في هذا العالم الواسع يعيش معنا- نحن البشر- الكثير من الحيوانات الخطيرة، بعضها اكتسبت صيتها بسبب سماتها الخطرة مثل التماسيح، والبعض الآخر اكتسبت سُمعة سيئة لا تستحقها مثل أسماك القرش، إذ على الرغم من الدعاية السلبية التي سببتها أفلام "الفك المفترس"، فإن سمكة القرش على الأرجح لن تقتل الإنسان إذا قابلته.
أخطر حيوانات في العالم
لنسأل أنفسنا أولاً: ما الذي يجعل الحيوانات خطرة؟
في الحقيقة هي أمورٌ كثيرة، فهناك حيوانات سامة أو ناشرة للأمراض أو مناطقية (المنطقة في علم السلوك الحيواني هي مساحة جغرافية معيَّنة يُحدِّدها حيوان ما كإقليمٍ خاصّ به، ويدافع عنها ضدَّ الحيوانات الأخرى التي تنتمي إلى نوعه نفسه)، في حين توجد أنواع أخرى عنيفة فحسب.
لنلقِ نظرة على أخطر حيوانات في العالم وأيها أكثر سوءاً من الأخرى.
الحيوانات السامة
تشتهر قناديل البحر المكعبة بكونها المخلوقات الأشد سُمّية بالعالم، في حين أن حلزون المخروط، وهو نوع من القواقع البحرية لا يحتاج إلا إلى عُشر مقدار السم الذي يُفرزه العقرب الأصفر، لقتل الفريسة نفسها، وفقاً لموقع How Stuff Work الأمريكي.
تعيش هذه المخلوقات البحرية الصدفية في الشعاب المرجانية بمنطقة المحيطين الهادئ والهندي ولا تقابل البشر كثيراً، لذا يُعتبر نادراً أن يموت إنسان بسببها، ومع ذلك فقد سُجّلت 30 حالة وفاة لغطاسين بسبب تلك الحلزونات خادعة المظهر.
وفي الحقيقة، يمكن أن تبلغ الوفيات الناتجة عن "لدغة" هذه الحلزونات 65% ما لم تُنقل إلى المستشفى فور حدوثها، وإلى وقتنا هذا لا يوجد علاج للدغاتها، بل ينبغي أن يتحلى المُصاب بالقوة اللازمة لتحمُّل السم إلى أن يزول من جسده.
وهكذا كما نرى، فحلزون المخروط هو النوع الأشد سُميّة بين الأنواع الـ500 الأخرى من الحلزونات، ولديه نحو 200 مادة سامة.
عند الاستعداد للصيد، يلدغ هذا الحلزون فريسته "بسنٍّ أشبه بالرمح"، يفرز جرعة سم شبيه بمسكنات الألم، ويُقال إنه أشد من المورفين 10 آلاف مرة، ما يجعل محاولة الصعود إلى سطح المياه بلا طائل.
من ناحيتها لا تزال قناديل البحر المكعبة- خاصةً الأسترالية- جديرة بسمعتها وتقتل أعداداً من البشر تفوق كثيراً ضحايا حلزون المخروط الجغرافي.
إذ يبلغ عدد الوفيات السنوية في بعض الأحيان أكثر من 100 شخص، نتيجة مخالب قناديل البحر المكعبة الأسترالية وحدها.
الحيوانات المُحمّلة بالأمراض
تلك البعوضات الضئيلة قد لا تحاول التهامك مثل الحيوانات المفترسة، لكنها أحد أخطر أنواع الحيوانات على الإطلاق في العالم.
والسبب في هذا أنها تنقل للإنسان العوامل المُسبِّبة للأمراض والتي يمكن أن تكون شديدة الفتك، وتشمل تلك الأمراض التهاب الدماغ والحمى الصفراء وحمى الضنك والملاريا وفيروس غرب النيل وفيروس زيكا وغير ذلك. ويُصاب بتلك الأمراض 700 مليون شخص سنوياً ويموت أكثر من 725 ألفاً.
استحق البعوض ذلك اللقب الكريه منذ أمد بعيد، لأنه ناقل للأمراض، وهي بالأساس كائنات حية تبتلع ميكروبات خطيرة عندما تتغذى على إنسان أو حيوان مُصاب بعدوى. ثم تنقل هذه الميكروبات إلى المصدر التالي لوجبتها الغذائية، ويمكن أن تواصل هذه العملية مرات ومرات.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن كثيراً من الوفيات التي يُسببها البعوض يمكن منعها، من خلال بعض التدابير الوقائية، التي تحول دون اتخاذها مجموعة مختلفة من العوامل الثقافية والاجتماعية.
وحتى في حالة النجاة من الموت بفعل الأمراض التي ينقلها لهم البعوض، يمكن أن يعاني المصاب معاناة شديدة قد تصل إلى الإصابة بإعاقة حياتية.
الحيوانات المناطقية
تجنّب بأي شكلٍ من الأشكال التجول في منطقة مياه خاصة بأفراس النهر، إذ إن ذلك لن يعجبهم وقد يُعرِّضك لبالغ الأذى.
تُعد تلك الحيوانات الإفريقية الضخمة شديدة المناطقية أخطرَ الثدييات في قارتها منذ سنوات عديدة، ولا تتردد أفراس النهر في الدفاع عن منطقتها من الحيوانات الأخرى أو البشر، بل إنها قد تقلب القوارب رأساً على عقب إذا اقتربت منها.
ووفقاً لمجلة ناشيونال جيوغرافيك تقتل أفراس النهر حوالي 500 شخص سنوياً في أفريقيا، دون حتى أن تحتاج لعض ضحيتها بأسنانها الطويلة التي تبلغ نحو 61 سم.
كما يمكنها أيضاً أن تسحق إنساناً بسهولة بوزنها الضخم الذي يصل إلى 4.5 ألف كيلو غرام.
الحيوانات الشرسة
ذكرنا بالفعل أن أفراس النهر حيوانات عنيفة، لكنها لا تقارن بما سنذكره هنا، وهو التمساح.
يُعد التماسيح بلا منازع من الحيوانات الأعنف في العالم، سواء الأنواع النيلية منها أو التي تعيش في المياه المالحة أو غير ذلك.
تتميز تماسيح المياه المالحة على وجه التحديد بعدم الحاجة إلى استثارتها كي تطارد البشر.
ويَعتبر هذا النوع الضخم الذي يصل طوله إلى 7 أمتار سيء المزاج، كل ما يقع تحت ناظريه قابل للصيد، ولا توجد أي ضمانات لسلامة أي إنسان يقترب من منطقة هذه التماسيح.
تعيش تماسيح المياه المالحة في منطقة المحيط الهادئ الهندي شرق الهند؛ جنوب شرقي آسيا وشمالي أستراليا، وتمتاز بالعضة الأقوى مقارنة بأي حيوان آخر على وجه الأرض، وهي مسؤولة وحدها عن شن عشرات الهجمات على البشر كل عام.
لكن صاحب أكبر عدد من الهجمات على البشر سنوياً هو التمساح النيلي.
وقد درس الباحثون بجامعة كامبردج البريطانية في عام 2019، هجمات التماسيح على البشر بجنوب إفريقيا على مدار 67 عاماً (من 1949 إلى 2016)، وخلصوا إلى أن 214 حالة منها كانت غير مبررة؛ أغلبها وقع في الأنهار ومعظم ضحاياها كانوا أولاداً صغاراً.