أقدمت خدمات الحياة البرية في كولومبيا على سلب مجموعة من أفراس النهر المنتشرة، التي جاء بها إمبراطور المخدرات الكولومبي الراحل بابلو إسكوبار إلى حديقته، قدرتها على التكاثر، بعد تزايد القلق من الكارثة البيئية المحتملة التي يمثلها القطيع المكون من 80 فرساً، حسبما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
الأفراس التي يطلق عليها "أفراس الكوكايين"، تضاعف عددها منذ عام 2012، ما دفع السلطات إلى إخصائها، بعد تصاعد مخاوف من تأثيرها البيئي، الذي قد يمتد لتهديد سلامة الإنسان.
تعتبر هذه الأفراس، التي جاءت في الأصل إلى مزرعة هاسيندا نابوليس التي يملكها إسكوبار، إرثاً صامداً لتاجر الكوكايين الشهير، الذي قتلته الشرطة عام 1993.
خطر على البيئة والإنسان
وتوصلت دراسة أجراها باحثون في جامعات مكسيكية وكولومبية، إلى أن أفراس النهر قد تكاثرت بنجاح، لدرجة أنها انتشرت خارج موطنها الأصلي، على بعد حوالي 161 كم شرق مدينة ميديلين، في مقاطعة أنتيوكيا، حول حوض نهر ماغدالينا.
أشارت الدراسة إلى أن التأثير السلبي لفضلات فرس النهر تؤثر على مستويات الأوكسجين في المسطحات المائية، ما قد يترك آثاره على الأسماك والبشر في النهاية.
كما أثارت الدراسة أيضاً مخاوف انتقال الأمراض من أفراس النهر إلى البشر.
فيما أوصت الدراسة، التي نشرت في مجلة Biological Conservation، بإعدام بعض أفراد القطيع، لكن آخرين أيدوا الإخصاء، متعللين بمخاوف حقوق الحيوان ودعم هذه الحيوانات الإفريقية المتطفلة التي أصبحت نقطة جذب سياحي يحبها السكان المحليون.
وقال إنريك زيردا أوردونيز، عالم الأحياء بجامعة كولومبيا الوطنية، لشبكة CNN، مطلع هذا العام، إن الإخصاء الكيميائي هو السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة، لكنه أقر بأن إخصاء فرس النهر ليس بالمهمة السهلة.
وفقاً لآخر المستجدات هذا الأسبوع، أبطلت الحكومة الكولومبية حتى الآن قدرة 24 فرساً على الإنجاب، باستخدام مادة كيميائية تجعلها تصاب بالعقم.
وبعد مقتل إسكوبار، تُركت هذه الأفراس على حريتها في مزرعة هاسيندا نابوليس، لأنه كان يصعب الإمساك بها ونقلها. وسرعان ما بدأت تنتشر في المنطقة المحيطة.
ولا يُعرف حالياً إن كانت هذه الحملة الجديدة لكبح انتشار القطيع ستنجح، ولكن يبدو أن أفراس النهر تتكيف جيداً مع موطنها الجديد في أمريكا الجنوبية، حتى على حساب الأنواع المحلية.