أثار عمدة العاصمة البلجيكية بروكسل، فيليب كلوز، جدلاً بعدما عبّر عن رغبته في رؤية مقاهٍ يستطيع الناس فيها شراء وتدخين الحشيش المخدّر، وكأنهم يتناولون أي مشروب آخر، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 28 يوليو/تموز 2022.
وينظر العمدة الاشتراكي كلوز إلى تدخين سيجارة الماريغوانا -وهي من أنواع الحشيش- على أنها تتساوى مع تدخين سيجارة عادية بجانب كأس من المشروبات الكحولية، حسب تعبيره.
"مقاهي حشيش" في بلجيكا
حسب التايمز، فإن بروكسل تستعد "قريباً" لاستضافة "مقاهي حشيش" على غرار أمستردام، وذلك كجزء من جهود تخفيف قوانين المخدرات في موطن مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
من جانبه، صرح عمدة المدينة الأوروبية لصحيفة NRC Handelsblad الهولندية، قائلاً: "أنظر إلى سيجارة الحشيش مثلما أنظر إلى كأس الويسكي. آمل أن يكون لدينا قريباً مقاهٍ من هذا النوع في بروكسل".
وقنَّنت بروكسل الحشيش للاستخدام الشخصي عام 2003، بينما يدعم كلوز خطة تتجاوز السماح بامتلاك ما يصل إلى 3 غرامات من الحشيش، وصولاً إلى تقديم تراخيص لأماكن يمكنها بيع واستخدام المخدر.
وقال: "أنا بصدق لا أعرف أي شخص لم يجرب سيجارة حشيش قط، لكن في بلجيكا لا يعلم الناس إلى أين يذهبون حين ينفد المخدر منهم، لا يُنظَر إلى المتعاطين إلا باعتبارهم مجرمين، يمكن فعل هذا الأمر كله بطريقة أفضل بكثير".
سحب بطاقة الحشيش من أيدي المجرمين!
ويجادل العمدة بأنَّه من خلال إخراج مبيعات الحشيش من أيدي المجرمين، يمكن للسلطات أن تركز على معالجة تهريب المخدرات القوية. ومن شأن هذا أن يسمح لشرطة البلاد بالتركيز على ميناء أنتويرب، الذي يُستخدَم كبوابة لدخول الكوكايين إلى أوروبا.
ومن شأن مقترحاته أن تسمح للمدن، أمثال بروكسل، بإلغاء تجريم مبيعات الحشيش، وبالتالي تحرير موارد من أجل التعامل مع الجرائم الأكثر خطورة.
وقال: "حان الوقت لبلجيكا كي توقف نفاقها وتطبِّق خطة متكاملة فعلاً حيال مشكلة تعاطي المخدرات. لا يزال يُنظَر في كثير من الأحيان إلى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات اليوم باعتبارهم فشلة. إنَّنا نبعدهم، لكنَّني أقول: (دعونا نساعدهم)".
وتُعَد المناطق المتحدثة بالفرنسية في بلجيكا، والتي يهيمن عليها الليبراليون واليسار، أكثر دعماً من المجموعات السياسية التي تُعَد أقوى في نزعتها القومية، في دعم إلغاء التجريم.