سُلطت الأضواء حول العالم على اضطراب عصبي نادر يسبب شللاً في الوجه، بعد أن كشف المغني الأمريكي جاستن بيبر أنه لا يستطيع أن يرمش أو يبتسم بعد إصابته به، كاشفاً أنه سيضطر إلى الابتعاد عن الأضواء لحين التعافي.
الاضطراب الذي يُسمى "متلازمة رامسي هانت" دفع المغني الشاب بيبر، البالغ من العمر 28 عاماً إلى إرجاء جولته العالمية، بعد أن أخبر محبيه في مقطع فيديو نشره عبر حسابه الرسمي على Instagram، بأنه كان يتلقى العلاج من المتلازمة، وأحد مضاعفات الهربس النطاقي.
ما هي متلازمة رامسي هانت؟
إذا لم تسمع بهذا المرض العصبي من قبل فأنت لست وحدك، فمتلازمة رامسي هانت التي أصيب بها جاستن بيبر هي حالة نادرة يتم تشخيصها خطأ في كثير من الأحيان على أنها شلل بيل، وهي حالة صحية أخرى تسبب أيضاً شلل الوجه المفاجئ.
الاضطراب لا يزال نادراً ومحدود الإصابات حول العالم، ولا يُعرف بالضبط عدد الأشخاص المصابين به؛ نظراً لسوء التشخيص وعدم وجود علاجات مباشرة للحالة.
تُعرف المتلازمة رسمياً باسم الهربس النطاقي الأذني. يأتي الاسم الأكثر شيوعاً لها بمتلازمة رامسي هانت من طبيب الأعصاب الأمريكي جيمس رامزي هانت، الذي وصف المرض لأول مرة.
ووفقاً للباحثين، بحسب صحيفة The New York Times، قد يستغرق الأشخاص المصابون بالمتلازمة وقتاً طويلاً للحصول على تشخيص دقيق.
وعادةً ما يلجأ الأطباء لتشخيص المتلازمة عن طريق تحديد البثور الصغيرة التي تظهر في أذن المريض تزامناً مع تفاقم الأعراض.
ما الذي يسبب متلازمة رامسي هانت؟
تحدث متلازمة رامسي هانت عند الأشخاص الذين أصيبوا بجدري الماء بسبب نفس الفيروس الذي يحمل الاسم ذاته. إذ يبقى فيروس الجدري النطاقي خاملاً في جسمك ما لم يتم تنشيطه، وهو ما يحدث عادة بسبب الإجهاد.
التنشيط يؤدي غالباً لحدوث طفح جلدي مؤلم يُسمى القوباء المنطقية.
متلازمة رامسي هانت، وهي أحد مضاعفات الهربس النطاقي لأن القوباء المنطقية في تلك الحالة تنتقل إلى الأذن الداخلية، أي المنطقة أعلى الأعصاب القحفية وأسفل أعصاب الوجه، ما يؤدي إلى التهابها.
وهذا بدوره ما يُسبب شلل الوجه النصفي أو الكامل.
كما يمكن أن يؤدي مرض القوباء المنطقية أيضاً إلى التهاب الأعصاب السمعية أو إتلافها تماماً، ما يتسبب في فقدان السمع النهائي.
وبالتالي فالمرض يؤثر على كلام وسمع وتوازن الشخص المصاب لحين التعافي الكامل.
أعراض متلازمة رامسي هانت
عادة ما تكون العلامة الأولى على الإصابة بالمرض هي الشعور بالألم الشديد في الأسنان والفك، يليه ألم مستمر في الأذن.
ويوضح موقع Mayo Clinic للصحة والمعلومات الطبية، أن العلامات والأعراض الرئيسية لمتلازمة رامسي هانت هي:
- طفح جلدي أحمر مؤلم مع ظهور بثور مملوءة بسائل شفاف على أذن واحدة من جانبي الوجه، أو حولها.
- ضعف في الوجه أو شلل في نفس جانب الأذن المصابة.
وعادة ما يحدث الطفح الجلدي وشلل الوجه في نفس الوقت. في بعض الأحيان يمكن أن يحدث أحدهما قبل الآخر. وفي أوقات أخرى لا يحدث الطفح الجلدي أبداً لدى المصابين بالحالة، ما يُسهم في سوء تشخيصها.
وفي حالة الإصابة بمتلازمة رامسي هانت فقد تواجه أيضاً:
- ألم الأذن.
- فقدان السمع.
- المعاناة من طنين في الأذن.
- صعوبة في إغلاق عين واحدة.
- إحساس بالدوار أو عدم التوازن.
- تغيير في إدراك التذوق أو فقدان التذوق بالكامل.
- جفاف الفم والعينين.
يُصاب بمتلازمة رامسي هانت كل عام ما بين 5 إلى 10 أشخاص من بين كل 100 ألف شخص.
ويوضح الطبيب وليد جافيد، مدير الوقاية من العدوى ومكافحتها في مركز جبل سيناء الطبي بمدينة نيويورك: "يمكن أن يحدث ذلك لأي شخص، لكن الكبار في السن هم الأكثر عرضة للمرض. ومع ذلك لا يعتبر الاضطراب بالحالة التي يجب أن يخاف منها الناس عموماً"، وذلك لندرة الإصابة به.
كيف يمكن العلاج من هذا المرض؟
يؤكد الطبيب مايكل إيسون، أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبيرغ، أن معظم الأشخاص الذين يعانون من متلازمة رامسي هانت يتعافون تماماً، رغم أن مدة المرض يمكن أن تختلف.
لافتاً إلى أن "بعض الناس يستغرق الأمر معهم أسابيع. بينما البعض الآخر قد يعاني الأعراض الأساسية لأشهر قبل أن يتحسن".
وتابع أنه في بعض الحالات النادرة يمكن أن يكون الشلل الوجهي أو فقدان السمع دائمين ولا يتم علاجهما.
وبشكل عام، يتضمن علاج متلازمة رامسي هانت تناول الأدوية المضادة للفيروسات، كما يوصف للمريض علاجات الستيرويد.