قال فريق من العلماء إنَّ دراسة أجروها، أظهرت أن الاتصال بالطبيعة في المدن يقلل بدرجة كبيرة من الشعور بالوحدة، مشيرين إلى أن للأخيرة آثاراً سلبية كبيرة وأنها قد تؤدي إلى نهاية حياة الشخص.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لتقييم كيفية تأثير البيئة على الشعور بالوحدة.
تُظهِر الأبحاث أنَّ الوحدة تمثل مصدر قلق كبيراً للصحة العامة، ويمكن أن تزيد من خطر وفاة الشخص بنسبة 45%، أي أكثر من تلوث الهواء أو السمنة أو إدمان الكحول.
وجد البحث أنَّ الشعور بزحام المدن زاد من الشعور بالوحدة بمعدل 39%، لكن عندما تمكن الناس من رؤية الأشجار أو السماء أو سماع الطيور، انخفضت مشاعر الوحدة بنسبة 28%.
كذلك أدت مشاعر الاندماج الاجتماعي أيضاً إلى خفض الشعور بالوحدة بنسبة 21%، وعندما تزامنت هذه المشاعر مع التواصل مع الطبيعة، تعزز التأثير المفيد بنسبة 18% أخرى.
تقول الصحيفة البريطانية، إنه من المعروف أنَّ قضاء الوقت في الطبيعة يعزز الرفاهية، إذ تشير التقديرات إلى أنَّ المشي في الغابات يوفر على المملكة المتحدة ما لا يقل عن 185 مليون جنيه إسترليني سنوياً من تكاليف الصحة العقلية.
الباحثون أوضحوا أن الأماكن الطبيعية في المدن يمكن أن تقلل من الشعور بالوحدة من خلال تعزيز مشاعر الارتباط بمكان ما، أو من خلال توفير المزيد من الفرص للتواصل الاجتماعي.
تحدّت الدراسة النظرة التقليدية للمدن بأنها أماكن تضر دائماً بالصحة العقلية والشعور بالوحدة، وفقاً للبروفيسور أندريا ميتشيلي، وهو جزء من فريق البحث، وأضاف: "يمكن أن تكون هناك جوانب يمكنها في الواقع تقليل الشعور بالوحدة".
جمع البحث، الذي نُشِر في دورية Scientific Reports، بيانات من مواطنين حضريين من جميع أنحاء العالم باستخدام تطبيق Urban Mind للأبحاث.
طُلِب من الأشخاص ثلاث مرات عشوائية يومياً لمدة أسبوعين، خلال ساعات الاستيقاظ، الإجابة عن أسئلة بسيطة حول الوحدة والاكتظاظ والاندماج الاجتماعي والتواصل مع الطبيعة.
قدَّم أكثر من 750 شخصاً 16600 من هذه التقييمات، التي تضمنت أسئلة مثل: "هل تشعر بالترحيب بين [الأشخاص من حولك]؟ وهل يمكنك رؤية الأشجار الآن؟".
كريستوفر جيدلو، أستاذ البحوث الصحية التطبيقية في جامعة ستافوردشاير في المملكة المتحدة، والذي لم يشارك في البحث، قال إنه "من المعروف منذ فترة طويلة أنَّ الوصول إلى البيئات الطبيعية يمكن أن يعزز التفاعلات الاجتماعية والترابط".
أضاف جيدلو أن هذه الدراسة "تضيف مزيداً من الأهمية إلى الأدلة الموجودة على تقاربنا بالبيئات الطبيعية والفوائد المحتملة للرفاهية الاجتماعية".