اعترف ضابط شرطة فرنسي سابق في رسالة انتحار بأنه قاتل متسلسل سيئ السمعة، وفقاً لتقارير محلية؛ مما أنهى على ما يبدو لغزاً ظل يطارد باريس منذ عقود.
صحيفة The Times البريطانية قالت إنَّ الرجل، الذي سمته وسائل الإعلام الفرنسية باسم فرانسوا الخامس، اعترف بأنه القاتل الملقب بـ"لو غريلي"- أو "الرجل المصاب بندبات حبوب الشباب"- استناداً إلى وصف الشهود لوجهه.
واستُدعي الرجل للاستجواب فيما يتعلق بالقضية، لكن عُثِر على جثته لاحقاً في منتجع على شاطئ البحر بالقرب من مونبلييه، وفقاً لصحيفة Le Parisien.
ومع تأكيد القليل من التفاصيل، ذكرت الصحيفة أنَّ المشتبه به يبلغ من العمر 59 عاماً وكان يعمل في قوات الدرك التابعة للجيش الفرنسي، فيما تجري السلطات اختبارات الآن لتأكيد ما إذا كانت الادعاءات المذكورة في الرسالة صحيحة.
وصدمت الجرائم المرتبطة بـ"لو غريلي" باريس في الثمانينيات والتسعينيات. ومن بين القتلى تلميذة في الحادية عشرة من عمرها، تدعى سيسيل بلوخ وأُبلِغ أنها في عداد المفقودين بعدما فشلت في الحضور إلى الفصل في فونتينبلو، وهي بلدة تقع جنوب العاصمة، في عام 1986.
في صباح يوم الجريمة، صادف الأخ غير الشقيق لسيسيل، لوك ريتشارد، رجلاً غريباً وجهه مغطى بندوب صغيرة بارزة في المصعد، وساعد الشرطة في رسم مخططهم للمشتبه به.
وقال لوك ريتشارد لصحيفة Sud Ouest في عام 2015: "بدا واثقاً جداً من نفسه، لقد تحدث إليّ بطريقة جريئة ومهذبة للغاية، أيضاً قال لي شيئاً مثل: أتمنى لك يوماً سعيداً جداً".
وأضاف أنَّ بقاء القضية دون حل، يجعلها تستمر في مطاردة ذهنه. قال: "لقد تمكنت من العيش، لكن لدي شعور كبير بالظلم، لا يمكن إصلاحه".
ولم يُحرَز أي تقدم في القضية إلا مؤخراً، فقد ربطت أدلة الفحوصات الجينية، التي أُجريت بعد ما يقرب من عقد من الزمان، جريمة قتل سيسيل بحادثتي قتل أخرى وست حالات اغتصاب.
ووُجِدَت صلة أيضاً بين "لو غريلي" ووفاة الطالبة كارين ليروي (19 عاماً) وجيل بوليتي (38 عاماً)، وكانت ميكانيكية تعمل في الخطوط الجوية الفرنسية، وإرمغارد موليه (21 عاماً) وهي مربية ألمانية تعمل لصالح عائلة بوليتي.
وعُثِر على كارين ليروي على أطراف الغابة في مونتسو ليه مو شرقي باريس، في عام 1994. وكانت قد اختفت قبل أكثر من شهر، بينما كانت في طريقها إلى المدرسة.
وخلال ما لا يقل عن ثلاثة اعتداءات جنسية منفصلة، اثنتان منها على فتيات قاصرات، عرّف المهاجم نفسه على أنه ضابط شرطة وفي ذلك الوقت، رفض المحققون الدليل باعتباره حيلة استخدمها المهاجم للتلاعب بضحاياه، وفقاً لصحيفة Le Parisien.
ومع ذلك، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنَّ هذا الدليل أصبح في النهاية نقطة تحول في البحث عن "لو غريلي" عندما دفعت أدلة جديدة الضباط إلى اكتشاف أنَّ الجاني كان على الأرجح عضواً في قوات الأمن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أنَّ الضابط السابق، كتب في الرسالة الانتحارية أنَّ "حياته لم تكن على ما يرام" وقت ارتكابه جرائم القتل.
وبعد تقارير إخبارية عن رسالة الانتحار، وصف الجيران فرانسوا الخامس بأنه كان رجل عائلة متواضعاً عاش حياة هادئة، وقال أحدهم: "كان فرانسوا رفيقاً قوياً وطويلاً جداً. لقد كان متعاوناً للغاية. وكان يأتي بانتظام لمساعدة زوجتي تيريز في أجهزة الكمبيوتر. في غضون دقائق قليلة كان يصلح كل شيء. هذه القصة لا تصدق".