بداية من ولاية فيرمونت التي أصبحت مستقلة وصولاً إلى جمهورية كاليفورنيا التي استمرت لمدة 25 يوماً فقط، هل تعلم أن هناك 6 ولايات أمريكية أعلنت الاستقلال وتأسيس دولة خاصة بها خلال التاريخ الأمريكي؟
1- جمهورية فيرمونت من 1777 حتى 1791
قبل أن تصبح ولاية أمريكية، ظلت ولاية فيرمونت جمهورية مستقلة بحكم الواقع لمدة 14 عاماً كاملة. وتعود جذور الانفصال إلى نزاع مع ولاية نيويورك المجاورة، التي ادعت أن أرض فيرمونت هي في الأصل ملك لها.
وبحلول سبعينيات القرن الثامن عشر الميلادي، لجأت الميليشيات التي تتخذ من ولاية فيرمونت مقراً لها إلى مهاجمة المسؤولين الحكوميين لمنع نيويورك من ممارسة السلطة على أراضيها.
لكن في عام 1777، مع احتدام الثورة الأمريكية، أعلنت فيرمونت الاستقلال عن كل من بريطانيا العظمى ونيويورك. وأطلقوا على بلدهم في الأصل اسم "نيو كونيتيكت"، لكنهم غيروا الاسم إلى فيرمونت بعد بضعة أشهر.
وبحسب موقع History للتاريخ، سرعان ما تبنت الدولة الناشئة دستوراً – وهو الأول في أمريكا الشمالية الذي يحظر عبودية البالغين ويلغي قيود الملكية على التصويت. كما أنشأت الدولة الشابة في حينها خدمة بريدية وعُملة نقدية خاصة بها.
ورغبت فيرمونت من تلك القرارات أن تظل دولة مستقلة منفصلة عما حولها، لكن الكونغرس القارِّي (وهو الكونغرس الذي ضم ممثلين من 12 من المستعمرات البريطانية الثلاث عشرة أواخر القرن الثامن عشر) رفض الاعتراف بها على أنها دولة أو ولاية منفصلة عن نيويورك.
مع ذلك، ظلت الدولة الصغيرة مستقلة لبقية فترة الثورة، حتى إنها كانت تتلاعب بفكرة الانضمام إلى بريطانيا كجزء من كندا. أخيراً في عام 1791، تفاوضت فيرمونت على خيار انضمامها إلى اتحاد الولايات الأمريكية.
وكجزء من الصفقة، وافقت الولاية الرابعة عشرة على دفع 30 ألف دولار لنيويورك مقابل أراضيها المفقودة ضمن نطاق سلطتها.
2- هل سمعت بدولة تكساس ضمن ولايات أمريكية أعلنت استقلالها؟
بدأت المشاكل كلها مع ثورة تكساس التي بدأت في عام 1835-1836، والتي شهدت الإطاحة بالحكومة الديكتاتورية المكسيكية من قِبَل المواطنين الأمريكيين الأثرياء الذين تمت دعوتهم لتعمير المنطقة.
وبحسب جيريمي سي يونغ، مدير الاتصالات والتسويق في الجمعية الأمريكية التاريخية: "لكن الحكومة رفضت في البداية القيام بذلك، لأن إضافة تكساس كدولة تابعة جنوب خط ماسون ديكسون سيزيد بشكل كبير من مساحة الأراضي الأمريكية المفتوحة لتجارة العبودية ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية".
ومع ذلك، في عام 1846، قام الرئيس جيمس ك. بولك بتغيير الأمور لأنه أراد بالفعل المزيد من ولايات التجارة المرتبطة ببيع العبيد، لذلك تمكنت تكساس رسمياً من إعلان إقامة دولة مستقلة في ذلك العام.
وفي حقيقة الأمر، كان توسيع الولايات المتحدة عبر ضم هذا الطريق الجديد جزءاً رئيسياً من حملته الانتخابية الترويجية.
وظلت جمهورية تكساس موجودة لما يقرب من 10 سنوات، وقد اعترفت بها فرنسا وبلجيكا وهولندا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية كدولة مستقلة.
وقبل ما يقرب من عقد من الزمن قبل وجود جمهورية تكساس، كانت هناك جمهورية فريدونيا في تلك المنطقة لكنها لم تدُم طويلاً أيضاً – وكانت أقل نجاحاً بكثير كذلك؛ إذ شهدت المنطقة سلسلة من العداوات المحلية واتهامات بالفساد.
