نجح فريق من المحققين الأمريكيين في تحديد هوية أحد أكثر القتلة المتسلسلين شهرة في الولايات المتحدة، والذي ظلت جرائمه دون حل لأكثر من نصف قرن، وصورت قصته في فيلم يحمل لقبه الذي اشتهر به "زودياك".
ويُعرف "زودياك" كأحد أكثر القتلة المتسلسلين شهرة في أمريكا، بعدما أرهب سكان منطقة سان فرانسيسكو أواخر الستينيات بسلسلة من عمليات القتل الوحشية والجرائم الغامض، فيما ظلت هويته سرية حتى بعد موته.
زودياك سخر من السلطات حينها بألغاز معقدة في الرسائل المرسلة إلى الصحف وسلطات إنفاذ القانون، وقام المحققون الهواة والمحترفون بالتدقيق في القضية؛ في محاولة لكشف القاتل، أو فهم ألغاز رسائله.
فريق المحققين، ويضم أكثر من 40 محققاً سابقاً بمجال إنفاذ القانون وصحفيين وضباط استخبارات أمريكيين، قال إنه توصل إلى استنتاج قوي جداً بأن هوية زودياك هو المجرم غراي إف بوست الذي توفي عام 2018، حسبما نقلت شبكة FOX NEWS الأمريكية الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
يقول الفريق إنه اكتشف العديد من الأدلة التي تشير إلى أن بوست هو القاتل "زودياك"، وضمن ذلك ندوب الجبهة التي تتطابق مع تلك التي أبلغت عنها روايات الضحايا، والتي تم تصويرها في رسومات الشرطة.
أدلة أخرى جاءت من مشهد جريمة قتل وقعت في عام 1966 لاتزال تعتبر رسمياً غير مرتبطة بالقاتل "زودياك"، تتضمن ساعة يد، وطلاء وآثار أقدام، تتوافق مع بوست، أما الشعر الذي رغبوا في إجراء اختبار الحمض النووي عليه، فتم انتشاله من موقع الجريمة نفسه.
من جانبه، رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على القضية، مؤكداً أنها لا تزال مفتوحة.
"زودياك"
رُبط زودياك رسمياً بخمس جرائم قتل بمنطقة باي إيريا، وقعت في عامي 1968 و1969، فيما هربت ضحيتان أخريان، ويُعتقَد أن العديد من الجرائم الأخرى قد ارتكبها الشخص الذي أعلن مسؤوليته عن 37 حالة قتل.
بدأ القاتل في التواصل مع الصحف في عام 1969 والاتصال الهاتفي بالشرطة، وعرَّف نفسه باسم "زودياك" فقط، وغالباً ما سعى إلى الدعاية لجرائمه المروِّعة، وهدَّد الصحف بارتكاب جرائم قتل إضافية إذا رفضوا طباعة رسائله المشفرة، وهناك إجمالاً 4 رسائل مشفرة، قال في إحداها إن هويته ستُكشَف.
ورغم العديد من النظريات عبر السنين حول هوية زودياك، فإنه استطاع خداع السلطات على مدار خمسة عقود.