مشكلة بسيطة لكن قد تشير للإصابة بالأورام الخبيثة.. إليك لماذا تحدث الأكياس الدهنية وكيف يمكن علاجها

يمكن لأي منطقة في الجسم تنمو فيها بصيلات الشعر أن تُصاب بالأكياس الدهنية بمختلف الأحجام

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/05 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/05 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
الأكياس الدهنية تحدث في مختلف مناطق الجسم - iStock

الأكياس الدهنية في الجسم هي نتوءات بلون الجلد الطبيعي التي يمكن أن تتطور على سطح الجلد في مختلف مناطق الجسم، ويطلق عليها أحياناً اسم أكياس بيلار أو Sebaceous Cysts في الإنجليزية.

وعادة ما تكون تلك التكيسات حميدة، ما يعني أنها ليست سرطانية ولا تهدد حياة الشخص المصاب بها، لكن وبالرغم من أنها لا تُعدُّ مصدراً للقلق، فإنها قد تسبب الإزعاج وعدم الراحة.

وتسبب الأكياس الدهنية عند الإصابة بها في الرأس بقعاً من الصلع وفقدان الشعر في المنطقة المصابة، كما قد يشير وجودها في مناطق معينة بالجسم إلى المعاناة من أورام خطيرة، خاصة إذا ما صاحبتها بعض الأعراض الأخرى.

مع أنه من السهل للشخص العادي أن يميّز الأكياس الدهنية بحسب مظهرها فقط، لكن لا يزال يتعين على المصاب مراجعة الطبيب للحصول على تشخيص رسمي وضمان عدم وجود أي مضاعفات أخرى.

في هذا التقرير نستعرض أعراض وأسباب الأكياس الدهنية، ومتى ينبغي التوجه إلى الطبيب للكشف عليها ومحاولة استئصالها بالطرق العلاجية المُتبعة.

الأكياس الدهنية تحدث بدون أسباب غالباً - iStock
الأكياس الدهنية تحدث بدون أسباب غالباً – iStock

كيف تميِّز الأكياس الدهنية وفقاً لشكلها؟

حدد موقع Healthline بعض التفاصيل التي تساعد في تمييز الأكياس الدهنية دون الحاجة إلى الحصول على استشارة طبية متخصصة. وهي بادئ ذي بدء عبارة عن أكياس جامدة تنمو أسفل الجلد ولا تختلف في اللون أو الملمس وعادة ما لا تصاحبها أية أعراض أو آلام.

ولا تحتوي كيسات بيلار على صديد ولا يجب أن تكون مؤلمة عند لمسها.

وعلى الرغم من أن 90% من الأكياس الدهنية تحدث في فروة الرأس، فإنها يمكن أن تتطور في أي مكان في الجسم. 

تشمل المواقع المحتملة الأخرى: الوجه والرقبة وفي الإبطين، وينتهي الأمر بمعظم المصابين بهذا النوع من النتوءات بالإصابة بأكثر من كيس دهني واحد في ذات الوقت.

وتتراوح أحجام تلك الأكياس، فقد يعاني شخص من واحدة لا تتجاوز حجم كرات البلي الزجاجية، بينما قد يعاني البعض الآخر من أكياس تضاهي حجم كرة جولف، وغالباً ما تحدث عملية النوم في الحجم تدريجياً على مدى فترة طويلة من الزمن.

ورغم أنه ليس أمراً شائعاً فإن العدوى ممكنة، ما يمكن أن يؤدي إلى الألم والإفرازات في موقع الكيس. 

وقد تكون أكثر عرضة للعدوى بعد تمزق الكيس نتيجة الصدمة أو الإصابة في مكانه بالخطأ، أو بعد إجراء شق في محاولة لإزالته وتفريغ محتواه.

أسباب الإصابة بالأكياس الدهنية

عادة ما تتشكل الأكياس الدهنية في بصيلات الشعر المسدودة، ثم تكبر وتصبح أضخم وأكثر امتلاءً بمرور الوقت. 

ونظراً لوجود بصيلات شعر في جميع أنحاء الجسم فقد تحدث أيضاً تكيسات في الوجه والعنق والصدر والبطن والظهر والإبطين، لكن عادة ما تحدث الأكياس في الرأس بسبب الزيوت التي تفرزها فروة الرأس لتغذية الشعر.

وتبدأ الأكياس الدهنية عندما تتخلص طبقة البشرة الخارجية للجلد من خلايا الجلد القديمة. ويمكن أن تتحرك هذه الخلايا المتساقطة أحياناً تحت سطح الجلد بدلاً من السقوط. 

عندما يحدث هذا تبدأ الخلايا المدمجة في التكاثر كما لو أنها لا تزال تنمو، ولكن بدلاً من الصعود إلى السطح تظل محاصرة تحت الجلد وتبدأ في التراكم.

