تسببت القفزة الهائلة في أسعار المواد الغذائية عالمياً بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، بضغوط كبيرة على شعوب الكثير من دول العالم، لكنها في نفس الوقت أدت إلى انضمام ثلاثة أفراد آخرين من عائلة "كارجيل" Cargill الأمريكية فاحشة الثراء إلى صفوف أغنى 500 شخص في العالم.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الأحد 17 أبريل/نيسان 2022، إن عائلة "كارجيل" تمتلك الحصة الأكبر في شركة "كارجيل" التي تُعد واحدة من أكبر شركات المواد الغذائية في العالم.
الأشقاء الثلاثة وهم: جيمس كارجيل، وأوستن كارجيل، وماريان كارجيل ليبمان، جميعهم من أحفاد وليام والاس كارجيل، الذي أسس شركة كارجيل في عام 1865.
انضمت الشخصيات الثلاث هذا الأسبوع إلى قائمة "بلومبرغ" Bloomberg لأغنى 500 شخص على قيد الحياة بفضل حصصهم في الشركة، وتشير التقديرات إلى أن ثروة كل واحد منهم بلغت نحو 5.4 مليار دولار، بعد ارتفاع بنسبة الخمس حتى الآن هذا العام.
انضم الأشقاء الثلاثة بذلك إلى حفيدتي أحفاد كارجيل الآخرين، بولين كيناث وغويندولين سونثيم ماير، الملتحقتين بالفعل بقائمة الأغنياء بالعالم، وتبلغ ثروة كل منهما نحو 8.06 مليار دولار.
تسيطر العائلة على نحو 87% من أسهم الشركة، وتحتل المرتبة 11 من بين أغنى العائلات في العالم، بثروة يبلغ مجموعها نحو 50 مليار دولار.
أعداد ضخمة من الموظفين
توظِّف شركة الأغذية العملاقة "كارجيل" أكثر من 155 ألف موظف في 70 دولة، ومن المتوقع أن تحصد أرباحاً غير مسبوقة خلال عام 2022، متجاوزة أرباح 2021 التي كانت غير مسبوقة آنذاك أيضاً، وبلغت نحو 5 مليارات دولار.
يأتي ذلك في أعقاب تحذيرات أصدرتها الأمم المتحدة هذا الشهر، من أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت إلى مستوى غير مسبوق تاريخياً بسبب الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا.
في هذا الصدد قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن مؤشر أسعار الغذاء لديها ارتفع بنسبة 12.6% في مارس/آذار 2022 على تقديراته في فبراير/شباط 2022، "محققاً بذلك قفزة هائلة إلى أعلى مستوى له منذ إنشائه في عام 1990".
في غضون ذلك، أعلنت شركة كارجيل، التي يقع مقرها الرئيسي في ولاية مينيسوتا، عن زيادة أرباحها بنسبة 63% العام الماضي، لتبلغ ما يقرب من 4.93 مليار دولار، وهو أكبر صافي أرباح تحققه الشركة على مدار تاريخها الممتد 157 عاماً، بعد ارتفاع الإيرادات بنسبة 17% لتبلغ 134 مليار دولار.
في تعليقه على ذلك، قال أندرو سبيك، من مركز أبحاث High Pay Centre، المعني بالنضال من أجل مجتمعات أكثر عدالة من الناحية الاقتصادية، إن تزايد ثروة عائلة كارجيل على هذا النحو "ينطوي على اتهام يبعث الخيبة لنموذجنا الاقتصادي الحالي".
أضاف سبيك: "يمكِّن هذا النموذج أقلية صغيرة من تنمية ثرواتها على الرغم من وقوعنا في أطول مدة ركود لمستويات المعيشة في العصر الحديث، وأشد أزمة غلاء معيشية نشهدها وتهديد بإفقار الملايين من الناس".
رأى سبيك أيضاً أنه يتوجب على الحكومات الآن، أكثر من أي وقت مضى، "أن تتخذ إجراءات جادة لإعادة توزيع الثروة من فاحشي الثراء إلى ذوي الدخل المنخفض والمتوسط".
يُشار إلى أن القائمة الجديدة للمليارديرات في العالم الصادرة عن مجلة (فوربس) Forbes الأمريكية، في بداية أبريل 2022، كشفت عن انخفاض إجمالي عدد مليارديرات العالم بواقع 87 شخصاً، فيما انضم أشخاص جدد إلى هذه القائمة، من بينهم المغنية البربادوسية الشهيرة ريانا.
المجلة ذكرت أن ثروات مليارديرات العالم أصبحت أقل بواقع 400 مليار دولار عن العام الماضي، وأوضحت أنه بحسب إحصائية عام 2022، فقد أصبح عدد المليارديرات في العالم 2668، بينما كان عددهم في قائمة عام 2021، 2755 شخصاً.