يكذب الناس أحياناً ويقولون إنّهم مرضى للتغيُّب عن العمل، لكن امرأةً من جورجيا تُدعى روبن فولسوم لم تتوقف عند هذا الحد ومضت لتزييف حملٍ بالكامل من أجل الحصول على إجازةٍ مدفوعة الأجر لمدة سبعة أسابيع، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تكذب فيها بشأن الحمل، لذلك فهي تواجه الآن ثلاث تهم إدلاء بمعلومات كاذبة وتهمة تلاعب بالهوية.
فقد نقل تقرير لموقع All That's Interesting الأمريكية، الثلاثاء 22 فبراير/شباط 2022، تصريحاً للمفتش العام سكوت مكافين قال فيه إنه "حين أرسلت لنا الوكالة التي تعمل فيها روبن هذه القضية؛ ظننا أنّ هناك سوء تفاهمٍ لا محالة. ولم نصدق الأمر".
أثارت الشكوك
حيث أورد البيان الصحفي الذي أرسله مكتب المفتش العام الجورجي أن روبن (43 عاماً) روت أكاذيب مفصلة حول "حملها" أثناء العمل كمديرةٍ للشؤون الخارجية في وكالة إعادة التأهيل المهني الجورجية، وقد أخطرت الوكالة بحملها أواخر عام 2020، قبل أن تزعم ولادتها في مايو/أيار عام 2021.
لكن الشكوك سرعان ما بدأت تساور زملاء روبن، إذ لاحظت إحدى زميلاتها أن هناك شيئاً يبدو غير صحيح، رغم أن روبن كانت ترتدي "وسادة حمل".
أوضح البيان الصحفي: "في مارس/آذار عام 2021، لاحظت إحدى زميلاتها في العمل أن النصف السفلي من معدة روبن ينفصل عن جسدها، لهذا ظنت أن روبن ترتدي وسادة حملٍ مزيفة. فضلاً عن أن روبن أرسلت بحسب المزاعم صور مولودها الجديد إلى عددٍ من موظفي الوكالة، لكن الصور لم تكن متسقةً وأظهرت أطفالاً بدرجات بشرة مختلفة".
نسب مكافي الفضل إلى زملاء روبن في كشف حيلتها، إذ قال: "بدأ موظفو الوكالة والموارد البشرية في وضع النقاط فوق الحروف، ولاحظوا أن هناك شيئاً غير منطقي، ولم يتجاهلوا الأمر لحسن الحظ، وقد أدركوا أن الأمر أخطر مما تصوروه".
رسالة مزيفة
ويبدو أنّ دافع روبن الأساسي كان الحصول على إجازةٍ مدفوعة الأجر، فبعد "ولادة" طفلها في الأول من مايو/أيار عام 2021، بعث رجلٌ يُدعى بران أوتميمبيبوي رسالةً بالبريد الإلكتروني إلى مديريها في الوكالة، وزعم أوتميمبيبوي أنه والد طفل روبن الوليد، وقال إن طبيبها "أمرها بالراحة لبضعة أسابيع بعد الولادة".
نتيجةً لذلك منحها مديروها إجازةً مدفوعة لسبعة أسابيع "وهي إجازةٌ لم يكونوا ليوافقوا عليها لولا الرسالة".
لكن بران أوتميمبيبوي كان مجرد شخصية خيالية في عقل روبن.
إذ قال مكافي: "لم نعثر على أي دليلٍ يُثبت وجوده في النهاية، ولهذا وُجِّهَت إليها تهمة التلاعب بالهوية أيضاً".
سوابق السيدة روبن
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تُزيّف فيها روبن حملها، رغم عدم معرفة ما إذا كانت قد حصلت على إجازات لهذا السبب من قبل أم لا.
حيث زعمت أنها أنجبت طفلاً في يوليو/تموز عام 2020 كذلك. ثم أخطرت مديريها في أغسطس/آب عام 2021 بأنها أصبحت حبلى مرةً أخرى، بعد ثلاثة أشهر من آخر حمل.
"ولم يُعثر على ما يُفيد بإنجاب روبن لأي أطفال" حين طلب مكتب المفتش العام من مكتب الأحوال المدنية مراجعة شهادات ميلاد "أطفال روبن".
تهم ثقيلة
فقد استقالت روبن من منصبها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021 بعد أن كذبت على المحققين حول أوتميمبيبوي ووجود أطفالها، وهي تواجه الآن اتهامات جنائية وجَّهتها لها هيئة محلفين كبرى في الـ10 من فبراير/شباط عام 2022.
بينما قال المدعي العام كريس كار عقب إدانتها: "لن نتساهل مع أي احتيال من الموظفين الحكوميين. وقد تمكّنا بالتعاون مع المفتش العام الجورجي المستقل من اكتشاف هذه الخدعة المزعومة، والتحقيق في شأنها، ووضع حدٍّ لها. وسوف نقف دائماً للدفاع عن أموال دافعي الضرائب، كما نتطلع إلى عرض قضيتنا أمام المحكمة".
في حين أكّد مكافي على تصريحات كار قائلاً: "يجب أن يلتزم جميع موظفي الدولة، وخاصةً العاملين في الاتصالات مع وسائل الإعلام والعامة نيابةً عن هيئاتهم، بأعلى معايير الصدق والنزاهة".
ولا نعلم بعد حجم تداعيات حالات الحمل الزائفة لروبن فولسوم. لكنها ستعود إلى المحكمة في جلسةٍ يوم الرابع من أبريل/نيسان، وقد تواجه عقوبةً بالسجن فترة تصل إلى 25 عاماً وغرامات تصل إلى 103 آلاف دولار في حال إدانتها.