في غضون ذلك تنتج فروة الرأس مادة الكيراتين الطبيعية التي تحافظ على صحة الشعر، وأحياناً يتراكم الكيراتين أيضاً مع خلايا الجلد الميت تحت البشرة، ما ينتج عنه هذا السائل الأبيض أو الأصفر الذي قد تراه ينزّ من التكيس إذا تمزق.

وتمثل العوامل الوراثية أحد أسباب الإصابة بالأكياس الدهنية، بمعنى أن الأطفال سيكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة إذ عانى أحد أو كلا الوالدين منها.

وتُصاب النساء بهذا النوع من التكيسات بصورة أكثر شيوعاً من الرجال. وهي تحدث عادة عند البالغين وفي منتصف العمر.

من الضروري عدم التدخل في تفريغ الكيس الدهني منزلياً - iStock
من الضروري عدم التدخل في تفريغ الكيس الدهني منزلياً – iStock

متى يمكن أن تتحول الأكياس الدهنية لأورام سرطانية؟

تعتبر الأكياس الدهنية مشكلة شائعة وغير ضارة على الإطلاق، ولكن في بعض الحالات النادرة يمكن أن تتحول إلى ورم سرطاني خبيث.

ومن المحتمل أن يكون الكيس الدهني سرطانياً إذا كان لديه أي من هذه الخصائص والأعراض وفقاً لموقع Cleveland Clinic:

  1. المعاناة من أي علامة تدل على وجود عدوى، مثل الشعور بالألم في منطقة الكيس الدهني، أو احمرار النتوء أو خروج صديد منه بدون محاولة تفريغ مُتعمّدة.
  2. يمتلك الكيس معدل نمو سريعاً بعد إزالته أول مرة.
  3. يتجاوز قطر النتوء حجم خمسة سنتيمترات.

عادة ما يصعب على الشخص العادي معرفة ما إذا كانت الكتلة عبارة عن كيس دهني حميد أو أي شيء آخر. لكن إذا لم يكن كيساً دهنياً غير مصحوب بأعراض، فقد تحتاج إلى نوع من العلاج، لذا تجدر مراجعة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

خيارات العلاج المتاحة وفقاً لمستوى الحالة

إذا كان الكيس الدهني صغيراً ولا ينمو ولا يسبب إزعاجاً للشخص المصاب، فيمكن تجاهله كلياً لأنه عادة ليس بالمشكلة الخطيرة. أما إذا أصبح الكيس الصغير ملتهباً فقد ينصح الطبيب المتخصص بحقنه بعقار الاستيرويد لتقليل التورم.

كما قد يقوم مقدم الرعاية الصحية بتفريغ الأكياس الدهنية الكبيرة أو الرقيقة والملتهبة بسوائل طبية متخصصة لا تسبب العدوى أو الجروح العميقة. 

في العادة يُنصح بإزالة الأكياس الدهنية في فروة الرأس قبل تفاقم حجمها منعاً لتساقط الشعر في المنطقة المصابة والمعاناة من بقع صلعاء وسط الشعر.

وعندما تتم إزالة التكيس، سيتم إعطاؤك مخدراً موضعياً لتخدير الجلد قبل إجراء الجرح السطحي فيه، وبعد إزالة الكيس بالكامل فمن المحتمل ألا يعود الكيس مرة أخرى، ولكن إذا بقي جزء من البطانة في الداخل، فمن المحتمل أن يتكرر الأمر مرة أخرى.

ومن بين خيارات استئصال الأكياس الدهنية ما يلي وفقاً لموقع Medical News Today الطبي:

  1. الاستئصال بالليزر: وفيه يتم تفريغ الكيس باستخدام الليزر بعمل ثقب صغير.
  2. الاستئصال العريض التقليدي: يترك هذا الإجراء ندبة دائمة بعد إزالة التكيُّس.
  3. التفريغ بشق الجلد: تتم إزالة التكيُّس بإجراء شق صغير في الجلد المصاب.
  4. الاستئصال بالضغط: يتم إزالة الكيس وجزء صغير من الجلد الطبيعي من حوله باستخدام قاطع دقيق للغاية مثل المشرط بعد التخدير الموضعي لمكان الإصابة.
فروة الشعر هي المكان الأكثر إصابة بالأكياس الدهنية - iStock
فروة الشعر هي المكان الأكثر إصابة بالأكياس الدهنية – iStock

وختاماً، لا يجب أبداً أن تحاول جرح أو ضغط الكيس الدهني بنفسك في المنزل، إذ يمكن أن يسبب الأمر العدوى وتحفيز المنطقة المصابة على معاودة تطوير كيس دهني جديد في نفس مكان الإصابة.

ويُستحسن إذا ما سبب لك الكيس الدهني أي انزعاج أن تتوجه للطبيب على الفور.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد