قررت أكثر من 12 مدينة صينية السماح للعائلات التي لديها 3 أطفال بشراء منزل ثانٍ، في محاولة لإنعاش سوق العقارات الراكد، والحد من انخفاض معدل المواليد، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وتقتصر ملكية معظم الأسر في مدينة هانغتشو، الواقعة في شرق البلاد، على شقة واحدة، إلا أن سلطات المدينة أعلنت أمس عن رفع تلك القيود، وقالت إن الأسر التي لديها 3 أطفال أو أكثر ستكون لها الأولوية عند طرح منازل جديدة للبيع.
مدينة هانغتشو مركز تقني بارز، يقطنه 12 مليون شخص، وتقع فيها المقرات الرئيسة لشركات كبرى مثل شركة علي بابا، ومن ثم تتسم المدينة بارتفاع أسعار العقارات فيها، إلا أنها أصبحت الآن بهذا القرار واحدة من 13 مدينة صينية أعلنت عن تخفيف القواعد التي لطالما فُرضت على ملكية العقارات.
وقالت مصادر لصحيفة Securities Times الصينية المملوكة للدولة، إن هذه السياسة "جديرة بأن تحتذيها مدن صينية أخرى"، ويشير ذلك إلى أن هذه السياسة مرشحة للانتشار في جميع أنحاء البلاد.
فيما تراجعت مبيعات المنازل الجديدة بنحو الثلث في الربع الأول من هذا العام، قياساً إلى نظيرتها في عام 2021، وترجع بعض أسباب ذلك إلى إعلان الصين عن إغلاق اقتصادي آخر مرتبط بالحد من انتشار فيروس كورونا.
وشهدت أكبر 100 مدينة في البلاد ركوداً في النمو العام لأسعار المساكن، أو تراجعاً ملحوظاً، لا سيما مع تجاوز معدل البطالة نحو 6% في بعض المناطق.
كانت هانغتشو ذات يوم واحدة من أقوى أسواق العقارات في الصين، إلا أن معدل مبيعات الشقق انخفض بنسبة 1% الشهر الماضي، وانخفض متوسط أسعارها بنسبة 2.5%، ليصل إلى 4578 دولاراً للمتر المربع.
وتتماشى الإصلاحات التي أقرتها المدينة مع سياسة بكين التي حثَّت الأسر على إنجاب 3 أطفال، والتي أُقرت العام الماضي لمواجهة ما قيل إنها أزمة ديموغرافية تحيق بالبلاد. ويواجه الحزب الشيوعي الحاكم بعد عقود من اتباع سياسة الطفل الواحد، أو طفلين على الأكثر، مجتمعاً يشيخ بسرعة، وانخفاضاً في معدل النمو السكاني هذا العام.
قالت شابات صينيات وأزواج إن زيادة تكاليف تربية الأطفال صرفتهم عن فكرة إنجاب المزيد من الأطفال، وقد حثَّت إدارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الحكومات المحلية على إيجاد حلول جديدة لمشكلات الأسر في مجال الإسكان والتعليم والضرائب، ويذهب كاي فينغ، مؤلف كتاب China's Urban MegaTrends، المعني بالتغيرات الديموغرافية في الصين، إلى أن "ارتفاع تكلفة السكن أحد الأسباب الرئيسة لاستمرار الانخفاض في معدل المواليد، فكثير من الناس انصرفوا عن قرار إنجاب الأطفال أو أجَّلوه لأنهم عاجزون عن تحمل تكلفة الحصول على شقة".