قد لا تلاحظ وجوده إلا إذا صدمته بحافة الأثاث، إلا أن إصبع القدم الصغير أو خنصر القدم يلبي حاجة أساسية في حياة الإنسان.
بدورها تقول أستاذة جراحة العظام في كلية الطب بجامعة هارفارد آن هولي جونسون: "إذا ولدت بدون إصبع خنصر القدم أو تعرضت لحادث وتمت إزالته، فيمكنك فعل كل ما تريد القيام به تماماً".
إذاً، ما هي الفائدة الحقيقية من وجوده؟
تعود الإجابة إلى التاريخ التطوري للبشر، كما يوضح الأستاذ المساعد في جراحة العظام في جامعة نورث وسترن أنيش كاداكيا لموقع Popular Science، إذ أنه يساعد الإنسان على الوقوف بطريقة مستوية.
يعد إصبع القدم الصغير أحد عناصر ثالوث التوازن المكون من كعب القدم ومفصل إصبع القدم الكبير، إلى جانب مفصل إصبع القدم الصغير.
تتكون القدم من 30 مفصلاً و26 عظمة وأكثر من 100 وتر وأربطة، وأي إصابة في أي مفصل أو عظمة، تسبب ألماً بالغاً.
وندين بتوازننا لهذه العظام التي تشكل مؤخرة القدم وأوسط القدم ومقدمتها.
يحتوي إصبع القدم الكبير على عظمتين رئيسيتين، وبقية الأصابع تتشكل من 3 عظام صغيرة. تتصل أصابع القدم بمنتصف القدم بخمس عظام طويلة تسمى مشط القدم، واحدة لكل إصبع. وأخيراً، تتصل القدم الخلفية بمنتصف القدم بواسطة العظام المسمارية والمكعبة، ثم بعظم الكاحل.
على الرغم من أن جميع العظام في القدم تتجمع معاً لتشكيل بنية القدم، فإن العظام الرئيسية المسؤولة عن توازننا هي مشط القدم، كما يوضح الدكتور وينجاي سونغ، الطبيب المعالج في مجموعة وايت ميموريال الطبية.
ويوضح سونغ: "يسير الإنسان على نمط الحامل ثلاثي القوائم، حيث يعطي مفصل إصبع القدم الكبير، ومفصل إصبع القدم الخامس والكعب، القدرة على المشي، أما إذا قمت بإزالة أحد أجزاء هذا الحامل ثلاثي القوائم، فستفقد التوازن".
لذلك على الرغم من أن إصبع الخنصر نفسه ليس له قيمة وظيفية، فإن أحد عناصر التوازن يؤدي إلى إعاقة قدرة الشخص بشكل كبير على التخطي أو الجري أو المشي، كما يساعد خنصر القدم أيضاً على الدفع من حافة حمام السباحة قبل الغوص.
الغرض من خنصر القدم هو توفير التوازن والدفع، ولكن عندما يتضرر الخنصر بطريقة ما، يصبح الدفع محدوداً، مما يؤدي إلى فقدان التوازن والسقوط.
الأحذية المدببة ألد أعدائه
في هذا السياق، يؤثر نوع الأحذية بطبيعة الحال على إصبع القدم الصغير بشكل سلبي.
تسبب الأحذية الضيقة أو المدببة في الأمام باحتكاك الأصبع الصغير بالحذاء حتى يتطور"الجراب"، وهو كيس مملوء بالسوائل بين الجلد والعظام. يُعرف هذا المرض باسم التهاب الجراب، ما يسبب ألماً بالغاً.
تشتهر أصابع الخنصر أيضاً بإصابتها بآفات الأنسجة الرخوة أعلى أو طرف الأصبع، في ما يسمى مسمار القدم أو الجسأة أو "عين السمكة".
كسر في إصبع القدم الصغير
رغم كثرة اصطدامه بحواف الكراسي والأثاث، إلا أنه يصعب تحديد إصابة إصبع القدم الصغير بكسر، إذ غالباً ما يتجاهل الناس الألم ويتحملونه أو يعتقدون أنه سيتعافي مع الوقت، ولكن إذا استمر لأكثر من يومين، يجب أن تتم معاينته من قبل الطبيب بصرياً وبالأشعة السينية.
قد تكشف الأشعة السينية إما عن كسر حاد نتيجة صدمه وهو ما ستتذكر حدوثة بالتأكيد، أو كسر إجهاد، وهو ما لن تتذكر بداية وقوعه، لأنه يحدث تدريجياً بمرور الوقت، حسب موقع Foot and Ankle Institute.
يحدث الكسر الحاد بسبب صدمة مفاجئة، قد تشمل الأعراض "فرقعة" مسموعة وألماً شديداً مصحوباً بكدمة وتورم.
أما كسر الإجهاد فيحدث بسبب الإطباق باستمرار على عظم ضعيف، أو حصول فترة من الإجهاد المرتفع على إصبع القدم.
تشمل أعراض كسور الإجهاد الألم المعتدل والتورم؛ يزداد كلاهما مع النشاط ويقل مع الراحة.
من الجدير ذكره أن إهمال علاج إصبع القدم الصغير المكسور يؤدي إلى التهاب المفاصل المبكر والألم المزمن والتشوه الدائم، لذا يجب معاينة الطبيب بأسرع وقت.