وفي 1826، أعلن هو ومجموعة من داعميه "جمهورية فريدونيا"، ورفعوا علماً جديداً يتميز بخلفية حمراء وبيضاء مزينة بكلمات "الاستقلال والحرية والعدالة".
وقد حاول إدواردز تعزيز العلاقات الدولية، لكن الدعم الواسع النطاق لثورته لم يتحقق أبداً.
وفي يناير/كانون الثاني من العام 1827، انهارت فريدونيا واضطر إدواردز إلى الفرار عبر الحدود إلى الولايات المتحدة.
3- دولة هاواي الجمهورية امتدت لـ4 أعوام
عُرفت ولاية هاواي الأمريكية سابقاً باسم مملكة هاواي، وذلك من العام 1795 وحتى العام 1895، بعد أن وحَّد الملك كاميهاميها جميع الجزر بتلك المنطقة في مملكة واحدة مكونة من مجتمعات صغيرة مستقلة.
وقد تغير كل ذلك بشكل جذري في تسعينيات القرن التاسع عشر عندما أطاح المستعمرون الأمريكيون الأثرياء بالنظام الملكي عندما قاموا بالسيطرة على مزارع السكر.
المستعمرون الأمريكيون كانوا يأملون حينها في ضم هاواي بالكامل كجزء من الولايات المتحدة.
لكن في بادئ الأمر رفضت الحكومة الأمريكية القيام بذلك رسمياً، لذا أصبح المستعمرون الذين أطاحوا بسُلطة مملكة هاواي هم قادة لجمهورية هاواي التي لم تدم طويلاً، بداية من 1894 وحتى 1898، وفقاً لمجلة Smithsonian للمعرفة والتاريخ.
وفي عام 1900، أقر الكونغرس الأمريكي إقامة إقليم هاواي، ثم ما لبثت المنطقة أن أصبحت رسمياً هي الولاية الخمسين في عام 1959، بعد ألاسكا.
4- دولة موسكوجي (فلوريدا) من 1799 وحتى 1803
خدم المريلاند الأمريكي ويليام أغسطس باولز في وحدة موالية لبريطانيا خلال الثورة الأمريكية، لكنه ترك الجيش في عام 1779 وتزوج من قبيلة من هنود الخور في فلوريدا الإسبانية.
وبعد أن أصبح رئيس مجلس الخور، وضع باولز خطة لتوحيد هنود فلوريدا في دولة ذات سيادة من شأنها طرد الإسبان من المنطقة. وأدت جهوده إلى إلقاء القبض عليه ونفيه، لكنه هرب لاحقاً من سفينة قبالة سواحل إفريقيا وعاد إلى فلوريدا.
ولفت موقع How Stuff Works للمعرفة، بحلول عام 1799، نصب بولز نفسه على أنه "المدير العام والقائد العام لأمة موسكوجي"، وهي جمهورية متعددة الثقافات للهنود والعبيد الهاربين والمستوطنين البيض المتمركزين بالقرب من تالاهاسي.
وقد أعلن باولز الحرب على فلوريدا الإسبانية في عام 1800، ثم قام هو وعائلته لاحقاً بالتحرش بالقوات الإسبانية على الأرض ونهبوا سفنهم في البحر.
وأثبت بولز أنه شوكة كبيرة في جانب التاج الإسباني حينها، لكن تم القبض عليه أخيراً في العام 1803، وتوفي بعد ذلك بعامين فقط في سجن كوبي. بعد أن فقدت زعيمها، سرعان ما انهارت ولاية موسكوجي.
5- جمهورية النهر الهندي من 1832 وحتى 1835
في عام 1832، أعلن سكان مجتمع نيو إنغلاند الصغير في Indian Stream استقلالهم. ومنذ نهاية الثورة الأمريكية، كانت منطقة إنديان ستريم في قلب نزاع حدودي بين الولايات المتحدة وكندا التي سيطرت عليها بريطانيا.
وقد زعم كلا الجانبين، وفقاً لموقع History، أن الخط الحدودي المحدد وضع الأرض تحت سيطرتهما، وكلاهما أرسل جباة الضرائب إلى المنطقة.
