تمتلك فنانة الرسم، كونشيتا أنتيكو، قدرةً على رؤية 100 مليون لون، على عكس معظم البشر الذين لديهم قدرة على رؤية عدد ألوان أقل بكثير مما تراه أنتيكو، ما جعلها تتمتع بـ"بصر خارق" منحها السعادة في حياتها.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 29 يناير/كانون الثاني 2022، إن أنتيكو لديها رؤية رباعية للألوان، أي أن شبكية عينيها تضم مستقبل لون رابعاً على عكس معظم الناس الذين لديهم ثلاثة فقط.
فالأشخاص الذين يملكون هذه المستقبلات الثلاثة، والتي تسمى الخلايا المخروطية، باستطاعتهم تمييز حوالي مليون لون مختلف، إلا أن من لديهم الرؤية الرباعية باستطاعتهم تمييز حوالي 100 مليون لون.
تقول أنتيكو التي نشأت في سيدني إنها كانت دوماً "تخرج عن المألوف قليلاً"، فتصبغ شعرها بألوان زاهية، وتنتقي سجاداً باللون الأخضر الزمردي وستائر باللون الأسود والأخضر الليموني لغرفة نومها.
انتقلت أنتيكو إلى الولايات المتحدة بعد انتهائها من دراستها الجامعية، وهناك أصبحت فنانة ومعلمة رسم في سان دييغو، حيث طوَّرت أسلوبها الفريد في رسم المناظر الطبيعية الملونة والنباتات والحيوانات.
لم تكن أنتيكو تعرف بحالتها إلا في العام 2012، حين أرسل لها أحد طلابها، وهو طبيب أعصاب، بحثاً علمياً عن الرؤية الرباعية للألوان، وتكهن بأن أنتيكو ربما تكون لديها هذه الحالة.
كذلك وقبل بضعة أشهر، اكتشفت كونشيتا أن ابنتها مصابة بعمى الألوان، وحين فتحت البحث كان أول ما وقع عليه نظرها أن النساء اللائي لديهن استعداد لرؤية رباعية للألوان، لديهن استعداد أيضاً لإنجاب فتيات مصابات بعمى الألوان.
وفقاً للدكتور كيمبرلي جيمسون، العالِم بجامعة كاليفورنيا، الذي درس حالة أنتيكو، فإن هذا الجين الذي تمتلكه الفنانة تمتلكه أيضاً حوالي 15% من النساء، مشيراً إلى أنه ليس وحده كافياً لحالة الرؤية الرباعية للألوان، ولكنه شرط ضروري.
أضاف الطبيب في هذا الصدد: "في حالة أنتيكو ما نتصوره هو أن إقبالها على الرسم منذ كانت في السابعة من عمرها ساعدها على تجنيد هذه الإمكانات الإضافية واستغلالها. وهذه هي الطريقة التي يسير بها علم الوراثة: فهو يمنحك استعداداً لفعل أشياء وإذا اقتضت البيئة أن تفعل هذا الشيء، فحينها تبدأ الجينات عملها".
ترى أنتيكو أن بصرها الخارق يُشعرها بسعادة كبيرة، وتقول: "أنا ضد المخدرات وأكرهها بشدة، وأنا واثقة أن الناس يظنون أنني تحت تأثير شيء ما طوال الوقت، لكن الحقيقة هي أنني تحت تأثير الحياة والجمال المحيط بنا".
أضافت السيدة أنها كثيراً ما تسأل نفسها: "كيف لأحد ألا يكون سعيداً في هذا العالم؟ اذهبوا واجلسوا في الحدائق، وتأملوا الشجر، ولن يسعكم إلا تقدير مدى روعته".
أنتيكو المفتونة بالطبيعة تجد محفزاً إيجابياً فيها، غير أن الأمر ليس كذلك في جميع الأماكن، فمثلاً مراكز التسوق الضخمة المزودة بإضاءة فلورية تؤثر عليها سلباً، وتقول: "تشعرني بانزعاج الشديد، وأتحاشى الذهاب إلى هذه الأماكن إلا إذا كنت مضطرة أشد الاضطرار لذلك".