الصداع أو ارتجاج المخ أو ضعف الدورة الدموية.. أسباب صحية قد تؤدي إلى العمى المؤقت وتشوّش الرؤية

العمى المؤقت قد يكون مؤشراً خطيراً على إصابتك بخطب ما يستلزم الحصول على الرعاية الطبية العاجلة.

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/19 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/19 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
الصحة العامة تؤثر على قدرة الإنسان في الرؤية بشكل مباشر - iStock

بالرغم من خطورة الأمر وكونه صدمة كبيرة للمصابين تستلزم الحصول على رعاية طبية طارئة، فإنك بالفعل يمكنك التعرُّض لفقدان مؤقت في بصرك إذا كنت تعاني من بعض الحالات الصحية الكامنة.

ويمكن للشخص أن يفقد الرؤية مؤقتاً، كلياً أو جزئياً، بسبب حالة أخرى في الجسم تسبب هذا الأمر. وتعتمد الأسباب المحتملة وما يجب عليك فعله على ما إذا كان بإمكانك الرؤية على الإطلاق، أو إذا كنت تعاني من بعض البقع العمياء في عينيك، أو أنك تعاني من العمى في إحدى أو كلتا العينين.

العمى المؤقت أو الجزئي يحدث أحياناً ويزول مع زوال السبب الأساسي - iStock
العمى المؤقت أو الجزئي يحدث أحياناً ويزول مع زوال السبب الأساسي – iStock

أسباب العمى المؤقت والجزئي:

يمكن أن يحدث العمى المؤقت لعدة أسباب، بدءاً من الوقوف بسرعة كبيرة بشكل يجعل الرؤية تتشوش لبضع لحظات مؤقتة، وصولاً إلى الحالات الكامنة الخطيرة مثل أورام المخ.

إذا كنت لا تعرف سبب معاناتك من العمى المؤقت أو مشاكل الرؤية الأخرى لديك، فمن الأفضل التحدث مع طبيب العيون الخاص بك في أقرب وقت ممكن.

وتشمل الحالات التي تسبب العمى المؤقت أو الأحاسيس التي تشبه العمى المؤقت ما يلي:

الصداع النصفي الشبكي

يُعد الصداع النصفي العيني، الذي يسمى أحياناً الصداع النصفي الشبكي، نوعاً من أنواع الصداع النصفي الذي يسبب مشاكل في الرؤية، بحسب Healthline للصحة والمعلومات الطبية.

العمى المؤقت والبقع العمياء (خاصة في وسط المجال البصري) من الأعراض المصاحبة للصداع النصفي العيني. وفي معظم الحالات ، تتأثر عين واحدة فقط.

وقد تبدأ بقعة الصداع النصفي العمياء في العين صغيرة وتنمو في الحجم مع تفاقم الصداع.

كما يمكن أن تستمر في حلقة واحدة لمدة تصل إلى ساعة كاملة من الصداع المصحوب بالعمى وتشوش الرؤية. هذه الحالة ناتجة عن تقلصات الأوعية الدموية أو مشاكل تدفق الدم في شبكية العين.

هالات الصداع النصفي البصري

يصف الصداع النصفي البصري، الذي يُسمى أحياناً بهالات الصداع النصفي، نوعاً آخر من الصداع النصفي الذي قد يؤثر على الرؤية ويسبب العمى المؤقت.

وتتضمن بعض الاضطرابات التي قد يواجهها المصاب بهذا الصداع، بقعة عمياء في مركز رؤيتك. إذ قد ترى خطوطاً متعرجة تبدو "متلألئة" تمنع من الرؤية الطبيعية.

في بعض الأحيان قد تكون مثل النقاط والنجوم أو ومضات الضوء التي تشبه ومضات الكاميرا. ويمكن أن تستمر هذه الأعراض ما بين 10 إلى 30 دقيقة ويمكن أن تؤدي إلى صداع المتفاقم مع الوقت. لكن أعراض العمى وتشوش الرؤية تزول بزوال الصداع في نهاية المطاف.

ويُعد الصداع النصفي البصري أكثر شيوعاً من الصداع النصفي العيني.

