دعا خبراء الصحة إلى مزيد من البحث في العلاقة بين النظام الغذائي والصداع النصفي (ميغرين) بعدما كشف أطباء أنَّ مريضاً تخلَّص تماماً من الصداع الشديد والمُنهِك، الذي عانى منه لأكثر من عقد، بفضل اتباع نظام غذائي نباتي، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
فقد جرب هذا الرجل الأدوية الموصوفة له، واليوغا والتأمل، والتوقف عن تناول الأطعمة المحفزة المحتملة؛ في محاولة لتقليل شدة وتكرار الصداع الشديد، لكن لم ينجح شيء. وقال المريض إنَّ الصداع النصفي جعل من المستحيل تقريباً أداء وظيفته.
لكن في غضون شهر من بدء نظام غذائي قائم على النباتات يتضمن كثيراً من الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، اختفى الصداع النصفي لديه. ولم يعانِ الرجل من الصداع النصفي منذ أكثر من سبع سنوات، ولا يتذكر حتى آخر مرة أصيب فيها بالصداع. وأُبلِغ عن هذه الحالة في دورية BMJ Case Reports.
فيما اقترح الأطباء في الولايات المتحدة الذين عالجوا الرجل الذي يعمل بمهنة التصوير، أنه قد يكون من المفيد اتباع نظام غذائي نباتي؛ لتخفيف أعراض الصداع النصفي المزمن.
الأدوية أم النظام الغذائي؟
كما أشاروا إلى أنَّ الأدوية يمكن أن تساعد في الوقاية من الصداع النصفي وعلاجه، إلا أنَّ مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أنَّ النظام الغذائي قد يوفر أيضاً بديلاً فعالاً بدون أية آثار جانبية مرتبطة ببعض الأدوية.
إلا أن خبراء مستقلين آخرين حذَّروا من أنه نظراً إلى أنَّ التقرير كان عن حالة فردية، فمن المستحيل تعميم النتائج ولا ينبغي اعتباره حلاً لجميع الأشخاص المصابين بالصداع النصفي.
في حين نقل تقرير الأطباء المنشور في دورية BMJ Case Reports عن المريض البالغ من العمر 60 عاماً، والذي لم يتم الكشف عن هويته، قوله: "قبل أن أغيّر نظامي الغذائي، كنت أعاني من ست إلى ثماني نوبات صداع نصفي منهكة في الشهر، كل منها يستمر مدة تصل إلى 72 ساعة. وفي معظم الأيام، كنت إما أعاني من الصداع النصفي أو أتعافى منه".
المريض السابق أضاف: "ومع ذلك، في غضون شهر واحد من بدء نظام غذائي نباتي كثيف المغذيات، اشتمل بالأساس على كثير من الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، والفواكه، والفاصوليا، ودقيق الشوفان، والعصائر الخضراء اليومية، تمكنت من التوقف عن استخدام الأودية".
كما تابع: "لم أعانِ من الصداع النصفي منذ سبع سنوات. لا أستطيع حتى أن أتذكر آخر مرة أصبت فيها بالصداع. لم أعُد أسيراً في جسدي. واستعدت حياتي مرة أخرى".
مليار شخص
يشار إلى أن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الصداع النصفي.
والصداع النصفي هو أكثر أنواع الصداع شيوعاً وأشدها ألماً، ويمكن أن تسبقه أو ترافقه علامات تحذيرية وحسيَّة مثل ظهور ومضات ضوئية أثناء الرؤية، ووخز في الذراعين والساقين وغثيان وقيء.
تمتد آثار الصداع النصفي في بعض الحالات إلى الضعف الإدراكي المؤقت وآلام جلدية، وتدوم آلامه من 4 ساعات وحتى 3 أيام.
في حين يميل الأشخاص المصابون بالصداع النصفي إلى المعاناة من هجمات متكررة للصداع، ناجمة عن عدد من العوامل المختلفة، من ضمنها الإجهاد، والتغيرات الهرمونية، والأضواء الساطعة، ونقص الطعام أو النوم والنظام الغذائي.
كما أنه أكثر شيوعاً بين النساء، حيث يصبن به بمقدار 3 أضعافٍ أكثر من الرجال، فيما يصيب المرض أكثر من 10% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وفقاً لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية.