قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، إنها تلقت تقارير عن 650 حالة إصابة محتملة بالالتهاب الكبدي الحاد لدى الأطفال، لكنها أضافت أن أسبابه لم تُعرف بعد ولا تزال قيد التحقيق.
جاء ذلك في دراسة أجرتها المنظمة، وأشارت فيها إلى أنه حتى 26 مايو/أيار 2022، أبلغتها 33 دولة بما إجماليه 650 حالة إصابة محتملة، مع تصنيف 99 حالة إضافية معلقة.
من جانبها، تبحث السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم عن زيادة غامضة في حالات الالتهاب الكبدي الحاد لدى الأطفال الصغار، والتي أدت إلى تسع وفيات على الأقل.
مسؤولو الصحة الأمريكيون، قالوا الأسبوع الماضي، إن العدوى بفيروس غدي، وهو فيروس شائع في مرحلة الطفولة، هي الفرضية الرئيسية للحالات الأخيرة من التهاب الكبد الحاد المجهول المنشأ لدى الأطفال.
لا يصيب الالتهاب الكبدي المرتبط بهذا النوع من الفيروسات الغدية تقريباً إلا الأطفال، الذين يعانون من نقص المناعة.
بدورها، قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أيضاً، إنها تحقق فيما إذا كانت عدوى فيروس كورونا تلعب دوراً في هذا الإطار، بالإضافة إلى مسببات الأمراض الأخرى والأدوية وعوامل الخطر.
في هذا الصدد، نشر باحثون هنود دراسة في مرحلة ما قبل الطباعة، لم تخضع بعد للمراجعة ولم تُنشر، في 9 مايو/أيار 2022، تسلط الضوء على زيادة حالات التهاب الكبد عند الأطفال، بعد إصابتهم بكورونا بدون أعراض ظاهرة.
فمن بين 475 طفلاً مصابين بكوفيد، عانى 37 من أعراض التهاب الكبد، وتعافوا جميعاً عن طريق العلاج.
لكن ذلك لا يعني أن إصابات التهاب الكبد في الوقت الراهن ترتبط بكوفيد، فربما يكمن السبب في أن الأجهزة المناعية التي ضعفت بسبب كوفيد أُصيبت بفيروسات أخرى، ما جعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد.
أشار باحثون آخرون إلى أن كورونا قد يخلق ردود فعل ضخمة لمسببات المرض الأخرى، بعد الإصابة الأولية. لكن هذه الدراسة، مثل دراسات أخرى، لا تشكل إلا حلقة واحدة في سلسلة، ولا تقدم الدليل الدامغ، وذلك وفقاً للخبراء.
سواء كان السبب يرتبط بالفيروسات الغدانية أو فيروس كورونا، أو مزيج من السببين، أو سبب آخر، تشير البحوث الناشئة إلى آثار طويلة الأجل للفيروسات، لا سيما أنها تنتشر على نطاق واسع وتكشف عن آثار جانبية نادرة.
يُشار إلى أنه عادة ما تتسبب الفيروسات الغُدّية، وهي شائعة، بأعراض تنفسية أو بالتهاب الملتحمة، أو حتى باضطرابات في الجهاز الهضمي، وكانت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قد قالت إنه "ما قد يكون تسبَّب بهذه الإصابات هو تحديداً الفيروس الغدي من النوع 41، الذي يؤدي عادة إلى التهابات حادة في المعدة والأمعاء".