قال موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 16 فبراير/شباط 2022، إن أعداداً متزايدة من الشركات باتت تستخدم روبوتات الدردشة ومقابلات الفيديو التي يقودها الذكاء الاصطناعي، لتقييم المرشَّحين للوظائف قبل أن يلتقيهم مسؤول التوظيف البشري.
فقد توسِّع المقابلات الآلية إلى حدٍّ كبير، مجموعة المرشَّحين للوظائف، وهي مصممة لضمان ممارسات توظيف متسقة من خلال استئصال الطرق التي يتسرب إليها التحيز في المقابلات، كما يقول القائمون بالتوظيف. لكن المتقدمين للوظيفة يشكون من أنها عملية غير بشرية ومُرهِقة.
الموقع أشار إلى أنه بالنسبة للمرشَّحين، فإن هذه المقابلات تجعلهم يتصرفون مثل الروبوتات مجهولة الوجه التي يحاولون إثارة إعجابهم بها، وتدمِّر فرصهم في الحصول على وظائف.
الذكاء الاصطناعي في مقابلات التوظيف
يستخدم القائمون على التوظيف الذكاء الاصطناعي لفترة من الوقت، لأتمتة عمليات البحث عن المرشَّحين أو الاطلاع على السير الذاتية، على سبيل المثال.
أصبحت المقابلات الوظيفية عبر تطبيق زووم شائعةً منذ اندلاع الجائحة، إذ قالت 86% من الشركات التي شملتها دراسةٌ أجرتها شركة غارتنر لأبحاث واستشارات التكنولوجيا، إنها استخدمت التكنولوجيا الافتراضية في عملية التوظيف.
مع ذلك، فإن مقابلات الفيديو التي يقودها الذكاء الاصطناعي تتجاوز تلك الممارسات، لأن المرشَّحين يُقيَّمون بواسطة خوارزمية الكمبيوتر.
تجرى التقييمات ليس فقط من خلال إجابات المرشَّحين عن أسئلة المحاور، ولكن في بعض الأحيان أيضاً على تعابير وجههم ونبرة صوتهم واختيار الكلمات.
تجربة محبطة ومخيفة
دُعِيَت كارون ميتشل مؤخَّراً إلى "مقابلة فيديو غير متزامنة"؛ للحصول على وظيفة "مدير حساب أول" في شركة ناشئة للتدريب التقني. بدأت المقابلة برسالة موجزة مسجلة مسبقاً من الشريك المؤسس للشركة، توضِّح مهمة الشركة.
كان هناك أربعة أسئلة فقط، وكان لديها 30 ثانية لقراءة كل سؤال ودقيقتان للإجابة. في حين أن بعض الشركات تسمح بالتوقف عن العمل، فإن صاحب العمل المحتمل بالنسبة لكارون لم يفعل ذلك.
كانت العملية برمَّتها مُخيفة ومُحبطة، على حدِّ قولها لموقع Axios الأمريكي. وقالت: "تكون في وضعٍ غير مواتٍ للغاية كمرشَّح للوظيفة عندما يكون الطريق ذا اتجاه واحد. أنا معتادة على قراءة الناس، ولم يكن هناك شيءٌ أقرأه".
كما أضافت أن المقابلة كانت سيئة، قائلةً: "لقد كنت شديدة التركيز على الساعة، والتأكُّد من أنني أجيب عن السؤال، حتى إنني لا أستطيع الاسترخاء وأن أكون على طبيعتي".
اتهامات للروبوتات بالتحيز
بعد أسبوع، تلقت بريداً إلكترونياً يفيد بأنها لم تعُد قيد الدراسة للحصول على الوظيفة. ليس لدى ميتشل أي فكرة عن كيفية تقييمها، سواء شاهَد أي شخص في الموارد البشرية مقابلتها، أو ما إذا كانت الخوارزمية هي التي رفضتها.
هذه هي الطريقة التي تختصر بها مقابلات العمل الآلية وقت المقابلة، وفقاً لبحث جديد نُشر في دورية Harvard Business Review.
ذكر البحث: "نظراً إلى أن العديد من الباحثين عن عمل لم يفهموا التكنولوجيا التي تُستخدَم، فقد كان أداؤهم الافتراضي هو الأداء الصارم، حيث النظرة الثابتة أو الابتسامة المزيَّفة أو الوضعية غير الطبيعية، أو التحدُّث بصوتٍ رتيب، أو عقد أيديهم". باختصار، كانوا يتصرَّفون مثل الروبوتات.
إذ تُعَدُّ أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضاً عرضة للتحيز، لأن البيانات المُستخدَمة لتدريب نماذج التنبؤ قد تكون محدودة، أو لأنها تعكس تحيُّزات البشر المشاركين في إعداد هذه النماذج وتدريبها.