يستطيع الإنسان أن يسمع أي صوت تكون تردداته بين 20 هرتز و20 كيلوهرتز، وأي صوت أقل من هذا التردد يعرف باسم الموجات تحت الصوتية، أما الأصوات التي تكون تردداتها أعلى من ذلك فتعرف بالموجات فوق الصوتية، وكلاهما لا نستطيع سماعه؛ لأن آذاننا لا تستطيع التقاطها؛ كونها خارج تردد السمع لدينا.
من بينها صوت الشمس، وبعض أصوات الحيوانات، وحتى انفجارات البراكين. تعرّف معنا في هذا التقرير على الأصوات التي تتجاوز قدرتنا على السمع، رغم أنها عالية جداً أحياناً وتصل لمسافات بعيدة، والتي يمكن للأطفال وحتى الحيوانات سماعها.
لماذا لا نستطيع سماع صوت صفارة الكلاب رغم أنها تجذبهم من مسافات بعيدة؟
إذا وقفت بجانب شخص ينفخ صافرة كلب، فلن تسمع شيئاً أعلى من صوت هسهسة منخفضة، على الرغم من أن صوت هذه الصافرات عالٍ بشكل لا يصدق، وتستطيع جذب الكلب من مسافة بعيدة، فما السبب؟
في الحقيقة، لا يمكننا سماع صافرات الكلاب لأنها تصدر أصواتاً بترددات أعلى مما يمكننا سماعه. كما ذكرنا سابقاً، لا يزيد متوسط سماع الإنسان عن 20 كيلوهرتز، والذي يمكن أن يصل إلى 23 كيلوهرتز في الأشخاص الذين لديهم آذان حساسة.
ومع ذلك، يمكن للكلاب سماع ما يصل إلى 45 كيلو هرتز. واعتماداً على الشركة المصنعة، تصدر صافرات الكلاب أصواتاً تتراوح تردداتها بين 23 و45 كيلو هرتز، كما يوضح موقع The Nest.
لكن هذا لا يعني أنه يمكنك النفخ بصافرات الكلاب للتسلية فقط بما أنها لا تزعج البشر، ستفزع الكلاب أيضاً إذا قمت بنفخ الصافرة دون توقف. بالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق صافرة الكلب بصوت عالٍ عندما يكون كلبك في مكان قريب قد يجذب الكلاب الأخرى أيضاً.
ماذا لو استطعنا سماع الشمس؟
تخيل أن شخصاً ما ملأ الأرض بصافرات الشرطة ونفخ فيها جميعاً! ثم اضرب هذا الصوت في نفسه 10 آلاف مرة، الصوت الناتج هو مدى ارتفاع صوت الشمس في الحقيقة.
لكن لأننا على بعد 92 مليون ميل من الشمس، هذا يعني أن الصوت سينخفض بشكل كبير بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى الأرض.
لكن على الرغم من وجود المسافة الشاسعة، إلا أن الزئير الذي قد يصل إلينا سيكون حوالي 100 ديسيبل، وهو مستوى صوت حفلة موسيقى روك نفسه. ويعتقد الباحثون أننا كنا لن نتمكن أبداً من الكلام في حال وجود صوت هذا الضجيج المستمر من حولنا.
وحتى لو فعلنا ذلك، فسنحتاج إلى الصراخ عن التحدث حتى مع الأشخاص القريبين منا. ولكن لحسن الحظ لا يمكننا سماع الشمس، لماذا؟
لأن الصوت يحتاج إلى الهواء لكي ينتقل، ولا يوجد هواء في الفضاء، وبالتالي فإن الصوت لا يصل إلينا، كما يشير موقع Discover.
الأطفال والمراهقون فقط يستطيعون سماع هذه الأصوات
يعاني كل شخص يزيد عمره عن 18 عاماً من اضطراب صحي يسمى بالصمم الشيخوخي، وهو المصطلح الطبي لحالة "فقدان السمع المرتبط بالعمر".
بينما نسمع عموماً كل صوت يتراوح بين 20 هرتز و20 كيلو هرتز، يفقد معظمنا القدرة على سماع أي شيء أعلى من 17.4 كيلوهرتز عند وصولنا سن الـ18. وبحلول الوقت الذي نصل فيه إلى سن الـ 40، يصعب علينا سماع أي شيء أعلى من 15 كيلوهرتز، وعند بلوغنا الـ50، لن نسمع أي شيء يزيد تردده عن 12 كيلوهرتز.