أحياناً تتسبب الشمس في حدوث حروق للقرنية تمنع الرؤية الطبيعية - iStock
أحياناً تتسبب الشمس في حدوث حروق للقرنية تمنع الرؤية الطبيعية – iStock

التهاب القرنية الضوئية

التهاب القرنية الضوئية (العمى الثلجي) هو حالة مؤلمة في العين ناجمة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV). وغالباً ما يوصف بأنه حروق الشمس في القرنية.

وتشمل أعراض التهاب القرنية الضوئية الألم والاحمرار والتورم وفقدان البصر المؤقت. وعادةً ما يزول فقدان البصر المرتبط بالتهاب القرنية الضوئي في غضون 24 إلى 48 ساعة بعد ظهوره.

وقد يؤدي التهاب القرنية الضوئي أيضاً إلى صعوبة رؤية الألوان بوضوح.

لحسن الحظ، يمكنك منع التهاب القرنية الضوئي من خلال ارتداء واقي العين المناسب عندما تكون في الخارج في الشمس، مثل النظارات الشمسية وأغطية الرأس كالقبعات.

أكثر النظارات فعالية هي النظارات الشمسية أو النظارات الواقية من الثلج أو النظارات الواقية الرياضية التي تحجب 100%من الأشعة فوق البنفسجية.

كما أن زوجاً من النظارات الشمسية goggles تمنع ضوء الشمس من الدخول إلى جوانب العينين. ويوصى بشدة بهذه النظارات، خاصةً لأولئك الذين يمارسون الرياضات الخارجية مثل التسلُّق Hiking، أو التزلج على الجليد skiing. 

اعتلال الشبكية الشمسي

مثل التهاب القرنية الضوئي، يحدث اعتلال الشبكية الشمسي بسبب أضرار أشعة الشمس. تحدث هذه الحالة الخاصة إذا نظرت مباشرة إلى الشمس أو إلى كسوف الشمس. وهو يؤثر على الجزء الأكثر حساسية في شبكية العين – بقعة العين.

ويمكن أن يتسبب اعتلال الشبكية الشمسي في تلف بقعة العين في غضون ثوانٍ. غالباً ما يكون فقدان البصر والبقع العمياء في تلك الحالة مؤقتاً. لكن فقدان البصر يمكن أن يكون لا رجعة فيه إذا كان الضرر شديداً بدرجة كافية.

من السهل الوقاية من اعتلال الشبكية الشمسي والعمى المؤقت أو الدائم المصحوب له مع تكرار الإصابة.

ويمكن ذلك من خلال ارتداء حماية مناسبة للعين من الأشعة فوق البنفسجية عندما تكون في الشمس المباشرة، وكذلك عدم النظر أبداً إلى الشمس مباشرة.

حساسية الضوء

العيون هي عضو حساس عند الجميع، لكن البعض قد يعاني من حساسية أكبر – خاصة للضوء. ويمكنك أن تكون حساساً لدرجة أن التعرض لمستويات معينة من الضوء يمكن أن يجعلك تشعر كما لو كنت قد أصبت بالعمى المؤقت.

وتتضمن بعض الطرق التي يمكن أن يساهم بها التعرض للضوء في الشعور بالعمى المؤقت ما يلي:

  • إجهاد العين الرقمي الناتج عن التعرض المفرط للضوء الأزرق (من شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية).

وتشير دراسة نشرها موقع All About Vision لصحة العين إلى أن استخدام هاتف ذكي أو شاشة كمبيوتر ساطعة في الظلام الدامس يمكن أن يسبب الضبابية أو حتى العمى المؤقت.

  • تغييرات مفاجئة في الضوء، مثل فتح الستائر لإنارة غرفة مظلمة للغاية. ويدَّعي الخبراء أن التكيُّف البصري مع الظلام يمكن أن يستغرق ما يصل إلى 30 دقيقة من شخص لآخر. ويعتمد كم من الوقت على مستويات السطوع التي تعرضت لها.
  • العمى الليلي (nyctalopia)، وهي حالة تجعل من الصعب الرؤية بوضوح في الليل أو في ظروف الإضاءة المنخفضة.

