“هلاك البيئة” خطر جديد يقلق مستقبل الشباب.. يخشون “خيانة” الحكومات بعدم الاهتمام بعلاج أزمة المناخ

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/07 الساعة 16:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/07 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
العلماء يبحثون في تأثير الدخان الكثيف على المناخ - iStock

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن خبراء في الصحة العامة حذَّرَوا من أن أزمة المناخ تؤثِّر بشكلٍ متزايد، على الصحة النفسية للأطفال والشباب. 

حيث قال خبراء في الصحة العامة، إن المستويات المتزايدة من "القلق البيئي"، أي الخوف المزمن من الهلاك البيئي، من المُرجَّح أن يُقلَّل من شأنه بينما يلحق أضراراً بكثيرين على المدى الطويل. 

تفاوت صحي واجتماعي

من جانبها كتبت مالا رو وريتشارد باول، من قسم الرعاية الأولية والصحة العامة بكلية لندن الإمبراطورية، في دورية British Medical، أن القلق البيئي "يهدِّد بتفاقم التفاوتات الصحية والاجتماعية بين أولئك المُعرَّضين بشكلٍ أو بآخر لهذه التأثيرات النفسية". 

رغم عدم اعتبار القلق البيئي حالة قابلة للتشخيص بعد، قال الخبيران إن التعرُّف على القلق البيئي وآثاره النفسية المُعقَّدة يتزايد، وكذلك تأثيره "غير المتناسب على الأطفال والشباب". 

أشارا في مقالهما إلى أن دراسة استقصائية أُجرِيَت عام 2020 على الأطباء النفسيين للأطفال بإنجلترا، تُظهِر أن أكثر من نصفهم (57%) يرون أطفالاً وشباباً منزعجين من أزمة المناخ وحالة البيئة. 

أضافوا أن دراسةً استقصائية دولية حديثة حول القلق المناخي لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، أظهرت أن الأعباء النفسية لأزمة المناخ "تؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ على أعدادٍ هائلة من الشباب في هذه الفئة العمرية بجميع أنحاء العالم". 

فيما دعت رو وباول زعماءَ العالم إلى "إدراك التحديات المقبلة، والتحرُّك الفوري، والالتزام الضروري لشقِّ طريقٍ إلى مستقبلٍ أسعد وأكثر صحة". 

عواطف الشباب ومشاعرهم

من ناحية أخرى قدَّم البحث نظرةً ثاقبة لكيفية ارتباط عواطف الشباب بشعورهم بالخيانة والتخلي من جانب الحكومات، حسبما جاء في البحث. وكان يُنظَر إلى الحكومات على أنها لا تستجيب بشكلٍ كافٍ، تاركةً الشباب "بلا مستقبل". 

حيث جاء تحذير الخبيرين بعد أسبوعٍ من تنديد الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ بزعماء العالم، ورفضها وعودهم بمعالجة حالة الطوارئ المناخية، واصفةً إياها بأنها مجرد ثرثرة. 

يذكر أنه في أبريل/نيسان 2021، نقلت تونبرغ عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي استخدم بشكلٍ ساخرٍ عبارة "عناق الأرانب" لوصف النشاط المدافع عن البيئة. وقالت تونبرغ: "هذا ليس شيئاً صحيحاً سياسياً". 

وفقاً للأمم المتحدة، من المُتوقَّع بحلول عام 2030 أن ترتفع انبعاثات الكربون بنسبة 16%، بدلاً من الانخفاض المطلوب بمقدار النصف للحفاظ على الدفء العالمي تحت الحدِّ المُتَّفَق عليه دولياً، وهو 1.5 درجة مئوية. 

فيما قالت رو وباول إنه من المهم النظر فيما يمكن فعله للتخفيف من ارتفاع مستويات القلق بشأن المناخ. 

كذلك أضافا: "أفضل فرصة لرفع التفاؤل والأمل لدى الصغار والكبار القلقين بشأن البيئة هي ضمان حصولهم على أفضل المعلومات وأوثقها حول التخفيف من حِدَّة تغيُّر المناخ والتكيُّف معه". 

استطردا بالقول: "من المهم بشكلٍ خاص، توفير المعلومات المتعلِّقة بكيفية ارتباطهم بقوة أكبر بالطبيعة، والمساهمة في خياراتٍ أوثق صداقةً بالبيئة على المستوى الفردي، وتوحيد الجهود مع المجتمعات والمجموعات ذات التفكير المماثل". 

تحميل المزيد