احتفظت ألمانيا بلقب أفضل الدول سمعةً في العالم للعام الخامس على التوالي، وذلك في استطلاع Nation Brands Index الدولي الذي يقيس القوة الناعمة للدول، ويُطلب فيه من 60 ألف شخص تصنيف الدول في فئات تشمل منجزاتها في مجالات الثقافة والحوكمة والصادرات.
وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Times البريطانية الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، شهد تصنيف هذا العام تراجع المملكة المتحدة من المركز الثاني إلى الخامس، متأخرةً عن كندا واليابان وإيطاليا.
التقرير أشار إلى أن بعض أسباب ذلك هو التراجع الطفيف في سمعتها العالمية فيما يتعلق بالترحيب بالأجانب وحماية البيئة، بينما تعافت الولايات المتحدة قليلاً من تراجعها السابق، لتتقدم من المركز العاشر إلى الثامن، بعد انتهاء حقبة ترامب.
"العلامة التجارية للأمم"
التصنيف الذي يصدر كل عام منذ عام 2008، يعمد فيه سيمون أنهولت، عالم السياسة البريطاني، وشركة "إبسوس" Ipsos العالمية لاستطلاعات الرأي، إلى تقييم ما يُعرف بـ"العلامة التجارية للأمم" من خلال قياس النظرة إليها عالمياً على أساس من ستة معايير مختلفة.
تشمل هذه المعايير مستويات الود والتسامح والكفاءة التي تبديها شعوب هذه الدول، ونوعية الحياة العامة فيها، وجاذبيتها بوصفها وجهةً للسياحة والاستثمار.
في السنوات الأولى، هيمنت الولايات المتحدة على صدارة التصنيف، لكن ألمانيا أزاحتها بداية من عام 2017. وحافظ الألمان على لقبهم هذا العام بتحسنٍ طفيف، حيث ارتقوا في التصنيف إلى 71.1 % ارتفاعاً من 69.1 % في عام 2020.
ألمانيا الدولة الأفضل سمعةً
اختص التصنيف ألمانيا بدرجات عالية على جودة منتجاتها، وعمل حكومتها المكثف للتخفيف من حدة الفقر العالمي، وقابليتها لتوظيف إمكانيات شعبها.
كما حققت ألمانيا أداءً جيداً فيما يتعلق بسمعتها على مستوى التميز في مجال الرياضة، وذلك رغم إقصائها من الدور الثاني من بطولة دوري الأمم الأوروبية وحصولها على المركز التاسع في جدول الميداليات في أولمبياد طوكيو.
من جهة أخرى، شهد ترتيب المراكز العشرة الأولى تغييراً طفيفاً، مع تقدم كل من الولايات المتحدة وإيطاليا مركزين.
وفي مؤخرة التصنيف الذي يضم 51 دولة، صعدت الصين 4 مراكز لتصل إلى المركز 31، وتراجعت الهند 6 مراكز إلى المركز 40، وجاءت المراكز الثلاثة الأخيرة لكل من بنما وقطر وجمهورية الدومينيكان.
بوجه عام، برزت علامات أولية على تنامي الكياسة العامة في التعامل بين الأمم، فقد سجلت جميع الدول التي ظهرت في قائمتي عام 2020 وعام 2021، والبالغ عددها 46 دولة، نتيجةً إجمالية أفضل هذا العام.
كما ارتفعت الرغبة في زيارة البلدان الأخرى بين سكان الدول إلى أعلى مستوى لها منذ انطلاق التصنيف، وربما يعكس ذلك نوعاً من التوق إلى حرية التجوال مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لتفشي وباء كورونا.