كشفت شركة الأبحاث الأمريكية Sensor Tower، عن تفوق تطبيق صيني جديد على أشهر التطبيقات وأكثرها تنزيلاً في العالم بنظام iOS، خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ويتعلق الأمر بتطبيق "the national anti-fraud center"، الذي طورته وزارة الأمن العام الصينية، ليصبح ثاني أكثر تطبيقات iOS تحميلاً في سبتمبر/أيلول بعد تيك توك.
حسب تقرير لمجلة Quartz الأمريكية، الإثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، فإن هذا التطبيق الصيني تفوق على يوتيوب وإنستغرام وواتساب، وهو الأمر الذي أدهش كثيرين.
حملة دعائية واسعة
لم تكشف شركة الأبحاث عن عدد تحميلات التطبيق الصيني، الذي يساعد المواطنين على حظر أرقام الهواتف المشبوهة والإبلاغ عن البرامج الضارة. والتطبيق، الذي أطلقته الوزارة في مارس/آذار، وصل لأول مرة إلى قائمة Sensor Tower لتطبيقات iOS العشرة الأكثر تحميلاً في أغسطس/آب، ليحتل المرتبة السابعة.
تأتي شعبيته المتنامية بسرعة، وسط حملة تسويقية حثيثة تنفذها الشرطة الصينية، التي روجت له باعتباره وسيلة تُمكن المواطنين من استعادة السيطرة من محتالي الإنترنت.
كان من ضمن أشكال دعايتهم للتطبيق منح المواطنين بيضاً دعائياً مطبوعة عليه شعارات تروج له (وأحد هذه الشعارات يقول: "الاحتيال عبر الإنترنت له خدع كثيرة، وحتى هذه البيضة زائفة").
كما أطلقت الشرطة أيضاً بثاً مباشراً على عدد من تطبيقات الفيديو لتشجيع المواطنين على تنزيل التطبيق.
هل يجبَر الصينيون على تنزيله؟
في حين لم يسجل التطبيق سوى 2.6 نقطة من 5 على متجر تطبيقات أبل الصيني، وأبدى بعض المستخدمين استياءهم من إجبارهم على تثبيته.
إذ كتب أحد المعلقين على التطبيق: "أوقفني ضابطا شرطة مرور، لأنني نسيت ارتداء خوذة في أثناء قيادتي لسكوتر كهربائي. ولكن بعد سؤالي عن عدم ارتدائي للخوذة، طلب مني الضابطان تنزيل تطبيق الحماية من الاحتيال، ولا أفهم لمَ أجبراني على تثبيته ولماذا بدا الضابطان أشبه بمندوبي مبيعات؟".
على أنه تسود بعض المخاوف إزاء مدى مراقبة التطبيق للمستخدمين، يقول بعض المستخدمين الصينيين إن الشرطة المحلية استجوبتهم لدخولهم مواقع خارجية مثل بلومبيرغ بعد تثبيتهم التطبيق.
فيما يقول آخرون إن التطبيق يتطلب 29 إذناً من المستخدمين، تشمل المراقبة الحية لسجلات المكالمات والرسائل النصية، وفقاً لصحيفة Financial Times.
جاء في نص إخلاء مسؤولية التطبيق بشأن خصوصية المستخدم، أنه يجمع بيانات عن التفاصيل الشخصية للمستخدمين مثل رقمهم التعريفي ومعلومات الجهاز، إضافة إلى المعلومات التي حمّلها المستخدمون للإبلاغ عن عمليات احتيال محتملة، مثل لقطات الشاشة وسجل المكالمات والرسائل النصية.
كما جاء فيه: "لن نفصح عن هذه المعلومات للعامة أو لأي طرف ثالث دون موافقتك المسبقة. ولكن في الحالات التي تتعلق بالأمن القومي، سنستخدم البيانات المهمة بشكل صارم وحكيم بما يتوافق مع القوانين واللوائح ذات الصلة".