أدى التحول الحكومي لاستخدام أجهزة الكمبيوتر في الهند بدلاً من الملفات الورقية إلى ملء مساحة تقارب مساحة قصر باكنغهام، وذلك في حملة تنظيف هائلة للمكاتب الحكومية في العاصمة الهندية نيودلهي شملت الأثاث المُحطَّم والملفات المتعفِّنة وكل ما لا يُستخدم من مستندات.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن مساحةٌ تُقدَّر بـ800 ألف قدم مربع قد أُفسحت من المساحات المكتبية منذ أن طلبت الحكومة العمل بمُحرِّك أقراصٍ، مِمَّا أدَّى إلى التخلُّص من الكراسي والمكاتب وأجهزة الفاكس الزائدة عن الحاجة، علاوة على أكثر من 1.4 مليون ملف ورقي سُجِّلت على مُحرِّك الأقراص ورُبِطت معاً في شبكة واحدة.
ورغم حوسبة المكاتب الحكومية بدأت في الهند منذ ثمانينيات القرن الماضي، شهد حبُّ البيروقراطية لدى الموظفين الهنود استمراراً في مراكمة أكوامٍ من الملفات، وغالباً ما تكون مُكدَّسةً حتى السقف.
كانت وزارة البيئة أسوأ مذنب في هذا الأمر، إذ تبيَّن أنها تخزِّن 99 ألف ملف فائض في مكاتبها في نيودلهي.
تخلَّصَت الحكومة أيضاً من الكراسي المُحطَّمة والمكاتب المكسورة، والطابعات المُهمَلة، والخزائن الفلاذية المتضرِّرة، ومبرِّدات المياه الصدئة، مِمَّا يوفِّر على الحكومة ما يقرب من 40 مليون روبية (520 ألف دولار).
كان ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، قد وَعَدَ أولاً بتنظيف الحكومة، بالمعنى الحرفي للكلمة، في عام 2014. وأمر موظفي الخدمة المدنية بتنظيف مكاتبهم والتخلُّص من القمامة، في أمرٍ أرسله سكرتير مجلس الوزراء إلى جميع الإدارات.
بعد هذا التوجيه بفترةٍ وجيزة، اكتشفت وزارة الداخلية ملفاً يرجع تاريخه إلى العام 1948، يقضي بدفع بدل سفر للورد مونتباتن، آخر حاكمٍ بريطاني للهند، مقابل عودته النهائية إلى بريطانيا. وأُرسِلَ الملف إلى الأراشيف الوطنية.
وقد عزا المعلِّقون الكثير من الفوضى إلى عادة الهنود في تخزين العناصر التالفة أو غير المفيدة "على سبيل الاحتياط".
وما لا يُرجَّح أن يتم التخلُّص منه بحلول فصل الربيع هو الشارة التي يحبُّها جميع موظفي الخدمة المدنية والوزراء، وهي منشفةٌ بيضاء على ظهر مقاعدهم الرسمية. تنتشر هذه المنشفة في جميع أنحاء البلاد، ربما بسبب الإحساس بالأهمية التي تمنحها للمقعد، إلى درجة أن المنشفة المتواضعة أصبحت إلى حدٍّ ما رمزاً للسلطة.