هل لديك حيوان أليف؟ قطة أو كلب على سبيل المثال، وهل تساءلت في يوم من الأيام كيف يرى كلبك العالم، أو ما الألوان التي تستطيع قطتك تمييزها؟ لا ترى الحيوانات بشكل عام العالم كما نراه نحن البشر، فبعض الحيوانات تستطيع تمييز ألوان أقل بكثير من الإنسان، وبعضها الآخر يستطيع رؤية ألوان لا نستطيع نحن تخيلها حتى. كما تختلف طريقة تمييز الحيوانات للوجوه والأشكال… تعالوا نر العالم بعيونها قليلاً:
كيف ترانا الحيوانات؟
فلنبدأ بالقطط اولاً:
من ناحية الألوان: لا ترى القطط الألوان بنفس الطريقة التي نراها بها نحن البشر، إذ تمتلك القطط في عيونها عدداً قليلاً من المخاريط التي تميز الضوء الأحمر، لذلك يبدو العالم للقطط باللون الأزرق والرمادي والأصفر بشكل أساسي، كما أنها لا تميز بين اللونين الأحمر والأخضر.
لكن تشير بعض الأبحاث إلى أن القطط قد تكون قادرة على رؤية بعض الألوان التي لا يستطيع البشر رؤيتها، وفقاً لما ورد في موقع petfinder، إذ تستطيع تمييز بعض الأطياف التي تندرج ضمن الأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي قد يبدو العالم للقطط ملوناً وحيوياً أكثر مما نتخيل.
مع ذلك لا تستطيع القطط تمييز الأشياء البعيدة بشكل جيد، فهي قصيرة النظر وتبدو لها الأشياء البعيدة ضبابية.
من نحن بالنسبة للقطط؟ عندما تحتك قطتك بك وترفع ذيلها فهي ترحب بك بنفس الطريقة التي ترحب بها بالقطط الأخرى، بمعنى أنها تعتبرك بمثابة قط رفيق عملاق، على عكس الكلاب التي تميز بين البشر وبين أصدقائها من الكلاب، فتتفاعل مع البشر والكلاب بأسلوب مختلف.
وعندما تحتك بك قطتك وتجلس جانبك وتخرخر وتقوم بلمسك بمخالبها فهذا يعني أنها تعتبرك فرداً من العائلة.
هل تميز القطة وجه صاحبها؟ تعتمد القطط على حاسة الشم والسمع أكثر من اعتمادها على النظر في هذا الخصوص، فهي تعرف رائحة صاحبها جيداً كما تميز صوته، لكنها لا تمتلك القدرة على تمييز الوجوه بنفس المهارة.
كيف ترى الكلاب العالم؟
تحتوي عيون البشر على ثلاثة أنواع من الخلايا التي تميز الألوان، وتدعى المخاريط، لكن عيون الكلاب تحتوي على نوعين فقط من المخاريط ويحتوي كل نوع من أنواع المخاريط على صبغة حساسة لأطوال موجية معينة من الضوء، ويعتمد نطاق الألوان التي يراها الحيوان على مزيج من الأصباغ الحساسة للألوان في عينه ومعالجة الدماغ لهذه الألوان.
ومع وجود عدد أقل من المخاريط في عيون الكلاب فإنها لا تستطيع التمييز بين العديد من الألوان مثل البشر، وبالتالي فهي لا ترى العالم كما نراه نحن.
إذ تتخصص الخلايا المخروطية في عيون الكلاب في التقاط الضوء الأصفر والأزرق بشكل أساسي.
تمييز الوجوه: وتميز الكلاب وجوه البشر عن وجوه الكلاب، وتستطيع أن تميز أنهما جنسان مختلفان، على عكس القطط التي تعتبر البشر مجرد قطط كبيرة.
كما تستطيع الكلاب الربط بين الوجوه والأصوات، فتميز أن صوتاً مألوفاً معيناً مرتبط بوجه مألوف معين أيضاً.
كيف يرى أبو بريص العالم؟
لا يرى البشر الألوان جيداً في الإضاءة الخافتة، ولا يستطيعون تمييزها على الإطلاق في الظلام، لأن الخلايا المخروطية تعمل بشكل جيد في الضوء فقط.
لكن تساعدنا خلايا أخرى في أعيننا، تسمى الخلايا العصوية، على الرؤية في الضوء الخافت، ونظراً لأن الخلايا العصوية تحتوي فقط على صبغة واحدة حساسة للضوء، فإننا نرى الأشياء باللون الرمادي في الإضاءة الخافتة.
لكن هذا لا يحدث مع الصياد الليلي الماهر المسمى بـ"أبو بريص" أو "الوزغة"، والذي يستطيع تمييز الألوان بشكل جيد في الليل، فقد تطورت عيونه لتصبح أكثر حساسية للألوان ليلاً، إذ يرى بشكل أفضل من البشر بمقدار 350 مرة وفقاً لما ورد في موقع National History Museum .
المحار العملاق الذي يمتلك مئات العيون
يلتصق المحار العملاق بالصخور أو المرجان، ويبقى ثابتاً تماماً هناك، حيث يرصد العالم من حوله من خلال مئات من العيون الدقيقة الموزعة على طول حافة جسده الرخو.
تكون عيون المحار عبارة عن ثقوب لها شكل كوب عميق ذي فتحة ضيقة، ولكن بدون عدسة.
رغم أن المحار العملاق حساس لثلاثة ألوان مختلفة من الضوء، فإنه غير قادر على دمج المعلومات التي يرصدها من خلال عيونه، بدلاً من ذلك يرى المحار صوراً ملونة ولكنها غير محددة.
ومع ذلك، فإن عيونه قادرة على اكتشاف الحركة القريبة، بحيث يتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، إما عن طريق رش نفاثة من الماء لإبعاد حيوان مفترس محتمل أو عن طريق إغلاق قوقعته.
عيون العناكب المركبة
تمتلك العناكب عيوناً مركبة من أربعة أزواج، تساعدها على الرؤية الممتازة، الأمر الذي يسهل عليها عملية الانقضاض على الفرائس.
أكبر زوج من العيون يتجه للأمام، ويمنح العنكبوت رؤية عالية الدقة، بينما تستخدم العناكب العيون الأخرى الأصغر للرؤية المحيطية واكتشاف الحركة.
تستطيع العناكب رؤية مجموعة ألوان أكبر من تلك التي يستطيع البشر رؤيها، حتى إن عيونها تحتوي على أصباغ حساسة للأشعة فوق البنفسجية، لذا فهي قادرة على رؤية تفاصيل أكثر في بتلات الأزهار على سبيل المثال، وهي تفاصيل لا نستطيع نحن البشر تمييزها.