توصل باحثون إلى أن طريقة التواصل مع الأطفال عالمية، إذ تتسم بالصفات نفسها على مستوى العالم، بحسب ما نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية، الإثنين 25 يوليو/تموز 2022.
ففي أكبر دراسة شاملة من نوعها، ساهم أكثر من 40 عالماً في جمع وتحليل 1615 تسجيلاً صوتياً من 410 آباء وأمهات في ست قارات، بـ18 لغة من مجتمعات متنوعة، ريفية وحضرية، منعزلة وعالمية، على معرفة بالإنترنت وجاهلة به، من الصيادين البدائيين في تنزانيا إلى سكان الحضر في بكين، أظهرت هذه النتائج أنه في كل واحدة من هذه الثقافات، تختلف الطريقة التي يتحدث بها الآباء ويغنون لأطفالهم عن الطريقة التي يتواصلون بها مع البالغين، ولكن الطريقة التي يتعامل بها الآباء مع الأطفال متشابهة إلى حد كبير بين كل اللغات.
تقول كورتني هيلتون، عالمة النفس في مختبرات هاسكينز بجامعة ييل، والباحثة الرئيسية في الدراسة: "عادةً ما نتحدث مع الأطفال بنغمة مرتفعة وأصوات متغيرة".
وأضاف كودي موسر، وهو طالب دراسات عليا يدرس العلوم المعرفية في جامعة كاليفورنيا، بمدينة ميرسيد، وأحد المشاركين في الدراسة: "عادةً ما يتحدث الناس إلى أطفالهم أو يغنون لهم بالطريقة نفسها".
تشير هذه النتائج إلى أن طريقة التواصل مع الأطفال والغناء لهم تخدم وظيفة منفصلة عن القوى الثقافية والاجتماعية.
يقول غريغ براينت، الباحث في العلوم المعرفية بجامعة كاليفورنيا، بمدينة لوس أنجلوس، ولم يشارك في البحث: "في كل مكان يتحدث فيه الناس إلى الأطفال، تسمع الأصوات نفسها".
يرى العلماء أن الأصوات التي يصدرها البشر مع أطفالهم تخدم عدداً من الوظائف التنموية والتطورية المهمة.
ويشير صامويل مهر، عالم النفس ومدير مختبر الموسيقى في مختبرات هاسكينز وصاحب فكرة هذه الدراسة الجديدة، إلى أن الأطفال المنعزلين "لا يجيدون التكيف مع الحياة". والأشياء الغريبة التي نفعلها بأصواتنا حين نحدق في مولود جديد لا تساعدنا فقط على الاستمرار في الحياة ولكن تُعلمنا اللغة والتواصل.
على سبيل المثال، بإمكان الوالدين مساعدة بعض الأطفال على تحسين تذكُّرهم للكلمات، وهذا يسمح لهم بتجميع الأصوات من شكل حركة الفم، ما يعطيهم معنى للفوضى من حولهم. والتهويدات يمكنها أيضاً تهدئة رضيع يبكي، والصوت المرتفع يجذب انتباهه أكثر.