ويمكن أن تكون الحالة غير مريحة وتجعل الشخص يشعر وكأنه لا يستطيع الرؤية في الظلام. كما يمكن أن يكون هذا مزعجاً بشكل خاص لأنشطة مثل القيادة في الليل.

التهابات القرنية أو التعرُّض للضوء الشديد قد تسبب العمى المؤقت - iStock
التهابات القرنية أو التعرُّض للضوء الشديد قد تسبب العمى المؤقت – iStock

صدمة الرأس والارتجاج

يمكن أن تسبب ارتجاجات وإصابات الرأس الأخرى عمى جزئياً أو كاملاً مؤقتاً (أو حتى دائما). وتعتمد شدتها على جزء الرأس المصاب ومدى خطورة الصدمة. قد تسبب إصابة الرأس أعراضاً بصرية أخرى، وفقاً لموقع Healthline للصحة، مثل:

  1. رؤية مشوشة.
  2. رؤية مزدوجة.
  3. صعوبة تحريك العيون.
  4. الدوار.
  5. الحساسية للضوء.
  6. الصداع.
  7. ألم في العين.

من الأفضل مراجعة الطبيب بعد أي إصابة في الرأس. يجب عليك أيضاً الاتصال بإخصائي العيون على الفور.

هذا ضروري بشكل خاص إذا كنت تعاني من أي مشاكل في الرؤية بعد صدمة الرأس.

هبوط ضغط الدم الانتصابي

في بعض الأحيان، قد يؤدي الوقوف بسرعة كبيرة فجأة إلى الشعور "باندفاع الدم في الرأس". وقد تشعر خلاله كما لو أنك تفقد الوعي أو تفقد حاسة البصر، أو قد تشعر بدوار شديد، بحسب موقع WebMD.

هذا يسمى انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وهو يحدث عندما ينخفض ​​ضغط الدم فجأة بعد الوقوف أو تغيير وضعية الجسم بسرعة مفاجئة.

ويعتبر انخفاض ضغط الدم الانتصابي جزءاً من فئة العمى المؤقت وفقدان الرؤية التي تسمى التعتيم المؤقت للرؤية (TOV) ، والتي تستمر لعدة ثوانٍ فقط. إذا كنت تعاني من هذا بشكل متكرر، استشر طبيبك بشكل ضروري فقد تعاني من ضعف الدورة الدموية أو نقص في بعض العناصر المهمة في الجسم.

خطوات الوقاية والعلاج

لا يمكن دائماً الوقاية من العمى المؤقت لأنه يحدث غالباً بشكل غير متوقع بسبب الظروف الأساسية السالف ذكرها. ولكن هناك أشياء معينة يمكنك القيام بها لحماية رؤيتك من المشكلات.

وبحسب موقع All About Vision، ضع في اعتبارك الإرشادات التالية:

  • احصل على فحص شامل للعين مرة كل عام. حدد موعداً للاختبار على الفور إذا كنت تعاني من مشاكل في الرؤية غير مبررة أو غير متوقعة أو مفاجئة.
  • ارتدِ حماية 100% من الأشعة فوق البنفسجية لحماية عينيك من أشعة الشمس الضارة التي يمكن أن تسبب ضرراً لعينيك على المدى القصير والبعيد.
  • ضع في اعتبارك تحديد وقت الشاشة عند استخدام الشاشات الرقمية ذات الضوء الأزرق. ويمكنك أيضاً التفكير في الحصول على نظارات الضوء الأزرق الواقية.
  • لا تقف بسرعة كبيرة بشكل مفاجئ بعد وضعية الجلوس أو الاستلقاء.
  • تجنب النظر مباشرة إلى الشمس ، وتوخى الحذر عند مراقبة كسوف الشمس.
  • إذا كانت لديك مشكلة صحية يمكن أن تؤثر على عينيك – مثل ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم أو التصلب المتعدد – فعليك الالتزام الصارم بأي نصيحة يقدمها طبيبك.
  • لا تتردد أبدًا في الاتصال بطبيب العيون إذا كنت تعاني من مشاكل في الرؤية – كبيرة كانت أم صغيرة.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد