الصيف ليس المسؤول وحده عن أزمة المناخ.. علماء: فصل الشتاء الدافئ مسؤول عن كثير من الدمار في الكوكب

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/18 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/18 الساعة 16:37 بتوقيت غرينتش
إعصار نادر في التشيك، صورة تعبيرية - رويترز

رغم أن الإنسان العادي قد يربط أزمة المناخ بفصول الصيف الحارقة وما يصاحبها من حالات جفاف وحرائق غابات وأعاصير وموجات حرارة، فإن علماء يؤكدون أن فصول الشتاء الدافئة قد تنتج عنها أيضاً ظواهر مناخية كارثية، وتغيرات كبيرة في الزراعة وأنماط الطقس، وزيادة احتمالية وقوع ظواهر عنيفة، مثل مجموعة الأعاصير التي عاثت دماراً في وسط غربي أمريكا وجنوبها قبل أسبوعين.

حسبما جاء في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، السبت 18 ديسمبر/كانون الأول 2021، فإنه حين يسقط المطر على شكل ثلوج، يدوم فترة أطول، وينتج عنه جريان ماء سطحي يستمر لفصل الربيع، وغالباً ما يوصف بأنه بنك المياه المستقبلية للأماكن التي تشهد شحاً في المياه، ولكن حين يسقط المطر في شكل مياه، فإنها تبدأ في الجريان سريعاً. 

كيف يؤثر الشتاء على الصيف؟

دانييل سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والذي يدرس كيف تتغير الظواهر المتطرفة على كوكب الأرض الذي ترتفع درجة حرارته، يقول: "الاحترار الشتوي يؤثر على تجمد الأشياء- أو عدم تجمدها- وهو مهم من الناحية البيئية لتراكم كتل الثلج وإمدادات المياه". 

نوبات الدفء في الشتاء قد تؤدي إلى موجات حرارة شديدة في أواخر فصول الصيف.

من جهته، يقول كاي كورنهوبر، باحث ما بعد الدكتوراه في معهد الأرض بجامعة كولومبيا، إن الدفء الذي يأتي في غير موسمه قد يؤدي إلى ذوبان الثلوج مبكراً ونمو الغطاء النباتي، الذي يقلل من رطوبة التربة ويزيد من احتمالية حدوث موجات حر شديد تستمر طوال فصل الصيف.

فصول الشتاء الدافئة قد تؤثر أيضاً على الزراعة، حيث تتطلب بعض المحاصيل درجات حرارة باردة لتحقيق النتائج المثلى. 

قد يدمر المحاصيل

درجات الحرارة الباردة التي تحتاجها العديد من محاصيل الفواكه قد تقل بنسبة 60% في الوادي الأوسط بكاليفورنيا بحلول عام 2100، ويقول الباحثون إن التفاح والكرز والكمثرى، وهي محاصيل تتطلب أطول فترة من الطقس البارد، ربما تكون الأكثر تضرراً.

كذلك، الحرارة في أواخر الشتاء قد تدمر المحاصيل، إذ تحصل على إشارة بيولوجية لتزهر، ثم يفاجئها الصقيع ليقضي عليها بعد فترة وجيزة من إزهارها. 

يقول سوين: "الكميات المحدودة نسبياً من الاحتباس الحراري قد تكون لها تأثيرات كبيرة في أماكن معينة وخلال أوقات معينة من العام".

ثمة دلائل تشير إلى أنّ تغير المناخ هو أساس بعض الظواهر الغريبة مثل موجة البرد التي تسببت في إصابة تكساس بموجة جليد قطبي في فبراير/شباط الماضي، نتج عنها مقتل مئات الأشخاص  وأضرار بمليارات الدولارات. فقد انقسمت دوامة قطبية ضعيفة وجلبت دفقة كبيرة من الهواء البارد إلى جنوب الولايات المتحدة، وهذه الدوامة أقل استقراراً مما كانت عليه في الماضي.

يقول كورنهوبر إن الاحترار الشتوي طريقة أخرى للقول إن موسم الصيف يطول أكثر فأكثر، في حين أن فصلي الربيع والخريف الانتقاليين يقلصان ما اعتدنا أنه فصل الشتاء. ويقول: "في ظل ارتفاع درجات الحرارة، لن تشهد المناطق المناخية المعتدلة فصل الشتاء بالطريقة التي نعرفها بعد الآن".

تحميل المزيد