بعد الضجة التي أثيرت عالمياً حول أول عملية زرع قلب من خنزير في جسم إنسان، احتل ديفيد بينيت، الذي يعيش في ولاية ماريلاند، عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع بعد خضوعه للعملية التي سيكون لها آثار عميقة في عالم الطب، إذ اتضح أنَّ المريض الأمريكي هو مجرم عنيف تسبب في إصابة رجل بالشلل بعد طعنه سبع مرات.
صحيفة The Times البريطانية كشفت النقاب عن أنَّ بينيت أمضى عدة سنوات في السجن بعد إدانته في عام 1988 بطعن إدوارد شوميكر. وأمضى الضحية 19 عاماً على كرسي متحرك، وأصيب بجلطة عام 2005 وتوفي بعد ذلك بعامين عن عمر يناهز الأربعين، وفقاً لصحيفة The Washington Post. وقالت عائلته إنَّ القلب كان يجب أن يذهب إلى "مُستَقبِل يستحق".
يُقَال إنَّ بينيت هاجم شوميكر بعد أن شاهده وهو يتحدث مع زوجته في حانة. وقالت الصحيفة إنه أُلقِي القبض عليه بعد مطاردة بالسيارات ووُجهَت إليه تهمة الاعتداء بنية القتل. لكن القضاء برأه من هذه التهمة الأخطر وأدانه بالضرب وحمل سلاح مخفي، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات. وقضى بينيت نحو 5 سنوات في السجن.
وأثار انتشار أخبار الماضي الإجرامي لبينيت نقاشاً حول أخلاقيات من يتلقى الإجراءات المنقذة للحياة. وينتظر أكثر من 106000 أمريكي عملية زرع أعضاء ويموت 17 شخصاً كل يوم دون تلقي ما يحتاجون إليه، وفقاً لإدارة الموارد والخدمات الصحية.
وأعلنت كلية الطب بجامعة ميريلاند، الإثنين الماضي، نجاح جراحين أمريكيين في زرع قلب خنزير معدل وراثياً في مريض بشري، في أول عمليّة من نوعها، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إذ قالت الكلية في بيان إن الجراحة أجريت الجمعة، وأثبتت لأول مرة أن قلب حيوان يمكن أن يعيش في جسم الإنسان، دون رفض فوري.
كان المريض ديفيد بينيت (57 عاماً) قد اعتُبر غير مؤهّل لعملية زرع قلب بشري. ويخضع المريض المقيم في ميريلاند لعناية طبية مركّزة لتحديد كيفية أداء القلب المزروع كما قال بينيت عشيّة العمليّة: "إمّا أن أموت أو أن أجري عملية زرع قلب خنزير هذه. أريد أن أعيش… إنّها خياري الأخير".
بينما منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريحاً طارئاً لإجراء عملية زرع قلب خنزير ليلة رأس السنة، كخطوة أخيرة لمريض لم يكن مؤهلاً لعملية الزرع التقليدية.
فيما قال الجرّاح بارتلي جريفيث الذي أجرى العملية إنّ "هذه عملية جراحية رائدة وتُقرّبنا خطوة من حلّ أزمة نقص الأعضاء".
كما أضاف الجراح الأمريكي قائلاً: "نتقدّم بحذر، لكنّنا متفائلون أيضاً بأنّ هذه الجراحة الأولى (زرع قلب خنزير لإنسان) في العالم ستوفّر خياراً جديداً مهمّاً للمرضى في المستقبل".