أن تكون محظوظاً أو سيئ الحظ هي مسألة نظرة ذاتية، إذ يتمتع البعض بحسن حظ كبير؛ لأن الكثير من الأشياء تسير في مصلحتهم، وعندما تجري الرياح بما لا تشتهي سفنهم فإنهم يعتبرون أنفسهم من المنحوسين.
لكنّ هؤلاء الأشخاص الذين سنتحدث عنهم في هذا التقرير، هم فعلاً يستحقون لقب أكثر الأشخاص المنحوسين في العالم.
1- فائزة اليانصيب الخائنة
دينيس روسي وتوماس روسي، زوجان أمريكيان سعيدان ومتزوجان، توماس كان زوجاً مُخلصاً ولم يخُن أو يرتكب أي خطأ بحق زوجته التي فاجأته بعد 25 عاماً من الزواج بطلبها الطلاق.
في عام 1997 بدأت إجراءات الطلاق بين الزوجين، لكنّ حادثة صغيرة قلبت الأمور برمتها على رأس الزوجة.
فقد وصلت رسالة إلى منزلهما، يعرض خلالها أحد الأشخاص على دينيس شراء حصتها من جائزة اليانصيب، وهو ما كان بمثابة الصاعقة على رأس توماس.
قدّم الزوج الحزين هذه الورقة إلى المحكمة التي كشفت بدورها أن دينيس فازت بجائزة يانصيب قبل 11 يوماً من تقديمها لطلب الطلاق، ليأمر القاضي في محكمة الأسرة في لوس أنجلوس بتسليم كل قرش من الأموال الفائزة باليانصيب إلى الزوج، لأنها انتهكت قوانين الإفصاح عن الأصول الحكومية.
2- السجين الذي وكّل محامياً مغفلاً!
لا شكَّ أنّ هناك أشخاصاً مستعدين لأن يدفعوا كل ما يملكونه من المال من أجل الحصول على لحظة حرية واحدة خارج أسوار السجن.
بدأت القصة عندما سجن الأمريكي أيتبدل سالم في أحد السجون في ولاية منهاتن بتهمة مهاجمة شرطي في نيويورك وحددت الكفالة من أجل الخروج بمبلغ 25 ألف دولار، ولأنه لم يكن يمتلك هذا المبلغ دخل إلى السجن.
في الوقت ذاته أخفقت النيابة العامة في تقديم أي إثباتات بشأن حادثة الاعتداء، ولكنّ سالم لم يكن ليعرف بها، وفي الوقت ذاته قرر القاضي الإفراج عن سالم بكفالة قدرها دولار واحد فقط من أجل تهم بسيطة.
ولكن للأسف فإن محامي سالم كان مبتدئاً ولم يبلغ موكله بأن بإمكانه الخروج فور دفع دولار واحد فإن سالم بقي في السجن مدة 5 أشهر حتى علم بالأمر.
3- جايسون وجيني في عالم الأكشن
يجب أن يكون الزوجان البريطانيان جيسون وجيني أحد أكثر الأزواج سيئي الحظ على الإطلاق.
كان جيسون البالغ من العمر 42 عاماً وجيني البالغة من العمر 26 عاماً قد ذهبا إلى مومباي بالهند لقضاء إجازة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008، ولسوء حظهما هاجم مسلحون المدينة واحتجزوا الزوجة لمدة 3 أيام وفقد أكثر من 180 شخصاً حياتهم قبل أن يتم إطلاق سراحها.
لم تكن هذه الرحلة السيئة هي الأولى، فقد كانا أيضاً قد ذهبا في رحلة إلى نيويورك في العام 2001 عندما تعرض مركز التجارة العالمي إلى الهجوم باستخدام الطائرات وقتل أكثر من 3000 شخص.
قد تظنون أنّ الأمر انتهى هنا، لكن ذلك غير صحيح، إذ شهد الزوجان أيضاً في 7 يوليو/تموز 2005 حادثة تفجير مترو الأنفاق في لندن عندما فقد 52 شخصاً حياتهم أيضاً.
4- كوستيس ميتسوتاكيس.. العاشق المنحوس!
انتقل المخرج اليوناني كوستيس ميتسوتاكيس للعيش في قرية سوديتو الإسبانية الصغيرة بعدما وقع في حب امرأة من سكان المدينة، لكنها كانت قصّة حب فاشلة.
في عطلة عيد الميلاد في العام 2011 اتفق سكان القرية البالغ عددهم 250 شخصاً تقريباً على شراء بطاقة يانصيب بحيث يدفع كل شخص فقط مبلغ 4 يورو، على أن يتم توزيع الجائزة فيما بينهم في حال فازوا بها.
العاشق المنحوس ميتسوتاكيس هو الشخص الوحيد الذي لم يشترك مع سكان القرية.
في ليلة رأس السنة تمّ الإعلان عن رقم البطاقة الفائزة بالجائزة الكبرى المقدرة بنحو 740 مليون يورو، وكان "58268" وهو ذات رقم البطاقة التي اشترتها القرية.
وفي الوقت الذي أقام فيه سكان القرية احتفالات مزدوجة في الشوارع من أجل دخول العام الجديد ومن أجل الفوز ببطاقة اليانصيب، جلس ميتسوتاكيس في منزله يندب حظّه على حبيبته الضائعة وعلى مبلغ 130 ألف دولار كان سيفوز به لو شارك مع سكان القرية.
5- ديبي ستيفنز.. المنحوسة صاحبة القلب الطيب
في الوقت الذي كانت به ديبي ستيفنز تعمل، كان رئيسها في العمل جاكي بروسيا بحاجة إلى عملية زرع كلى، فقررت ديبي التبرع بالكلية لشخص آخر موجود على رأس القائمة، حتى يتمكن رئيسها من الصعود في الصف والحصول على الكلية بشكل أسرع.
