مع اقتراب العام الجديد، قد تتوقع الحشود في جميع أنحاء العالم سماع دوي في السماء لكن جاذبية الألعاب النارية قد تتلاشى مع الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار في العروض الضوئية.
أحد الأمثلة البارزة كان حفل افتتاح أولمبياد طوكيو هذا العام، في حين أنَّ حدث Over the Top NYE في برج ريونيون في دالاس هو من بين أولئك الذين يخططون للجمع بين الألعاب النارية والطائرات بدون طيار لاستقبال 2022 وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وقالت أولي هاويت، المنسق الإبداعي في شركة SkyMagic، التي استخدمت أسطولاً مكوناً من 300 طائرة بدون طيار لتنظيم عرض لرئيس بلدية لندن للاحتفال بالعام الجديد في العام الماضي، إنَّ الطلب قد زاد كثيراً على هذه الطائرات، وقد ساعد الوباء في تسريع هذا الارتفاع. وأضافت أنَّ الطائرات بدون طيار أصبحت قادرة أكثر على الطيران بكثافة أكبر ولمدة أطول.
وتابعت: "نعتقد أنه سيكون شيئاً يتطور باستمرار، وليس نوعاً من الموضة قصيرة العمر التي أصبح الناس مهتمين بها فجأة". وأشارت أولي إلى أنَّ هناك فوائد للطائرات بدون طيار: "هي لا تصدر انبعاثات، وقابلة لإعادة الاستخدام، وليس هناك أية تداعيات أو أي حطام أو هذا النوع من الأشياء. ومن هذا المنطلق، فهي خيار جيد جداً ومستدام".
لكن لا يتفق الجميع مع هذا الرأي؛ إذ قال متحدث باسم جمعية الألعاب النارية البريطانية إنَّ الطائرات بدون طيار يمكن أن تسبب أيضاً مشكلات بيئية، وأضاف المتحدث: "تشير الاقتراحات إلى أنَّ الطائرات بدون طيار لها تأثير أقل على البيئة، لكن لدينا مخاوف كبيرة بشأن الطلب على الكهرباء واستخدام بطاريات الليثيوم التي من المعروف أنها ليست صديقة للبيئة".
وتابع: "لقد ثبت أنَّ تأثير استخدام الألعاب النارية على البيئة طفيف وقصير جداً، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك تلوث من سيارتين تقودان إلى حدث ما أكثر مما تسببه الألعاب النارية في الحدث".
فيما قال متحدث باسم "الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات" إنَّ الطائرات بدون طيار كانت فكرة محتملة لمحاولة تقليل تأثير العروض بالألعاب النارية على الحيوانات، إلا أنَّ هناك جوانب سلبية لها، وأوضح: "لا تخلو الطائرات بدون طيار من مشكلاتها السلبية مثل فزع الخيول والماشية أو الاصطدام بالطيور، ويمكن أن تسبب إزعاجاً للحيوانات وأفراد الجمهور؛ لذلك من المهم أن تؤخذ آثارها في الاعتبار بالكامل والتدابير المتخذة لتقليل فرصة وقوع الحوادث".
وهناك مشكلات لوجيستية تتعلق بعروض الإضاءة بالطائرات بدون طيار، والمعروفة باسم "أسراب الطائرات بدون طيار"، التي تحتاج إلى الحصول على موافقة سلامة محددة من هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة.
ويقترح البعض أنَّ استخدام الألعاب النارية أو الطائرات بدون طيار لا يستبعد أحدهما الآخر. وتخلق فرقعة ودوي الألعاب النارية إحساساً صوتياً يصعب استبداله.
وتقول أولي هاويت: "وجدنا الألعاب النارية تعمل جيداً حقاً جنباً إلى جنب مع الطائرات بدون طيار، لكننا لا نرى أنَّ أحدهما قد يحل محل الآخر على الإطلاق. نشعر كما لو كانت مجرد أداة أخرى متاحة لكيفية تحريك السماء نوعاً ما، وما تريد فعله بالعرض الذي تقدمه"، مشيرة إلى أنَّ الألعاب النارية تعطي صوتاً مؤثراً عالياً، وعرضاً ضخماً، بينما تتيح الطائرات بدون طيار الفرصة لرواية القصص في السماء باستخدام سلسلة من الصور.