في كل عام تقريباً، تجتاح العواصف الرملية والترابية العديد من دول الشرق الأوسط، فتتسبب بوفاة بعض الأشخاص، وأحياناً تجعل السلطات تغلق مطاراتها ومدارسها وجامعاتها ومؤسساتها العامة بسببها.
ما هي العواصف الرملية والترابيّة؟
وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإنّ العواصف الرملية والترابية تعتبر من المخاطر الجوية الشائعة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وتنجم عادة عن العواصف الرعدية- أو التفاوت الشديد في الضغط المرتبط بالأعاصير- التي تزيد سرعة الرياح فوق منطقة شاسعة.
وهذه الرياح القوية تحمل كميات كبيرة من الرمال والأتربة من الأراضي الجرداء والقاحلة في الغلاف الجوي، وتنقلها على مسافات تتراوح بين مئات وآلاف الكيلومترات.
ونحو 40% من طبقة التروبوسفير (الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي الأرضي) تتألف من جزئيات ترابية بفعل التعرية الريحية، والمصادر الرئيسية لهذه الأتربة المعدنية هي المناطق القاحلة في شمال إفريقيا، وشبه الجزيرة العربية، ووسط آسيا، والصين.
ومن تلك المصادر أيضاً، وإن كان بدرجة طفيفة لكن تظل هامة، أستراليا وأمريكا وجنوب إفريقيا.
والتقديرات العالمية للانبعاثات الترابية، المستمدة أساساً من نماذج المحاكاة، تتراوح بين واحد جيجا طن وثلاثة جيجا أطنان سنوياً.
وترتفع الجزيئات الترابية، بعد انطلاقها من السطح، إلى طبقات عليا من التروبوسفير بفعل الخلط المضطرب والتيارات الجوية الصاعدة بسبب الحمل الحراري.
وتنقل الرياح هذه الجزيئات لفترات تتوقف مدتها على حجم هذه الجزيئات والأحوال الجوية قبل أن تهبط إلى السطح مرة أخرى.
ولما كانت الجزيئات الكبيرة تسقط أسرع من الجزيئات الصغيرة، يحدث تحول خلال عملية الانتقال نحو الجزيئات الأصغر.
كما تحدث عملية غسل للتراب في الغلاف الجوي بفعل الهطول.
وتتراوح فترة بقاء الجزيئات الترابية في الغلاف الجوي بين عدة ساعات بالنسبة إلى الجزيئات التي يتجاوز قطرها 10 ميكرومترات، إلى أكثر من 10 أيام للجزيئات التي يقل قطرها عن ذلك.
أضرار العواصف الرملية والترابية على الإنسان
يمثل التراب المحمول جواً خطراً على صحة الإنسان، بينما يحدد حجم الجزيئات الترابية المخاطر المحتملة على صحة الإنسان.
فالجزيئات التي يزيد حجمها على 10 ميكرومترات لا يمكن استنشاقها، وبالتالي لا يمكن أن تؤثر إلا على الأعضاء الخارجية، وتتسبب في أغلب الحالات في التهابات في الجلد والعين، والتهاب الملتحمة، وزياد التعرض لعدوى العين.
أما الجزيئات التي يمكن استنشاقها، الأصغر من 10 ميكرومترات، فإنها تُحتجز في أغلب الأحيان في الأنف والفم والجزء الأعلى من القصبة الهوائية، ويمكن أن يكون لها صلة من ثم بالاضطرابات التنفسية مثل الربو والتهاب القصبة الهوائية والالتهاب الرئوي والتهاب الأنف التحسسي.
بيد أن الجزيئات الأدق حجماً يمكن أن تصل إلى الجزء الأسفل من القصبة الهوائية وتدخل في مجرى الدم؛ حيث يمكن أن تؤثر على كافة الأعضاء وتتسبب في اضطرابات في الأوعية القلبية.
نصائح للتعامل مع العواصف الترابية في الشارع والمنزل
يمكن أن تسبب العواصف الرملية والترابية خطراً كبيراً على صحة الإنسان، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.
إذا كنت تعاني من الربو أو الحساسية أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، يمكن أن يفاقم الغبار بشكل خاص من صحتك، يمكن أن يصل الغبار أيضاً إلى عينيك، مما يسبب تهيجاً شديداً، لذلك عليك الوصول إلى المنزل أو أي مكان تحتمي فيه بأسرع وقت.
إليك بعض الطرق لحماية منزلك وصحتك خلال موسم العواصف الرملية والترابية وفقاً لما ذكره موقع Oransi.
- عندما تأتي عاصفة ترابية، عليك التأكد من إغلاق جميع النوافذ والأبواب بإحكام حتى لا يتمكن النسيم العليل من دخول منزلك، إذا تُركت نافذة أو باب مفتوحاً، يمكن لجزيئات الغبار الدخول إلى المنزل.
- أغلق النوافذ بإحكام.
- احرص على إطفاء مكيف الهواء طوال فترة العاصفة، إذ بإمكانه أن يمتص الغبار الناعم إلى المنزل ويضخ هذا الغبار في النهاية إلى غرفة المعيشة في منزلك.
نصائح للتعامل مع العواصف الترابية في السيارة
يمكن أن يؤدي الغبار الخانق إلى تقليل مدى الرؤية، مما يتسبب في وقوع حوادث قد تتضمن تصادمات متسلسلة ولكن الإجراءات التي يتخذها سائق السيارة أثناء العاصفة قد تكون الأهم في حياته أو حياتها.
لذلك ينصح مركز خدمة الطقس الوطني الأمريكي "National Weather Service" السائقين بما يلي:
- إذا لاحظت وجود غبار كثيف في الطريق أو يقترب منه اسحب سيارتك نحو الرصيف قدر الإمكان، توقف، أطفئ الأنوار، اضبط فرامل الطوارئ، ارفع قدمك عن دواسة الفرامل للتأكد من أن المصابيح الخلفية ليست كذلك مضيئة.
- لا تدخل منطقة العاصفة الترابية إذا كان بإمكانك تجنبها.
- إذا لم تتمكن من الخروج من الطريق، فتابع بسرعة مناسبة للرؤية، وقم بتشغيل الأضواء وصوت البوق من حين لآخر.
- استخدم خط الوسط المرسوم للمساعدة في إرشادك.
- ابحث عن مكان آمن للانسحاب من الطريق.
- لا تتوقف أبداً على الجزء المتحرك من الطريق.
يذكر أنّ العواصف الترابية تهب على دول الشرق الأوسط سنوياً بشكل اعتيادي، لكن وتيرة هذه العواصف زادت في السنوات الأخيرة بسبب عوامل متعلقة بالجفاف والتصحر.