قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 3 فبراير/شباط 2022، إن علماء توصلوا إلى طريقة اكتشاف الأنف الروائح الكريهة وكذلك الروائح الجميلة المحيطة بالإنسان في كل مكان، وذلك في بحث جديد لجامعة بنسلفانيا.
من بين تلك التي كُشِفَ عنها في البحث الذي أشرف عليه الدكتور غويل مانيلاند، المؤلِّف المشارك في البحث بجامعة بنسلفانيا ومركز مونيل للحواس الكيميائية، مُستقبِلات مرتبطة بإدراك cis-3-hexen-1-ol، وهي مادة كيميائية تنبعث منها رائحة مثل العشب الطازج، والأندروستينون، وهو هرمون ستيرويد تنبعث منه رائحة مثل البول أو خشب الصندل أو أن يكون عديم الرائحة اعتماداً على التركيب الجيني للفرد.
إجراء تجربة لتقييم قوة بعض الروائح
كذلك، فقد اكتشف العلماء مُستقبِلاً للرائحة مرتبطاً بإدراك رائحة الجسم، وآخر مرتبطاً بإدراك رائحة المسك.
الدكتور غويل مانيلاند، المؤلِّف المشارك في البحث من جامعة بنسلفانيا ومركز مونيل للحواس الكيميائية، كتب هو وزملاؤه في دورية Plos Genetics، وضمنهم باحثون من شركة يونيليفر، كيف طلبوا من 1000 شخص صيني من عرق الهان تقييم شدة وسعادة 10 روائح بمقياس مكون من 100 نقطة.
كان من بين الروائح غالاكسوليد، وهو مسكٌ صناعي، و3M2H، وهي واحدة من نحو 120 مادة كيميائية تحتوي على رائحة الجسم، ولكنها تحمل "الرائحة المميزة" في حد ذاتها.
ثم قام الفريق بدمج النتائج مع تحليل الجينوم الكامل لكل مشارك.
في حين أكَّدَت النتائج الارتباطات المكتشفة سابقاً بين الإدراك، وضمن ذلك الكثافة والمتغيِّرات الجينية لمُستقبِلات الرائحة المحددة لثلاث من أصل أربع من الروائح، وضمن ذلك الأندروستينون.
مع ذلك، وجد الفريق أيضاً متغيِّرات جينية مرتبطة بإدراك رائحة المسك للغالاكسوليد و3M2H، مِمَّا يسمح لهم بتحديد مُستقبِلات الرائحة المشاركة في اكتشاف هذه الروائح لدى البشر لأول مرة.
تجربة جديدة شارك فيها 300 شخص
ثم عُزِّزَت النتائج من خلال عملٍ قُدِّمَت فيه ست من الروائح، بعضها بتركيزاتٍ مختلفة، إلى 364 مشاركاً من مدينة نيويورك -معظمهم من القوقاز- مِمَّا يشير إلى دور مُستقبِلات الرائحة التي قد تكون موجودة عبر السكَّان وتركيزات الروائح.
من جانبه قال ماينلاند إن الاكتشاف غير المعتاد هو أن العديد من المشاركين الذين لديهم نسختان من متغيِّر جيني معين لمُستقبِل واحد للرائحة لم يتمكنوا من شم رائحة الغالاكسوليد، مِمَّا يشير إلى وجود مُستقبِل واحد فقط في اكتشافه. وقال: "إنها قاعدة عامة أن أكثر من مُستقبِلٍ واحد سيلعب دوراً ما".
فيما طَرَحَ ماينلاند أن النتائج يمكن، من الناحية النظرية على الأقل، أن تكون لها تطبيقاتٌ عملية في تطوير منتجات النظافة الشخصية، على سبيل المثال في منع إدراك الروائح الكريهة.
كذلك، فقد أفاد الفريق أيضاً بتحليل 29 طفرة مرتبطة بإدراك روائح معينة، مِمَّا يشير إلى أن المتغيِّرات الجينية بشكلٍ عام التي طرأت مؤخَّراً في التاريخ التطوُّري للبشرية والرئيسيات الأخرى توجد في مُستقبِلات الرائحة التي يبدو أنها أقل حساسيةً.