من الطبيعي أن ترغب في العودة إلى حياتك الطبيعية في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة. ومع ذلك، من الضروري أيضاً أن تتبع نصيحة الطبيب في تجنب أخطاء بعد الجراحة لتجنب تأخر الشفاء أو حتى الحاجة إلى إجراء الجراحة مرة أخرى والدخول في آثار جانبية متلاحقة.
وتُعد إحدى أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص بعد الجراحة هي محاولة فعل الكثير في وقت مبكر عن الضروري.
سواءً كان ذلك بالعودة إلى العمل على الفور، أو القيادة والحركة قبل الأوان المحدد، أو ممارسة التمرينات الرياضية، أو عدم تناول الطعام باعتدال، فقد تكون عواقب تلك الأمور وخيمة على رحلة التعافي.
وفي العادة، يحدد لك الطبيب بعض القيود لما بعد الجراحة مع وضع الشفاء على المدى الطويل في الاعتبار. لذلك ستحتاج إلى العودة إلى أنشطتك اليومية بشكل تدريجي بطيء، وربما قد تضطر إلى إجراء تعديلات دائمة على نظامك الغذائي وروتينك اليومي.
فيما يلي بعض أخطاء بعد الجراحة الأكثر شيوعاً، والتي يمكن أن تؤخر شفائك وعودتك إلى حياتك الطبيعية:
1- بذل الجهد مبكراً بعد الجراحة
يقول جوناثان وايتسون، مدير إعادة التأهيل القلبي والرئوي في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك، إنها مشكلة كبيرة إذا تم استعجال القيام بالمجهود بعد العمليات الجراحية.
لافتاً إلى أن الأمر قد يستهلك طاقة الجسم بالكامل التي كانت مخصصة للتعافي من الجراحة، الأمر الذي سيتنزف الجسم، ما يهددك بالسقوط والأذى. وحينها قد لا يلتئم الجرح أبداً بالشكل المطلوب.
ويوضح موقع WebMD الطبي، أنه إذ أعطاك طبيبك إرشادات محددة لما يجب تجنبه، انتبه لها. فقد يكون محظوراً عليك رفع الأوزان الثقيلة، لكن متاح لك المشي لمدة 10 دقائق يومياً.
2- الراحة المفرطة تضر أيضاً
بمجرد أن يُسمح لك بالتحرك، افعل ذلك، ولكن بحرص. غالباً ما يشعر الناس بالقلق أو الخوف حيال معاودة الحركة بعد العمليات الجراحية، ومع ذلك أخطاء بعد الجراحة الأخطر هي أن تستلقي في الفراش طوال الوقت حتى بعد سماح الطبيب للمريض بالحركة المحسوبة.
إذ يمكن أن يؤدي الاستلقاء في السرير إلى مجموعة من المشاكل الخطيرة، من بينها جلطات الدم، وقرحات الضغط، والانصمام الرئوي، وضعف العضلات.
حتى لو شعرت بالتعب والإجهاد بصورة متكررة، قاوم الرغبة في النوم.
فأنت عندما تتحرك يتخلص جسمك تدريجياً من التعب. كما أنه يسرع عملية الهضم. فقد تكون أمعائك بطيئة بعد الجراحة، لكن القليل من النشاط البدني يساعد في إيقاظ أمعائك مرة أخرى، وبالتالي تناول الطعام، وبالتالي أيضاً الحصول على الطاقة اللازمة للتعافي.
3- عدم تناول الأدوية لحالاتك السابقة
إذا كنت تتناول أدوية لحالات صحية موجودة مسبقاً، فمن المهم الاستمرار في تناولها على النحو الموصوف لك من الطبيب، ما لم يخبرك طبيب العملية بخلاف ذلك.
وبحسب موقع WVU Medicine للصحة والطب، يمكن لبعض الحالات الصحية الأساسية مثل مرض السكري أو أمراض القلب أن تبطئ من قدرة جسمك على الشفاء، لذا فإن التأكد من إدارة أي حالات أخرى قدر الإمكان يمكن أن يساعدك على التعافي.
أما بالنسبة للمضادات الحيوية الوقائية، المستخدمة للوقاية من العدوى بدلاً من علاجها، فهي من أخطاء بعد الجراحة الشائعة التي عادةً ما لا يُنصح بها الآن. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات لذلك، لذا فإن اتباع النصائح الشخصية من فريقك الطبي أمر ضروري.
