أفادت دراسة جديدة نشرت تفاصيلها صحيفة The Washington Post الأمريكية، الخميس 17 فبراير/شباط 2022، بأنَّ أكثر من امرأة واحدة من بين كل 4 نساء في العالم تعرضت للعنف المنزلي في حياتها؛ إذ كشفت الدراسة التي نُشِرَت في مجلة The Lancet الطبية، أن الظاهرة تزايدت مع انتشار وباء فيروس كورونا الذي اضطرت خلاله دول العالم للإغلاق.
ووجدت الدراسة أنَّ 27% من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً قد تعرضوا للعنف الجسدي أو الجنسي من شركائهم على المدى الطويل، فيما قالت كلوديا غارسيا مورينو، باحثة الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية، في بيان، إن عنف الشريك يؤثر في حياة ملايين النساء والأطفال والأسر والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
أضافت وفقاً لما نشرته الصحيفة: "إن إجراء هذه الدراسة تم قبل وباء كوفيد-19، إلا أنَّ الوباء فاقم الأزمة وأدى إلى تفاقم المشكلات التي تؤدي إلى عنف الشريك مثل العزلة والاكتئاب والقلق وتعاطي الكحول، فضلاً عن الحد من الوصول إلى خدمات الدعم"، وشددت على الحاجة "الحيوية والعاجلة" للوصول إلى حلول.
ووجدت الدراسة أنَّ أعلى معدل لانتشار مثل هذه الإساءات المُبلّغ عنها كان في منطقة أوقيانوسيا (49%)، والتي تغطي أستراليا ونيوزيلندا وفيجي من بين بلدان أخرى، تليها إفريقيا الوسطى جنوب الصحراء (44%). وخلُصت أيضاً إلى أنَّ المناطق ذات أقل التقديرات كانت آسيا الوسطى وأوروبا الوسطى.
بدورها، قالت ريبيكا هيتشن، رئيسة تحالف إنهاء العنف ضد النساء، لصحيفة The Washington Post: "تُسلط هذه البيانات الضوء على ما عرفناه منذ زمن طويل: العنف ضد النساء والفتيات منتشر في كل مكان في جميع أنحاء العالم. وبرغم أنها ليست مفاجأة، فهي مصدر قلق كبير"، وأضافت: "بالنظر إلى وصمة العار التي تطارد الضحية وإلقاء اللوم عليها، في تجربة شبه عالمية للناجين، فإننا نعلم أنَّ الانتشار والنطاق الحقيقيين من المرجح أن يكونا أكبر؛ لأنَّ كثيراً من النساء لا يستطعن أو لا يشعرن بالقدرة على الكشف عن تجاربهن".
كما نظرت الدراسة في أكثر من 350 دراسة استقصائية وأُجرِيت في الفترة من 2000 إلى 2018، وغطت 161 دولة ومنطقة تمثل 90% من سكان العالم من النساء والفتيات.
ويُعرّف عنف الشريك بأنه سلوكيات ضارة جسدية أو جنسية أو نفسية، ولفتت الدراسة الانتباه إلى "المستويات المرتفعة" من العنف الذي تتعرض له المراهقات والشابات، ووصفت البيانات بأنها "مثيرة للقلق"، مع وجود نحو 24% من أولئك اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً قد تعرضن بالفعل للعنف مرة واحدة على الأقل.
إيزابيل يونان، رئيسة السياسة في الجمعية الخيرية البريطانية لمساعدة المرأة، التي تركز على العنف المنزلي ضد النساء والأطفال، تقول إنَّ النتائج من المرجح أن تكون "مجرد قمة جبل الجليد"، لأنَّ العديد من حالات سوء المعاملة لا يُبلغ عنها.
فيما قالت لصحيفة The Washington Post إنَّ المخاوف بشأن الوصم وانعدام الثقة في الشرطة وأنظمة المحاكم، إلى جانب الخوف من عدم تصديقها، كانت من بين الأسباب الشائعة التي تجعل النساء لا يتحدثن علانيةً عمّا يتعرضن له.