الانقلاب الشتوي، أو الانقلاب الشمسي لشهر ديسمبر/كانون الأول، هو النقطة التي يكون فيها مسار الشمس في أقصى الجنوب. في الانقلاب الشتوي، تظهر الشمس لأقصر مدة في السماء؛ مما يؤدي إلى أقصر نهار بالسنة، ومن ثم أطول ليلة.
غالباً ما يحدث هذا الأمر في الـ21 أو الـ22 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وفي الـ20 أو الـ21 من يونيو/حزيران بالنصف الجنوبي منها، حسب موقع Space.
أدرك الناس في جميع أنحاء العالم هذا الحدث الفلكي المهم، واحتفلوا بـ"عودة" الشمس بعدة طرق مختلفة. كما أثرت تقاليد الانقلاب الشتوي القديمة في الأعياد التي تحتفل بها بعض الحضارات حتى يومنا هذا.
مهرجان سويال لدى سكان أمريكا الأصليين
مهرجان سويال هو الاحتفال بالانقلاب الشتوي لهنود الهوبي في شمال ولاية أريزونا. تشمل الاحتفالات والطقوس تطهير الروح والرقص وأحياناً تقديم الهدايا. ترحب هوبي بما يُسمى الكاتشيناس، أي الأرواح الواقية من الجبال. كما تصنع عِصي الصلاة وتُستخدم لبركات مختلفة وطقوس أخرى، حسب موقع موسوعة Britannica.
مهرجان يالدا لدى الفرس
بدأ المهرجان الفارسي يلدا أو شاب يلدا في العصور القديمة ببلاد فارس؛ احتفالاً بالانقلاب الشتوي.
يصادف اليومَ الأخير من شهر عازار الفارسي، ويُنظر إليه على أنه انتصار الضوء على الظلام، وعيد ميلاد إله الشمس ميثرا، علماً أن يلدا كلمة سريانية تعني "الولادة"، حسب موقع Iran Chamber.
اعتمد الفرس عيد التجديد السنوي الخاص بهم من البابليين ودمجوه في طقوس ديانتهم الزرادشتية.
وحالياً، تحتفل العائلات جنباً إلى جنب مع الأطعمة الخاصة مثل المكسرات والرمان، ويبقى البعض مستيقظاً طوال الليل؛ للترحيب بشمس الصباح.
مهرجان ساتورناليا لدى الرومان
ربما يكون مهرجان Saturnalia أو ساتورناليا الروماني القديم هو الأكثر ارتباطاً بالاحتفال الحديث بعيد الميلاد.
حدث هذا المهرجان في وقت قريب من الانقلاب الشتوي واحتفل بنهاية موسم الزراعة. كانت هناك ألعاب واحتفالات تخللها ارتداء أقنعة وجه وتقديم الهدايا لعدة أيام.
كما انقلب النظام الاجتماعي في ذلك، بحيث لا يعمل العبيد، وكانوا يعامَلون لفترة وجيزة، على أنهم متساوون ويصدرون بدورهم الأوامر لسادتهم، حسب موقع History.
تم استبدال المهرجان تدريجياً بعيد الميلاد في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، ولكن العديد من عاداته بقيت كتقاليد عيد الميلاد.
يوم سانت أو القديسة لوسيا
يوم سانت لوسيا هو مهرجان للأضواء، يتم الاحتفال به في الدول الاسكندنافية في وقت قريب من الانقلاب الشتوي.
على الرغم من أنه من المفترض الآن تكريم سانت لوسيا، الشهيدة المسيحية، فقد تم دمجها مع تقاليد الانقلاب الشمسي الاسكندنافية السابقة، مثل إشعال الحرائق لدرء الأرواح خلال أطول ليلة.
ترتدي الفتيات، وعادةً الابنة الكبرى في المنزل، عباءات بيضاء مع وشاح أحمر وأكاليل من الشموع على رؤوسهن تكريماً للقديسة لوسيا.
يمثل المهرجان بداية موسم عيد الميلاد في الدول الاسكندنافية، ويهدف إلى جلب الأمل والنور خلال أحلك أوقات السنة. وتحتفل العائلات بتقديم القهوة والمخبوزات مثل خبز الزعفران (lussekatter) وبسكويت الزنجبيل، إلى أفراد الأسرة الآخرين، كما يتم تقديم هذه الأطعمة التقليدية للزوار خلال النهار.
مهرجان دونغ زي في الصين
يعتبر مهرجان Dong Zhi أو دونغ زي، أي "وصول الشتاء"، مهرجاناً مهماً في الصين.
تلتقي العائلة معاً في هذا اليوم وتحتفل بالعام الغابر. واستناداً إلى التقويم السماوي الصيني التقليدي، تقع العطلة عموماً بين 21 و23 ديسمبر/كانون الأول.
ويُعتقد أنه بدأ كمهرجان نهاية موسم الحصاد، مع عودة العمال من الحقول والاستمتاع بثمار عملهم مع أسرهم.
يتم الاستمتاع حالياً بأطباق معينة خاصة مثل تانغ يوان (كُرات الأرز اللزج).