لجأ شاب يبحث عن عمل إلى عرض مواهبه وشخصيته بطريقة أكثر جرأة وإبداعاً، حيث نصب لوحة عرض متنقلة أمام محطة مترو كناري وارف بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك في ظل عجزه عن العثور على وظيفة منذ بداية جائحة كورونا، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
حيث وصل الشاب حيدر مالك (24 عاماً)، الذي درس العلوم المالية والمصرفية في جامعة ميدلسكس بلندن وتخرج فيها بمرتبة الشرف الأولى، إلى محطة مترو الأنفاق الشهيرة في تمام الساعة الـ6.45 صباحاً؛ لتوزيع نسخ من سيرته الذاتية على أرباب العمل المحتملين، والحديث مع المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى.
فيما جاء مالك، الذي يقطن حي سفن كينغز بمدينة إلفورد بمقاطعة إسيكس البريطانية، حاملاً لوحة عرض مطبوعة عليها رموز QR تُمكِّن المهتمين من الوصول إلى صفحته على موقع التواصل "لينكد-إن"، أو تحميل ملفه. وبحلول الساعة الـ9:30 صباحاً، كان قد وزَّع جميع النسخ المطبوعة من سيرته الذاتية، وبعد ساعة أُجريت معه أول مقابلة عمل.
قصة هذا الشاب نُشرت دون علمه، على "لينكد-إن"، وبعدها انتشرت على نطاق واسع.
من جهته، قال مالك: "في اليوم نفسه تغيرت حياتي، لأنني حين عدت لأستقلَّ سيارتي وأعود إلى المنزل بعد مقابلتي، راجعت هاتفي ووجدت نحو عشر مكالمات فائتة من أرقام مختلفة كثيرة".
أضاف مالك: "في الأيام الثلاثة الأولى كان هاتفي يرن بلا توقف، وصفحتي على موقع (لينكد-إن) كانت مزدحمة كثيراً لدرجة أنني طلبت من عائلتي المساعدة في الرد على الرسائل المباشرة والتواصل مع الناس".
في حين وصف ما حدث بأنه يشبه "ما تراه في الأفلام"، مردفاً: "الآن أرى أرباب عمل يردون على طلبات قدمتها قبل ستة أو سبعة أشهر".
كما تابع: "بفضل اهتمام وسائل الإعلام، بدأوا يبعثون لي بأسباب عدم قبولي في هذه الوظائف، ولو لم يحدث ما حدث، لما أجابوني".
مالك أردف: "نظراً إلى أن كثيراً من فعاليات الوظائف أصبحت الآن عبر الإنترنت، ينتهي بك المطاف إلى التحدث مع مئات الأشخاص ويختفي التفاعل الحقيقي بين البشر، فلا تلتقي أحداً، ولا تعرف كيف تقدِّم نفسك. والجائحة أدت إلى عقبات كثيرة في التواصل. لذلك أردت أن أُخرج نفسي من منطقة الراحة".
فضلاً عن العروض العديدة التي تلقاها خلال الأيام القليلة التالية، اتصلت به الشركة التي أجرت معه تلك المقابلة الأولى في أثناء وقوفه أمام محطة المترو، مرة أخرى بعد ثلاثة أيام، وعرضت عليه وظيفة مساعد أمين خزنة في شركة Canary Wharf Group، وقبلها بكل سرور.