تسبب فيلم وثائقي جديد تستعد هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" البريطانية لعرضه في غضب داخل القصر الملكي البريطاني، خاصة أنه يتطرق للخلاف بين الأميرين ويليام وهاري، ومزاعم بشأن مهاجمة الأمير ويليام لأخيه الأمير هاري.
صحيفة The Daily Mail البريطانية قالت الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن مساعدين للأمير ويليام، نفوا نفياً صارماً الأخبار التي انتشرت عن مهاجمة الأمير لأخيه الأمير هاري خلال الأزمة المرتبطة بإعلان دوق ساسكس وزوجته تنازلهما عن دورهما في العائلة الملكية، أو ما يُعرف بأزمة "ميغزيت" Megxit.
مع اقتراب الموعد المقرر لبث الوثائقي الذي يتناول علاقة الأخوين المضطربة بوسائل الإعلام، أنكر المطلعون على شؤون العائلة الملكية أن يكون ويليام وهاري قد انخرطا في حرب إعلامية.
القصر الملكي البريطاني غاضب
بحسب ما ورد، فقد حشدت الملكة إليزابيث والأمير تشارلز والأمير ويليام قواهم لتقديم شكوى إلى BBC، والتهديد بمقاطعة المشروعات المستقبلية معها إذا لم يُمنح القصر حقَّ الرد على الادعاءات التي يرى أنها مسيئة له في الوثائقي.
يسلِّط الفيلم الوثائقي The Princes And The Press، الذي تبثه قناة BBC2 الليلة، الضوءَ على تغطية الصحافة البريطانية لأخبار الأخوين، لا سيما الأخبار الخاصة بعلاقة هاري بزوجته ميغان وقرار الزوجين التنحي عن واجباتهما الملكية والانتقال إلى الولايات المتحدة.
قالت المصادر لصحيفة The Daily Mail إن الفيلم الوثائقي المكون من جزأين لم يُعرض على رجال البلاط، وإنهم يعتقدون أنه سيتناول الادعاءات التي تبادلها ويليام وهاري- أو مستشاريهما- ضد بعضهما.
كما وصف مصدر ملكي رفيع الفيلمَ الوثائقي بأنه "ثرثرة فارغة" وأخبر الصحيفة أن الضجة المثارة حول الوثائقي "أثارت استياء" الملكة.
نقلت الصحيفة البريطانية عن مطلعين على الشؤون الملكية قولهم إن المسؤولين في قصر باكنغهام وقصر كنسينغتون وقصر كلارنس هاوس اشتد غضبهم لعدم منحهم الفرصة لمشاهدة الفيلم قبل عرضه أو الرد على أي ادعاءات يستنكرونها.
حرب إعلامية بين الأميرين ويليام وهاري
سرعان ما نفت المصادر نفياً تاماً أي إشارة إلى أن المساعدين الملكيين العاملين لدى ويليام وهاري انخرطوا في حرب إعلامية تعمد فيها كل طرف مهاجمة الآخر خلال أزمة تنحي الأمير هاري وزوجته عن دورهما في العائلة الملكية.
كما قالت المصادر إن العكس هو الصحيح في واقع الأمر، وإن كبار المساعدين الملكيين رفضوا مراراً الانجرار إلى حرب كلامية علنية، حتى بعد المقابلة المثيرة للجدل لدوق ودوقة ساسكس مع مقدمة البرامج التلفزيونية الأمريكية أوبرا وينفري.
بينما قال أحد المصادر لصحيفة The Daily Mail: "كانت التوجيهات الصادرة من الأعلى واضحة تماماً بألا ينجرف أحد إلى هذه الحفرة، مهما اشتد الغضب من استفزازات دوق ساسكس وزوجته".
كانت الوصفة التي اختارها القصر للتعامل مع الأزمة تستند إلى قناعة مفادها أن فترة الصمت ستخفِّف من حدة المشاعر السلبية التي يثيرها الموقف برمته، وذهاب الملكة إلى حد إصدار بيان شخصي يوضح أن هناك أموراً تحتاج العائلة الملكية إلى التعامل معها على نطاق خاص.
من جهة أخرى، أوضحت مصادر مطلعة على الشؤون الملكية أنه لا رغبة في فرض رقابة على المذيع أو صانعي البرنامج. لكن الأسر الملكية للقصور الثلاثة اتفقت جميعها على الإشارة إلى أنهم كانوا ينبغي أن يُمنحوا حق الرد.
ما الذي يقدمه وثائقي BBC؟
تقتضي اللوائح والقواعد المنظمة للعمل في شبكة BBC أن تمنح جميع البرامج والأفلام الوثائقية المتعلقة بشؤون جارية حقَّ الرد للأطراف المعنية عند اللزوم.
في المقابل، قال متحدث باسم شبكة BBC: "الوثائقي يدور حول كواليس العمل في الصحافة الملكية ويضم مجموعة من الصحفيين من قطاع البث وصناعة الصحف".
يُعتقد أن قائمة الصحفيين الذين قابلهم الفيلم الوثائقي تشمل جوني ديمون مراسل BBC للشؤون الملكية، وكاميلا تومينيني المحرر المساعد لصحيفة The Daily Telegraph، وأوميد سكوبي الصحفي الأمريكي الذي شارك في تأليف سيرة هاري وميغان Finding Freedom.
يتولى تقديم الفيلم الوثائقي أمول راغان، مقدم برنامج Today على محطة Radio 4.
تتناول الحلقة الأولى من الوثائقي، التي تبلغ مدتها ساعة، السنوات التي أعقبت اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية في عام 2012، و"رد الفعل الإعلامي الإيجابي لظهور جيل جديد من أفراد العائلة المالكة".
أما الحلقة الثانية، فتتناول السنوات الثلاث الماضية، وتسلط الضوء على الخلافات بين الأخوين ويليام وهاري، وكان الأخير أقرَّ في عام 2019 بأنه وأخاه ويليام "يسيران في مسارين مختلفين".
يُذكر أن الأمير ويليام كان قد هاجم في وقت سابق من هذا العام هيئةَ الإذاعة البريطانية BBC بعد الكشف عن كواليس الحلقة التي أجراها مارتن بشير مع والدته ديانا قبل وفاتها.