كشف استطلاع للرأي أن الأزواج الذين بدأت علاقاتهم من خلال التعارف على تطبيقات المواعدة، أكثر عرضة للانفصال من آخرين، في الوقت الذي أصبح هذا النوع من التطبيقات من بين أكثر الطرق الناجحة لعثور الفرد على شريك حياته، إلا أنه ينطوي على مخاطر كبيرة.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الأحد 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إن الاستطلاع بيّن أن الأزواج الذين التقوا لأول مرة عبر الإنترنت، أكثر عرضة للطلاق بست مرات في السنوات الثلاث الأولى، من أولئك الذين التقوا لأول مرة من خلال علاقات بالأصدقاء أو العائلة أو الجيران، وهي الطريقة التالية الأكثر شيوعاً للعثور على شريك طويل الأمد.
هذا الاستطلاع نفذته شركة Savanta ComRes الاستشارية لأبحاث السوق، وشمل 2027 شخصاً من البالغين المتزوجين الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً.
لم يميز الباحثون بين الأزواج الذين اجتمعوا عبر تطبيق "تِندر" Tinder أو تطبيق "غريندر" Grindr، اللذين يُنظر إليها عادة على أنهما تطبيقات للالتقاء في علاقات عابرة، وبين أولئك الذين اجتمعوا عبر تطبيقات المواعدة والتوفيق بين الأشخاص لعلاقات طويلة الأمد مثل "إي هارموني" eharmony.
هاري بنسون، مدير الأبحاث في "مؤسسة الزواج" Marriage Foundation التي كُلفت بإجراء الدراسة، قال إن الأزواج الذين يجتمعون عبر الإنترنت "يفتقرون إلى رأس مال اجتماعي كافٍ أو شبكات دعم قريبة من حولهم للتعامل مع التحديات التي يواجهونها، على خلاف أولئك الذين التقوا عبر أصدقاء مشتركين أو عائلة أو جيران. فالأزواج [الذين التقوا عبر الإنترنت] يكون زواجهم زواجاً بين غرباء إلى حد ما".
لكن مع ذلك تشير الدراسة إلى أن الوضع ليس بهذا السوء، فالفجوة في معدلات الطلاق بين من التقوا عن طريق العائلة أو الأصدقاء، ومن التقوا عبر تطبيقات المواعدة، بدا أنها تضيق بعد استمرار العلاقات لخمس سنوات، وبعد عشر سنوات يصل الفارق إلى الربع فحسب.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه لطالما كان التقاء الشركاء في العمل ثالث أكثر الطرق شيوعاً للعثور على زوج أو زوجة المستقبل.
أما علاقات الزواج الأعلى احتمالاً بالاستمرار على المدى الطويل هي لمن التقوا في المدرسة أو في مرحلة الجامعة، ونسبة الانفصال تصل إلى 8 %.
يأتي هذا في وقت يرتفع فيه مستخدمو تطبيقات المواعدة، خاصة بعد الحظر الذي فُرض في العديد من الدول العالم، والذي أُجبرَ فيه العديد من الناس على التزام بيوتهم.
إذ كشف مدير تطبيق المواعدة "تيندر"، سايدمان، في مقابلة أجراها مع BBC، في وقت سابق، أن عدد مستخدمي التطبيق ارتفع بـ3 مليارات بجميع أنحاء العالم في شهر مارس/آذار 2021، كما ارتفعت المحادثات اليومية بنسبة 12% بين منتصف فبراير/شباط ونهاية مارس/آذار 2021، وأضاف سايدمان أنه كان هناك "تحوُّل جذري" في سلوك مستخدمي التطبيق.