قالت خطوط الطيران الوطنية الأسترالية (كانتاس)، إن الطيارين الذين توقفوا عن العمل لفترات طويلة، نتيجة القيود المفروضة على السفر الجوي، بدأوا يرتكبون أخطاءً أساسية مثل محاولة الإقلاع دون إغلاق المكابح، والخلط بين قراءات الارتفاع والسرعة.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الخميس 6 يناير/كانون الثاني 2021، فإن "كانتاس"، المصنفة باعتبارها أكثر الخطوط الجوية أماناً في العالم، أكدت أن بعض الطيارين الذين عادوا لمهام الطيران بعد شهورٍ من الإجازة الإجبارية غير مدفوعة الأجر، قد احتاجوا إعادة تدريب، لأنهم نسوا طريقة تنفيذ الإجراءات الروتينية.
تراجع قدراتهم الإدراكية
فقد تم الكشف عن تلك المشكلات في مذكرةٍ داخلية نشرتها صحيفة Sydney Morning Herald الأسترالية، التي سلطت الضوء على التحديات التي تُواجه شركات الطيران بالتزامن مع عودة الطيارين للجو بعد توقفهم عن العمل بسبب الجائحة.
في المذكرة، قال رؤساء عمليات أسطول "كانتاس"، إن الاضطرابات التي ضربت مجال السفر الجوي على مدار عامين بسبب الجائحة، قد "خلقت وضعاً فقد خلاله الطيارون الخبراء حداثتهم، وبدأوا يُعانون من تراجع قدرتهم الإدراكية لاحقاً".
في حين أشار تلخيصٌ لتقارير الاتجاهات الناشئة إلى عدة أخطاء كانت تحدث والطائرة ماتزال على الأرض، مثل "البدء في الإقلاع ومكابح الوقوف مفتوحة" و"الخطأ في قراءة الارتفاع على أنّه السرعة الجوية".
كما أشار كذلك إلى "تهديدات" مثل ترك مفاتيح داخل لوحات قمرة القيادة في وضعيةٍ خاطئة، ومراجعة الطاقم أحد الأحداث التي وقعت "دون أن يدركوا أن حمولتهم كانت زائدة أو أنهم فقدوا وعيهم بالموقف".
في حاجة لمزيد من التدريب
إلى جانب ذلك، تحدثت المذكرة عن "أحداث تفتيش خارجي"، في إشارةٍ على ما يبدو إلى واقعةٍ في يونيو/حزيران الماضي، حين عجز طيارو "بوينغ 787" عن سحب عجلات الهبوط، بسبب عدم إزالة مشابك الأمان عن العجلات قبل إقلاع الطائرة من سيدني.
كما أضافت المذكرة: "مع تراجع معدلات الطيران عبر الشبكة، رصدنا تأثيراً لذلك على تركيز أطقم الطيران وإلمامهم بالعملية ككل. وأصبحت العناصر الروتينية، التي كانت تتم بأقل مجهود، تستهلك الآن وقتاً أكبر وتُشتت الانتباه بعيداً عن التحليق بالطائرة".
بينما يُراقب فريق عمليات الطيران بالشركة هذه الاتجاهات، ويبحث عن الأحداث المتكررة أو الممنهجة.
كذلك، تضمنت المشكلات التي طرأت والطائرة في الهواء "أخطاء في ضبط الأزرار قبل الرحلة؛ مما أدّى إلى مشكلات أكبر في أثناء الرحلة". وسلطت المذكرة الضوء كذلك على وقائع شهدت "اتباع نهجٍ غير مستقر بصورةٍ مستمرة".
بينما قال ميك كوين، الرئيس السابق للسلامة في "طيران الإمارات" والمدير السابق لتحقيقات السلامة الجوية في "كانتاس"، للصحيفة الأسترالية، إن عملية إعادة الطيارين إلى قمرة القيادة كانت عمليةً صعبة.
حيث أوضح: "تأتي الطريقة الوحيدة لإعادتهم، عن طريق التدريب، ثم التدريب، ثم التدريب، وقضاء وقت في محاكاة الطيران، ويعتمد الأمر كذلك على الالتزام المطلق بالعملية (داخل قمرة القيادة) حتى يرقى الجميع إلى مستوى الجودة المطلوب".
وأردف أن شركات الطيران حول العالم تُواجه مشكلات مماثلة، لكنه أكّد وجود وسائل أمان قوية داخل الطائرات الحديثة.
في حين قالت متحدثةٌ باسم "كانتاس": "لقد أدركنا منذ وقتٍ مبكر للغاية، أننا بحاجة للنظر من زاويةٍ مختلفة إلى برامج حداثة، وسريان، وإعادة تعريف الطيارين. ولهذا صممنا ونقَّحنا برنامج عودة إلى العمل يُناسب التحديات غير المسبوقة التي تُواجه صناعتنا. فالسلامة هي أولويتنا الأولى، وجميع البيانات تُشير إلى أن طيارينا عائدون بالمهارات والثقة الكافية لتأدية وظيفتهم بأمان".