عادت ديبي إلى العمل بعد الجراحة، لكنها اضطرت للعودة إلى المنزل بعد 3 أيام من العمل لأنها لم تكن على ما يرام.
في الوقت ذاته اتصل بها رئيسها في العمل بروسيا إلى المنزل ليقول لها: "لا يمكنك أن تأتي وتذهبي كما يحلو لك، سيعتقد الناس أنك تحصلين على معاملة خاصة".
عندما عادت ديبي إلى المكتب، تعرضت للتوبيخ أمام موظفين آخرين وتم نقلها للعمل في مكتب آخر يبعد عشرات الكيلومترات عن منزلها.
وعندما اتصلت ديبي بمحاميها بعد استشارة طبيب نفسي وأرسلوا خطاباً للشركة، تمّ فصلها من العمل.
6- والتر سمرفورد مغناطيس البرق
يجب أن يكون الضابط البريطاني والتر سمرفورد، الذي شارك في الحرب العالمية الأولى، أحد أسوأ الأشخاص حظاً في العالم.
فخلال فترة وجوده في الأرض أصيب سمرفورد بالبرق 3 مرات نجا منها ولكنها تركت به مشاكل كبيرة.
الأولى كانت في العام 1918 عندما كان سمرفورد يشارك في إحدى المعارك في فلاندرز شمال بلجيكا عندما ضربته صاعقة أطاحت به من فوق حصانه، وجعلته قعيداً بشللٍ في نصفه السُّفلي كاملاً.
وفي العام 1924 كان سمرفورد يرفه عن نفسه بصيد السمك، فضربته صاعقة أخرى، أصابته بالشلل النصفي بجانبه الأيمن كاملاً.
في عام 1930، أصابت سمرفورد صاعقة برقٍ ثالثة، لكنها كانت القاضية، إذ جعلته مشلولاً بشكل كلي عاجزاً تماماً عن الحركة.
وبعد 4 سنوات من وفاته أصيب قبره أيضاً بصاعقة برق أدت إلى تدميره.
7- الأمريكية آن هودجز أول بشري يُصاب بالنيزك
في اليوم الأخير من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1954، استيقظت الأمريكية آن هودجز من غفوة كانت تأخذها على الأريكة في منزلها في سيلاكاوجا، بولاية ألاباما، وهي تشعر بالذهول، فكان ثمة جسم ما أصابها بشدة في جانبها.
اعتقدت آن هي ووالدتها في البداية أن المدخنة قد انهارت، لأن كل شيء كان مليئاً بنوع من "هباب" الفحم أو الغبار.
وبعد الصدمة التي شعرت بها في البداية، نظرت آن إلى السقف، حيث كان هناك ثقب سقطت منه صخرة غريبة ارتدّت من جسم مشع، لتستقر في خصرها في النهاية.
لم تكن آن حينئذ تدرك أنها كانت- وما زالت- أول بشري يصاب بالنيزك، وبجروح من هذه الصخور الفضائية.
إذ إن هذا الجسم الغريب الذي كان يزن حوالي 4 كيلوغرامات كان في الواقع جزءاً من نيزك أكبر انشطر إلى جزأين، وسقط الجزء المتبقي في مزرعة قريبة وفق صحيفة ABC الإسبانية.
بعد دقائق من إصابة آن- التي كانت حينها في الحادية والثلاثين من عمرها- لمح جيرانها "ضوءاً أحمرَ ساطعاً" يعبر السماء بسرعة حوالي 200 كيلومتر في الساعة.
ادَّعى آخرون أنهم شاهدوا "كرة من النار تشبه قوساً عملاقاً"، بل كان هناك أولئك الذين اعتقدوا أنها كانت طائرة تسقط عمودياً.
أُطلق على هذا النيزك رسمياً اسم "سيلاكاوغا"، لكنه يُعرف بين العامَّة باسم صخرة هودجز.
8- فيوليت جيسوب جالبة اللعنة على السفن!
أما الممرضة الأرجنتينيّة فيوليت جيسوب فلا يمكن في الحقيقة تصنيفها على أنها سيئة الحظ أم جيدة الحظ فعلاً، لأنها نجت من 3 حوادث غرق كبرى لـ3 سفن عملاقة من الفئة الأولمبية تابعة لشركة وايت ستار لاين الساحلية.
بدأت جيسوب العمل مضيفة على متن سفينة "آر إم إس أولمبيك" التي غرقت عندما ارتطمت بالسفينة البريطانية الحربية إتش إم إس هوك في 20 سبتمبر/أيلول 1911، وكانت جيسوب إحدى الناجيات.
في المرة الثانية عملت مضيفة أيضاً في سفينة تيتانيك الشهيرة التي غرقت أيضاً بعد ارتطامها بجبل جليدي في 15 أبريل/نيسان 1912، وكانت جيسوب أيضاً إحدى الناجيات.
هنا قد تظنون أنّ جيسوب قد استنفذت حظها واعتزلت العمل في السفن، لكنها قررت أن تجرب حظها مرة ثالثة، وعملت متطوعة على متن سفينة بريتانيك التي غرقت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1916 لأسباب مجهولة، ولكن البعض يرجحون أنها تعرضت لقصف من طرف غواصة ألمانية مما أدى لغرقها وانقلابها في وسط المحيط.
وفي المرة الثالثة أيضاً نجت جيسوب من الغرق وعاشت حتى سن يناهز 83 عاماً.