يوجد في هذا الفيديو أصوات هذه الترددات التي لن تستطيع سماعها إن كنت فوق سن الـ18:
يستخدم بعض أصحاب المحال أصواتاً مزعجة تنتمي لهذا المدى من الترددات في متاجرهم؛ لمنع المراهقين عن التسكع في المكان لوقت طويل، دون أن يتم إزعاج الأشخاص الآخرين الذين لن يسمعوا الأصوات.
لكن في الوقت نفسه باتت نغمات الرنين التي تنتمي لتلك الترددات شائعة بين طلاب المدارس. فهي تسمح لهم بتلقي المكالمات في الفصول الدراسية دون أن يعرف المعلمون أن هواتفهم ترن.
الخفافيش تصدر أصواتاً عالية ترى من خلالها لكننا لا نسمعها
على عكس ما يشاع عنها، تستطيع الخفافيش الرؤية، لكن كل ما في الأمر أنها لا تعتمد دائماً على أعينها لإيجاد طريقها، لكنها تستخدم الصوت بدلاً من ذلك.
يطلق أكثر من نصف جميع أنواع الخفافيش أصواتاً ذات موجات فوق صوتية تتراوح بين 20 كيلوهرتز و200 كيلوهرتز من أفواهها أو فتحات أنفها، ثم تنتظر حتى يرتد الصدى في المنطقة ويعود إليها؛ ما يسمح لها بمعرفة إن كانت هناك عوائق أو فرائس أيضاً.
الصواريخ المدوية تصدر في الحقيقة أصواتاً ذات ترددات لا نسمعها
صوت الصواريخ مدوٍ، ولكن ماذا لو قلنا لك إنها يمكن أن تكون أعلى؟ ومع ذلك، على عكس الخفافيش، التي تصدر أصواتاً أعلى من الحد الأعلى لما يمكننا سماعه، تصدر الصواريخ أصواتاً أقل من الحد الأدنى لما يمكننا سماعه.
نسمي هذه الأصوات بالأصوات دون الصوتية. وفي حين أنه لا يمكننا سماع الموجات دون الصوتية، إلا أنه يمكننا اكتشافها وتسجيلها باستخدام معدات خاصة، وحتى تسريع الأصوات المسجلة للحصول على فكرة عما تبدو عليه.
وقد فعل الباحثون هذا بالضبط عندما التقطوا صوتاً من إطلاق مكوك الفضاء أتلانتس في نوفمبر 2009. ثم قاموا بتسريعه 250 مرة حتى نتمكن من سماعه.
البراكين تصدر أصواتاً لا نسمعها لكن العلماء يستخدمونها للتنبؤ بالانفجارات
تصدر البراكين الكثير من الأصوات المرعبة عندما تنفجر، ومع ذلك، فإن جزءاً كبيراً من هذه الأصوات لا يمكن لآذاننا التقاطه؛ وذلك لأن بعض الصوت يكون ذا موجات منخفضة.
لكن الأصوات ذات الترددات المنخفضة، تكون أكثر خطورة من الموجات فوق الصوتية؛ لأنها تنتقل عبر مسافات أطول. في الواقع، غالباً ما تلتقط محطات الكشف بالأشعة دون الصوتية أصوات البراكين البعيدة وتستخدمها لتحديد خصائص الانفجار البركاني ومراقبة التغيرات في مستويات الحمم البركانية للتنبؤ بالانفجارات المستقبلية.
الأفيال تصدر أصواتاً تسافر أميالاً لكننا لا نسمعها
في الثمانينيات، اكتشف الباحثون أن الأفيال تستخدم الموجات دون الصوتية للتواصل مع الأفيال الأخرى على مسافات تصل إلى 10 كيلومترات (6.2 أميال). ويعود ذلك لأن الترددات دون الصوتية تستطيع الوصول لمسافات طويلة جداً.
لكنها تستخدمها أيضاً للتواصل مع الأفيال القريبة في القطيع. وتستخدمها الأمهات للبقاء على اتصال مع عجولها، كما يشير موقع Science.