تماسيح وثعابين تدرّ على أصحابها أموالاً طائلة.. مصريون يربّون زواحف “غير أليفة” في البيوت وبـ”علم الحكومة”

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/12 الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/12 الساعة 07:33 بتوقيت غرينتش
مواطن مصري من نوبة يربي تماسيح في المنزل / Getty images

منذ أسبوعين سادت حالة من الفزع بين أهالي قرية كفر مصيلحة، مسقط رأس الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، بعد هروب تمساح صغير من صاحبه في إحدى ترع محافظة المنوفية.

وقال أهالي القرية إن شاباً من شباب القرية معتاد على تربية الحيوانات غير الأليفة، ومنها التماسيح، خرج بتمساح صغير معه للتريض، ولكن التمساح الذي يبلغ طوله 60 سنتيمتراً سقط منه في الترعة، فقام بإبلاغ الشرطة، التي استطاعت العثور عليه بعد 10 ساعات من البحث.

وتم إخلاء سبيل الشاب صاحب التمساح، وتبين أنه طالب بمعهد التمريض، بعد أن أقر أمام النيابة بأنه معتاد على تربية الحيوانات غير الأليفة، وأنه يشتريها من أسواق الحيوانات، وأشهرها سوق الجمعة بمنطقة السيدة عائشة، أحد أشهر أحياء القاهرة.

ثعابين وتماسيح للبيع في الشارع 

لم تكن حالة هروب التمساح هذه هي الحالة الوحيدة لشباب مصريين اعتادوا تربية التماسيح في بيوتهم، فهناك في سوق الجمعة بمنطقة السيدة عائشة، وتحديداً في شارع الإمام الشافعي، يفترش المئات من الباعة الأرض ليبيعوا كل أنواع الحيوانات والطيور.

وباستثناء الفيلة والقرود والأسود والنمور وباقي الحيوانات البرية، يمكنك أن تجد في سوق الجمعة في مصر كل الزواحف معروضة للبيع، بما فيها الزواحف القاتلة، ومنها التماسيح والثعابين. 

وخلال الجولة التي قام بها "عربي بوست" في السوق، شاهدنا المئات من الزواحف والطيور والحيوانات النادرة والثعابين معروضة للبيع، ففي أول شارع الإمام الشافعي يقف شاب في العشرين من عمره يبيع السلاحف.

وفي الجانب المقابل شاب آخر يبيع أسماك الزينة، ويشرح لزبائنه كيفية تربيتها ونوع الأكل، وكيف يمكن تجديد المياه داخل حوض السمك، وما بين جلبة وضجيج الفصال بين الباعة والزبائن تظهر على جانبي الشارع كل أنواع الطيور والزواحف معروضة للبيع. 

حينما سألنا عن التماسيح وأين يتم بيعها أخبرنا أحد الباعة أنها تباع في نهاية السوق، وحينما وصلنا لنهاية السوق أخبرنا آخر أنها تباع في الصباح الباكر، لأن بيعها محظور هي والثعابين، والبوم، والوطاويط، والصقور.

انتقلنا إلى مقهى صغير يجلس فيه رجل ستيني مختص في بيع التماسيح، يعتقد الرجل أننا نرغب في شراء تماسيح صغيرة، فيعرض ما لديه في الصندوق الزجاجي، ويخبرنا بأن الموجود في الصندوق الزجاجي ليست تماسيح وإنما ضب، وهو يشبه إلى حد كبير التمساح في الشكل.

أخبرنا الرجل أن موسم بيع التماسيح الصغيرة في سوق الجمعة يبدأ مع شهر يوليو/تموز، حينما  يفقس بيض التماسيح الموجودة في بحيرة ناصر خلف السد العالي جنوب مصر. 

وأشار إلى أنه عند فقس البيض في بحيرة ناصر يبدأ موسم بيع صغار التماسيح، حيث يجلبها التجار المتخصصون في بيع التماسيح من أسوان إلى القاهرة، وتباع هنا في سوق الجمعة.

وأوضح البائع أن التمساح تتم تربيته في حوض زجاجي، وحجمه يتوقف على المساحة التي يُربى فيها، فلو رُبّي في حوض زجاجي فسيصبح حجمه بحجم الحوض الزجاجي، أما إذا رُبي في "بانيو" أو حوض كبير فسيصبح حجمه أكبر. 

حملات حكومية لمنع بيع التماسيح والثعابين 

رغم حالة الحذر التي تسيطر على بائعي الزواحف، خاصة الأنواع السامة، فإنهم لا يتوقفون عن بيعها في سوق الجمعة. 

ونشر الإعلام المحلي تقريراً يكشف عن  صدور تعليمات من وزير التنمية المحلية، محمود شعراوي، بعمل حملات كبيرة على سوق الجمعة، لضبط الزواحف والحيوانات البرية التي تُباع هناك، خاصةً التماسيح والثعابين.

وعلى خلاف سوق الجمعة، الذي يشهد حملات حكومية لضبط الزواحف، ينتشر في غالبية بيوت النوبة، جنوبي مصر، تربية التماسيح بعلم الحكومة، حيث توارث أهالي النوبة تربية التماسيح في البيوت أباً عن جد، وتحوّل الأمر إلى تجارة ضخمة تدرّ ملايين الجنيهات.

فالبعض في النوبة يبيعون جلد التماسيح للسياح بمبالغ طائلة، وآخرون يضعون التماسيح في صناديق حديدية وزجاجية ويعرضونها للبيع، وهو ما يُدر عليهم دخلاً كبيراً.

ووفقاً للأرقام التي يتداولها أهل النوبة، فإن هناك 34 ألف تمساح في بحيرة ناصر، ومعظم أهالي النوبة الذين يربون التماسيح في بيوتهم ويعرضونها أمام السائحين الأجانب، يفعلون ذلك بعلم الأجهزة الحكومية. 

ولا يقتصر الأمر على أهالي النوبة فقط، بل هناك في منطقة أبو رواش التابعة لمحافظة الجيزة، المجاورة للقاهرة، حديقة حيوان خاصة تسمى "أفريكانو بارك"، يمتلكها مهدي طلبة، الذي ورثها عن أجداده.

ويوجد في الحديقة عدد كبير من الحيوانات، ومنها التماسيح، وكان صاحبها يقوم بتصدير التماسيح للخارج، إلى أن صدر قرار عام 1995 بوقف تصدير التماسيح. ويطالب مالك "أفريكانو بارك" الحكومة بالسماح بعودة تصدير التماسيح.

علامات:
تحميل المزيد