قالت أكاديمية بارزة إنّها حصلت على تعويضٍ بقيمة 136 ألف دولار أمريكي بعد أنّ فازت في دعوى قضائية أمام إحدى المحاكم؛ جراء تعرضها للفصل التعسفي من منصبها في قسم الفيزياء بإحدى الجامعات البريطانية بسبب "صوتها العالي"، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 18 يناير/كانون الثاني 2022.
حيث أكدت الدكتورة أنيت بلوت أن لديها صوتاً مرتفعاً بطبيعته، وبالتالي ليست لديها القدرة على الشعور بأنّها تتحدث بصوتٍ عالٍ، مضيفة: "ارتفاع صوتي يرجع إلى خلفيتي العائلية، إذ إنّه أسلوب طبيعيٌّ ومقبولٌ تماماً في الحديث بين أبناء الخلفية اليهودية من أوروبا الوسطى والشرقية. وقد عشت وعملت لسنوات في نيويورك وألمانيا، لكن أحداً لم يتطرق إلى ارتفاع صوتي من قبل".
بلوت أضافت: "أما في جامعة إكستر، فقد تعرضت لضغوط من أجل تغيير هذه السمة الشخصية الفطرية التي تُعتبر جزءاً أسياسياً مني ومن شخصيتي. وأعتقد أن المزيج بين كوني امرأة وبين ارتفاع صوتي هو السبب وراء رفضي من بعض الأعضاء البارزين في الجامعة والموارد البشرية، لأنّ هذا المزيج يتناقض مع افتراضاتهم النمطية حول الأسلوب الذي يجب أن تتصرف به المرأة".
"معاملة غير عادلة"
فيما أشارت إلى أنها تعرضت لمعاملةٍ غير عادلة بشكلٍ مستمر على يد الجامعة طيلة عقود لدرجة استهدافها بالفصل التعسفي، وهو استهدافٌ "يشوبه التمييز على أساس النوع داخل قسمٍ ذكوري التوجه، والتمييز على أساس العرق نتيجة التحيّز غير الواعي ضد سماتي الفطرية التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من عرقي".
كما أعربت عن رغبتها في استعادة وظيفتها، لكن المحكمة التي حكمت بالتعويض قد خلصت إلى أنّ تلك الخطوة لن تكون عمليةً نتيجة وجود "تحيز راسخ ضد الدكتورة أنيتا داخل قسم الموارد البشرية والدوائر العليا بالجامعة".
فيما نصّ حكم التعويض على أنّه "من الصعب تخيُّل عمق الإهانة، والأذى، والتوتر، والقلق" الذي أصاب أنيتا بعد فصلها. ناهيك عن "تعريض كافة جوانب حياتها ومستقبلها للخطر، بدون سببٍ واضح، وبطريقةٍ غير عادلة".
من جهته، قال القاضي: "كانت حياتها تتمحور حول الجامعة التي عملت فيها لـ30 عاماً. وكانت دائرتها الاجتماعية مرتبطةً بالجامعة كلياً تقريباً. وعادةً ما يحتفظ الأكاديميون بحق استخدام حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بالجامعة ومرافقها، حتى بعد تقاعدهم. لكنها حرمت من كل ذلك بسبب فصلها غير العادل".
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، تم وصف الدكتورة أنيتا، خلال جلسة محاكمة في العام الماضي، بأنّها شخصيةٌ "يختلف عليها الناس"، حيث يُقدرها الكثيرون لكن البعض لا يحبون أسلوبها "الصاخب" ويعتبرونها "متغطرسة".
"أخطاء كبيرة"
في المقابل، ذكرت جامعة إكستر، خلال المحاكمة، أن الدكتورة بلوت فُصِلَت بسبب طريقة تعاملها مع اثنين من طلاب الدكتوراه، مشدّدة على أنّ فصلها ليس له علاقةٌ بخلفيتها أو نوعها.
بدوره، أضاف المتحدث باسم جامعة إكستر: "لا نزال نعتقد أنّ هناك أخطاء كبيرة في هذه الأحكام الصادرة، وسوف نستأنف ضد القرار أمام محكمة استئنافات التوظيف".
على إثر ذلك، لفتت بلوت إلى أنّها لا تزال تشعر بالقلق، خاصةً بعد أن قالت الجامعة إنّها ستستأنف على ضد قرار المحكمة، مردفة: "لم يسبق لي أن عانيت من أي حالة مرتبطة بالصحة العقلية من قبل. وما أزال أتناول الأدوية بشكلٍ يومي لتقليل التوتر المستمر الذي أعانيه".
كانت بلوت (59 عاماً) قد انضمت إلى الجامعة في عام 1990 كأول أكاديمية أنثى في قسم الفيزياء. إذ أردفت: "أنا أستمتع بوظيفتي- وأحب التدريس، كما كنت مهتمةً للغاية بأبحاث الفيزياء التجريبية في المعمل الذي بنيته من الصفر على مرّ سنوات".