستخدمة أخرى، فيكتوريا لين: "بقينا في المقصورة وكانت تاريخية لكنها أنيقة. كان السرير مريح للغاية، والمقصورة مليئة بكل ما نحتاجه بالإضافة إلى المزيد. الموقع بعيد بما يكفي عن المدينة حيث شعرت وكأننا عدنا بالتاريخ".
اقرأ أيضاً
Airbnb تعتذر
من جانبها، أصدرت شركة Airbnb اعتذاراً، وقالت إنها "تحذف عروض التأجير التي من المعروف أنها تشمل أماكن العبيد السابقة في الولايات المتحدة".
إذ قال المتحدث باسم الشركة، بن بريت، لصحيفة The Guardian: "الممتلكات التي كانت تؤوي المستعبدين سابقاً لا مكان لها على Airbnb. نعتذر عن أية صدمة أو حزن ناتج عن وجود هذا العرض، وما شابه ذلك، وأننا لم نتحرك باكراً لمعالجة هذه المشكلة".
كما أضاف بريت أنَّ Airbnb "تعمل مع خبراء لتطوير سياسات جديدة تتعامل مع الملكيات الأخرى المرتبطة بتاريخ العبودية".
في الأثناء، قال مالك العقار، براد هاوزر، لصحيفة The Washington Post إنَّ "المالك السابق هو الذي قرر تسويق المبنى على أنه مكان اعتاد العبيد النوم فيه ذات يوم"، مشيراً إلى أنَّ المبنى كان أيضاً مكتباً لطبيب.
وأوضح هاوزر، وهو أبيض البشرة، لشبكة CNN: "أنا لست مهتماً بجني الأموال من استغلال تاريخ العبودية".
وتابع: "بصفتي المالك الجديد لفندق بلمونت في غرينفيل بولاية ميسيسيبي لمدة ثلاثة أسابيع، أعتذر عن قرار توفير إقامة لضيوفنا في (حي العبيد) خلف منزل ما قبل الحرب عام 1857، الذي أصبح الآن مكاناً للمبيت والإفطار. كما أعتذر عن إهانة الأمريكيين الأفارقة الذين كان أجدادهم عبيداً".
وقال هاوزر إنه لا يخطط لتأجير العقار مرة أخرى.