انتهت رحلة البحث عن الوالدين الأصليين لشاب صيني بالانتحار، بعد أن كشفت معرفتهما والوصول إليهما حقائق لم يكن يتمنى معرفتها، وقد تسببت في تعرضه للاعتداءات اللفظية والتنمر على مواقع التواصل.
بحسب صحيفة Washington Post الأمريكية، الخميس 27 يناير/كانون الثاني 2022، فإن ليو شيوتشو مدرسٌ صيني تم تبنّيه وهو طفل، قبل أن يعثر على والديه البيولوجيين في أعقاب نشر مقطع فيديو على الشبكات الاجتماعية.
ونشر ليو على تطبيق اجتماعي، صور عشاء لمّ الشمل، وصوراً لوالده المبتسم بجوار ضابط شرطة، ولقطة شاشة لمحادثةٍ مع والدته وهي تطلب عنوانه لإرسال ملابس شتوية، ولكن قصة لمّ الشمل السعيدة انتهت بمأساةٍ في غضون أسابيع.
فقبل فجر الإثنين 24 يناير/كانون الثاني، مات ليو بسبب جرعةٍ زائدة من مضادات الاكتئاب بعد نقله إلى المستشفى في مدينة سانيا، وذلك بحسب مقابلات وسائل الإعلام الصينية مع طاقم الطوارئ في المستشفى.
وقد لجأ ليو إلى الشبكات الاجتماعية للإعلان عن انتحاره، كما فعل حين دشّن رحلة بحثه عن والديه. ففي رسالةٍ من 7000 كلمة؛ ردَّ ليو على من يهاجمونه عبر الإنترنت وتحدَّث عن تجارب طفولته مع الفقد، والتنمر، والتحرش، والاكتئاب.
واختتم رسالته قائلاً: "شكراً لكل من اهتموا بي، وأنا آسفٌ لأنني خذلتكم. أتمنى لو كان هناك أشخاصٌ خبيثون أقل في هذا العالم".
تضارب في أسباب الانتحار
وهناك تضاربٌ حول بعض تفاصيل ولادة وتبنّي ليو، ويمتد هذا التضارب إلى عمره الحقيقي. إذ يقول والده إنّ عمره 15 عاماً، لكن بطاقة هويته الرسمية تقول إن عمره 17 عاماً.
إذ وُلِد ليو في وقتٍ ما بين عامي 2004 و2006 بريف شمال مقاطعة خبي بحسب روايته، المنقولة له على لسان العائلة التي تبنته. ولم يكن والداه قد تزوجا، ولهذا قررا بيع الطفل.
وقد قالت العائلة التي تبنّت ليو لصحيفة Paper الصينية، إنّهم دفعوا 4200 دولار أمريكي مقابل الطفل، وقد حصل الوسيط على غالبية المبلغ.
وفي عام 2009، أصبح ليو يتيماً بعد مصرع والديه بالتبني في انفجار ألعابٍ نارية.
وكان ليو يدرس ليصير معلماً في مدينة شيجياتشوانغ الشمالية حين بدأ البحث عن والديه البيولوجيين. وبعد نشر مقطع الفيديو الأول، شجعته الشرطة على استخدام قاعدة بيانات الحمض النووي التي أنشأتها السلطات ضمن حملتها للحد من الاتجار بالأطفال ولم شمل العائلات مع أطفالهم الذين تعرضوا للاختطاف، أو التبني، أو الذين فقدوا الاتصال بهم.
ولكن بدا كأن والدي ليو ينظران إلى لمّ الشمل باعتباره واجباً اجتماعياً وليس سبباً للاحتفال، عكس الاجتماعات المليئة بالدموع مع حالاتٍ شهيرة أخرى. وبعد لمّ الشمل بفترةٍ قصيرة، اتهم ليو والديه ببيعه لسداد مهر العروس الذي كان والده يدين به لعائلة والدته.
ولم يرد والداه على مزاعمه علناً. لكن والدته البيولوجية، التي قدّمت نفسها بلقب تشانغ فقط، قالت خلال مقابلةٍ مع صحيفة Beijing News الصينية، إنّها قطعت اتصالاتها بليو، لأنّها تريد العودة للـ"حياة في هدوء".
في حين قال ليو هايمينغ، باحث دراسات وسائل الإعلام بجامعة تشونغتشينغ: "كان المتصيدون والمتنمرون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة له". وأضاف أن التنمر عبر الإنترنت، وفشل منصات الشبكات الاجتماعية في منعه، كان لهما دورٌ مهم في انتحار ليو.