في الوقت الذي كان ينتظر الأمريكيون أن تحصل طفرة في المواليد بسبب الإغلاق الذي فرضته أزمة فيروس كورونا، كشف استطلاع رأي أن معدل المواليد في أمريكا سيستمر في الانخفاض، في الوقت الذي تخرج فيه البلاد من الجائحة.
صحيفة The Times البريطانية قالت الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن معدلات الخصوبة انخفضت إلى مستوى قياسي عام 2019، على أنه كان يُعتقد أن يؤدي الإغلاق الذي دام لأشهر إلى طفرة في المواليد.
لكن ما حدث أن معدل المواليد انخفض بنسبة 4% العام الماضي، وفقاً لبيانات أوّلية. وشهد شهر ديسمبر/كانون الأول، الشهر الذي كان ليولد فيه الأطفال بعد الحمل بهم أثناء الجائحة، انخفاضاً بنسبة 8%.
تراجع معدل المواليد مستمر
أظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث أن هذا التراجع سيستمر؛ إذ وجد أن 44% من الأمريكيين الذين ليس لديهم أطفال وتتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً لا يتوقعون أن يصبحوا آباء، ارتفاعاً من 37% في استطلاع مماثل أُجري عام 2018.
هذه المرة، قال أكثر من نصفهم إنهم ببساطة لا يرغبون في الإنجاب؛ إذ قال 60% ممن تقل أعمارهم عن 40 عاماً إن هذا هو سبب عدم توقعهم أن يصبحوا آباء.
كما أشار ما يقرب من الخُمس إلى مشكلات طبية، وقال 17% إنهم لن ينجبوا أطفالاً لأسباب مادية. وقال حوالي 15% إنه ليس لديهم شريك، وأشار واحد من كل عشرة إلى أن سنّه أو سن شريكه هو السبب. وأشار حوالي 5% إلى أن مخاوفهم البيئية هي سبب امتناعهم عن الإنجاب.
فيما تشير التوقعات المستندة إلى بيانات التعداد السكاني لعام 2018 إلى أن القوقازيين سيصبحون أقلية في أمريكا بحلول عام 2045.
التكاليف المادية للإنجاب
وجد الاستطلاع الذي شمل 3866 أمريكياً، والذي أُجري في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، ارتفاعاً في مخاوف التكاليف المادية لإنجاب الأطفال بين الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً؛ إذ قال ربع هذه الفئة العمرية إنه يُستبعد أن ينجبوا لأسباب مالية.
انخفض معدل الخصوبة في الولايات المتحدة بدرجة شبه ثابتة منذ طفرة المواليد في فترة ما بعد الحرب في خمسينيات القرن الماضي؛ حيث انتشر استخدام موانع الحمل والزواج في عمر متقدم.
كان الانخفاض في معدل المواليد عام 2019 هو الأكبر منذ عام 1973، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وكان أحد العوامل وراء ذلك انخفاض عدد الأمهات في سن المراهقة؛ إذ انخفض معدل المواليد بين المراهقين بنسبة 50% في الفترة 2009-19، وفقاً لمركز بيو.
انخفاض المواليد بين المهاجرين
معدلات المواليد بين الأمهات المهاجرات آخذة في الانخفاض أيضاً، رغم أن الأمهات المولودات في الخارج ما زلن يمثلن نسبة كبيرة من المواليد، وفقاً لمجموعة البحث.
غير أن السمات العرقية لهؤلاء الأمهات تغيرت في السنوات الأخيرة، بالتزامن مع تغير عرق المهاجرين، حيث فاقت أعداد المهاجرين القادمين من آسيا أعدادهم من أمريكا اللاتينية.
غالباً ما يرتبط انخفاض معدل المواليد بزيادة التحصيل التعليمي، لكن الفجوة بين الأمهات الحاصلات على شهادة جامعية وبين من لم يحصلن عليها تقلصت في السنوات الأخيرة.
فعام 1994، كانت 65% من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 40 و44 عاماً وحاصلات على درجة دكتوراه أو درجة مهنية أمهات، وفقاً لمركز بيو، في حين أصبحت 88% من النساء ممن لم يواصلن تعليمهن بعد المدرسة من الفئة العمرية نفسها أمهات.
أصبحت النسبة نفسها تقريباً ممن لا يحملن شهادة جامعية أمهات وفقاً لبيانات جُمعت عام 2014، لكن نسبة الأمهات الحاصلات على درجة الدكتوراه أو درجة مهنية ارتفعت إلى 80%.