كما أن تناول المسكنات كما يوصي طبيبك أمر ضروري أيضاً ويمكن أن يساعد في دعم عملية الشفاء. صحيح أن الكثيرين قد يشعرون بالقلق من مسكنات الألم بعد العمليات الجراحية باعتبار أنها قد تخفي مشكلة يجب الانتباه لها، ولكن عندما تخضع لعملية جراحية، فإن درجة الألم الشديدة قد تستهلك طاقتك الضرورية للتعافي الصحيح.
4- عدم تناول مسكنات الألم الموصوفة
أيضاً يُعتبر تناول المسكنات أمراً مهماً لأن الأشخاص الذين يعانون من الألم الشديد قد يتجنبوا الحركة وبذل النشاط، في حين أن النشاط في الواقع مفيداً جداً بعد معظم أنواع الجراحات، مثل الجراحة القيصرية.
إذا أصبح الألم شديداً ولا يمكن التعامل معه بسهولة باستخدام المسكنات البسيطة، فعليك طلب مشورة طبيبك المتخصص.
من المهم ملاحظة أن بعض مسكنات الألم الشائعة بعد العملية يمكن أن يكون لها آثار جانبية، مثل الإمساك الناجم عن الكودايين أو استخدام المواد الأفيونية الأخرى.
في تلك الحالة، يمكن أن تساعد الملينات اللطيفة، خاصة إذا أوصى طبيبك بمواصلة تناول تلك المسكنات لفترة بعد العملية الجراحية.
كذلك عادة ما يتم وصف مضادات التخثر (مميعات الدم) بشكل روتيني لمعظم الأشخاص بعد بعض أنواع الجراحات لمنع الجلطات.
إذا وُصفت لك أدوية لسيولة الدم، فمن الضروري أن تتناولها تماماً كما هو موصوف لك، وراجع الطبيب إذا كان لديك أي مخاوف بشأن الآثار الجانبية لها.
5- عدم تناول الطعام
من الشائع جداً الشعور بالتعب بعد العملية وبالتالي اقتراف أحد أخطاء بعد الجراحة الأكثر تأثيراً على رحلة التعافي، والامتناع عن تناول الطعام.
وبحسب موقع Orthopedic Speciality Group الأمريكية للطب، إذا تم التخطيط لإجراء الجراحة، فمن المحتمل أن تضطر إلى الصيام لعدة ساعات قبل العملية، أو حتى لفترة أطول لبعض العمليات الجراحية، خاصة تلك التي تتعلق بجراحات الجهاز الهضمي.
لكن منح جسمك الدعم الذي يحتاجه للتحسن هو أفضل شيء يمكنك القيام به للسماح لنفسك بالشفاء والتعافي السليم. من المهم دائماً اتباع نظام غذائي صحي متوازن والحصول على جميع الفيتامينات والمعادن الصحيحة التي تحتاجها، وعندما تتعافى من الجراحة ، ستحتاج أيضاً إلى التأكد من حصولك على كمية كافية من السعرات الحرارية، وأنك تحصل على البروتين والكربوهيدرات والدهون الجيدة التي يحتاجها جسمك لإعادة بناء نفسه وتجديد طاقته.
أخطاء بعد الجراحة التي يتم تجاهل خطورتها
ويوضح موقع Asia One للمنوعات عدداً من الأخطاء الأخرى الشائعة التي تبطئ التعافي والتعافي بعد العمليات الجراحية، وتشمل:
- عدم تناول كمية المياه اللازمة
- التدخين
- تناول الأطعمة الضارة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.
- عدم العناية بالجرح وتغيير الضمادات واستخدام المراهم الموضعية الموصوفة من الطبيب.
- تجاهل الشعور بالألم والانتكاسات والأعراض المقلقة التي قد تشير لوجود مشكلة ما في تداعيات العملية الجراحية.
- عدم تقبل المساعدة من الآخرين وبذل الكثير من الجهد البدني والنفسي.
ملاحظات عامة
بشكل عام، بعد الجراحة من الطبيعي أن تشعر بقليل من التعب والإرهاق وتحتاج إلى تناول مسكنات الألم بانتظام وفقاً لتوجيهات طبيبك.
ومع ذلك، ليس من الطبيعي أن تصاب بالحمى أو أعراض شبيهة بالإنفلونزا الشديدة أو ألم لا يمكن السيطرة عليه واحتماله.
إذ يمكن أن يشير ظهور هذه الأنواع من الأعراض في أي وقت في الأسابيع الأولى بعد الجراحة إلى وجود مشاكل خطيرة، وربما عدوى قد تنتشر في جميع أنحاء الجسم.
لذا من المهم الحصول على رعاية طبية طارئة في تلك الحالات.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.