أزعج هذا 300 شخص من سكان إنديان ستريم لدرجة أنهم صوَّتوا لتأسيس جمهوريتهم المستقلة. وفي دستورهم، نصوا على بقاء الحكم الذاتي ساري المفعول "حتى يحين الوقت الذي يمكننا فيه التأكد من الحكومة التي ننتمي إليها بشكل صحيح".
لم تتقبل الولايات المتحدة وكندا إعلان استقلال إنديان ستريم، وزادت التوترات لاحقاً بعد أن حاول كلا الجانبين تقديم أوامر اعتقال في المنطقة. ورداً على العديد من حوادث العنف، احتلت ميليشيا نيو هامبشاير في نهاية المطاف المنطقة المتنازع عليها في أواخر عام 1835.
عندها فقط حلَّ فريق إنديان ستريمر حكومتهم أخيراً وسمحوا لنيو هامبشاير بممارسة سلطتها القضائية في المنطقة.
بذلك أصبحت الدولة الصغيرة السابقة مدينة بيتسبيرج، نيو هامبشاير، وتم ضمها لاحقاً بشكل رسمي في الولايات المتحدة بتوقيع معاهدة ويبستر-آشبورتون لعام 1842، والتي صححت العديد من المشكلات المتعلقة بالحدود بين الولايات المتحدة وكندا.
6- ولاية رود آيلاند
قد تكون رود آيلاند صغيرة، لكنها لطالما كانت قوية التأثير. مثل فيرمونت إلى حد كبير، لم يكن سكان رود آيلاند مهتمين أيضاً بالقضايا المستمرة مع التاج.
ويقول جيريمي سي يونغ، وفق الجمعية الأمريكية التاريخية: "رداً على الاحتلال البريطاني، أعلنت مستعمرة رود آيلاند استقلالها عن بريطانيا العظمى في 4 مايو/أيار من العام 1776، أي قبل شهرين من إعلان بقية المستعمرات الأمريكية"، لكن من الناحية الفنية ظلت رود آيلاند كانت دولة ذات سيادة لمدة شهرين كاملين.
7- ولاية أوريغون أعلنت دولتها الخاصة
كان الكثير من الناس ينتقلون إلى ولاية أوريغون في القرن التاسع عشر، مما يعني أنها يجب أن تحقق نوع من القانون والنظام. وفي عام 1843، أنشأ المستوطنون حكومة أوريغون المؤقتة لإنجاز المهمة.
وقد شعر بعض المستوطنين أنه يجب أن يصبحوا أمة مستقلة بينما شعر آخرون أنه يجب عليهم الانتظار حتى يتم ضمهم إلى الولايات المتحدة.
لكن في عام 1846، تخلت بريطانيا أخيراً عن مطالبتها بالأراضي الشاسعة، وفي عام 1849 ضمت الولايات المتحدة الأرض رسمياً، والتي تتكون من ولاية أوريغون الحديثة وواشنطن وأيداهو، بحسب How Stuff Works.
3- جمهورية كاليفورنيا المستقلة
بدأت واحدة من أقصر الثورات في التاريخ في 14 يونيو/حزيران من العام 1846، عندما شنت مجموعة صغيرة من المستوطنين الأمريكيين انتفاضة ضد سلطات كاليفورنيا التي تسيطر عليها المكسيك.
وبعد الاستيلاء على بلدة سونوما واعتقال قائدها المكسيكي، رفع المتمردون علماً جديداً -وكان صورة لدب أشيب ونجم أحمر وحيد- وأعلنوا تشكيل "جمهورية كاليفورنيا" المستقلة.
احتل مواطنو تلك الجمهورية لاحقاً منطقة سان فرانسيسكو، لكن سرعان ما استحوذت عليهم البحرية الأمريكية، التي استولت على مونتيري في أوائل يوليو/تموز بعد اندلاع الحرب المكسيكية الأمريكية.
عند سماع النبأ، تخلى المتمردون عن فكرة الجمهورية المستقلة ليتبعوا الولايات المتحدة. وقد استمر دولتهم المستقلة لمدة 25 يوماً فقط، ولكن تم تكريمهم لاحقاً عند اختيار علم ولاية كاليفورنيا، الذي لا يزال يظهر فيه دب أشيب وعبارة "جمهورية كاليفورنيا"، بحسب موقع History.