اكتشف علماء الآثار المصريون بقايا معبدٍ مُكرَّسٍ للإله الإغريقي القديم زيوس في شبه جزيرة سيناء، وذلك حسبما أفادت هيئة الآثار المصرية، الإثنين 25 أبريل/نيسان.
وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان لها، إن بقايا المعبد عُثر عليها في الموقع الأثري الكائن بتل الفرما شمال غربي سيناء.
ويعود تاريخ تل الفرما، الذي يُعرف أيضاً باسمه القديم "بيلوزيوم"، إلى أواخر العصر الفرعوني واستُخدم أيضاً خلال العصور الرومانية اليونانية والعصور البيزنطية. وثمة آثار هناك تعود إلى العصر المسيحي وبدايات العصر الإسلامي.
بوابة دخول خاصة
بدوره قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، إن علماء الآثار اكتشفوا بقايا المعبد من خلال بوابة الدخول الخاصة به، حيث ظهر عمودان ضخمان من الغرانيت لكنهما كانا متهدمَين، حسب صحيفة The Washington Post الأمريكية.
وأوضح أن البوابة دُمرت في زلزال قوي حدث بالعصور القديمة.
وأضاف "وزيري" أن بقايا المعبد عُثر عليها بين حصن الفرما وكنيسة تذكارية موجودة في الموقع. وعثر علماء الآثار على مجموعة من كتل الغرانيت التي استُخدمت على الأرجح لبناء دَرج من أجل المصلين؛ كي يَصلوا إلى المعبد.
تعود أعمال التنقيب في المنطقة إلى عام 1900، عندما عثر عالم المصريات الفرنسي جان كليدات على مخطوطات إغريقية أظهرت وجود معبد زيوس كاسيوس، لكنه لم يكتشف المعبد، وذلك وفقاً للوزارة.
ويعد زيوس كاسيوس مزجاً بين إله السماء في الأساطير الإغريقية القديمة، زيوس، وجبل كاسيوس في سوريا -الذي يُعرف أيضاً بجبل الأقرع- حيث كان زيوس يُعبد.
أحدث اكتشاف أثري خلال آخر عامين
من جهته قال الدكتور هشام حسين، تلمدير العام لمنطقة آثار شمال سيناء، إن المخطوطات التي عُثر عليها في هذه المنطقة توضح أن الإمبراطور الروماني هادريان (117-138 ميلادياً) جدّد المعبد.
وأوضح أن الخبراء سوف يدرسون الكتل التي كُشفت، ويُجرون مسحاً تصويرياً؛ للمساعدة في تحديد التصميم المعماري للمعبد.
وتأتي بقايا هذا المعبد لتكون أحدث حلقات سلسلة الاكتشافات الأثرية القديمة، التي أعلنت عنها مصر خلال العامين الماضيين؛ أملاً في جذب مزيد من السياح.
إذ تشهد صناعة السياحة في مصر ترنحاً، بسبب الاضطرابات السياسية التي أعقبت ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك بعد حكم طويل استمر نحو 30 عاماً.
كما تلقت الصناعة ضربات أخرى بسبب جائحة فيروس كورونا، وتجسدت آخر هذه الضربات في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.